: معايير التفرقة بين التكلفة الجارية والتكلفة الرأسمالية :
تظهر أهمية التفرقة بين التكلفة الجارية والتكلفة الرأسمالية – من وجهة نظر المحاسبة عن التكلفة – في الأثر المزدوج الذي يمكن أن تحدثه هذه التفرقة على كل من التكلفة المراد قياسها ، سواء كانت تكلفة نشاط معين أو تكلفة عملية إنتاجية معينة أو تكلفة منتج معين ، وكذلك الأثر الذي يمكن أن يحدثه هذا الخلط بين التكلفة الجارية والتكلفة الرأسمالية على ربحية نشاط معين أو أمر إنتاجي أو منتج معين ، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى توفير معلومات غير دقيقة تؤدي في كثير من الأحيان إلى اتخاذ قرارات إدارية خاطئة .
إن معايير التفرقة بين التكلفة الجارية والتكلفة الرأسمالية يمكن إيجازها على النحو التالي :
أولا : درجة تكرارية حدوث التكلفة : تتميز التكلفة الجارية عن التكلفة الرأسمالية في درجة تكرارية حدوثها ، فمن الملاحظ أن التكلفة الجارية يتم إنفاقها دوريا أي خلال كل فترة محاسبية – غالبا ما تكون سنة مالية ، ومن أمثلة التكلفة التي يتم إنفاقها دوريا : الخامات المستخدمة في أنشطة المنشأة ، تكلفة العمالة ، تكلفة الصيانة ، مبلغ الإيجار ، مبلغ التأمين . وفي المقابل يلاحظ أن التكلفة الرأسمالية لا يتم إنفاقها بصورة دورية ، بل يلاحظ وجود فاصل زمني يتعدى الفترة المحاسبية الواحدة بين الإنفاق الرأسمالي المرتبط بأصل معين والإنفاق التالي له ، ومن أمثلة التكلفة التي لا يتم إنفاقها بصورة دورية : تكلفة شراء أي من الأصول الثابتة كالالات أو المعدات ، وتكلفة زيادة الطاقة الإنتاجية للأصول القائمة ، كإضافة طابق إلى مباني المنشأة أو أجراء عمره لأي من الأصول الثابتة .
ثانيا : المدى الزمني للاستفادة من التكلفة :
تتميز التكلفة الجارية عن التكلفة الرأسمالية في المدى الزمني للاستفادة من التكلفة ، فمن الملاحظ أن التكلفة الجارية يتم استفادها والاستفادة منها خلال فترة محاسبية واحدة ، فتكلفة الخامات المستخدمة في العملية الإنتاجية قد يتم الاستفادة منها خلال الفترة التي استخدمت فيها هذه الخامات ، وقد تكون الاستفادة عن طريق تحول هذه الخامات إلى وحدات تحت التشغيل أو تحولها إلى وحدات تامة الصنع ، وفي المقابل يلاحظ أن التكلفة الرأسمالية يتم استنفادها والاستفادة منها خلال عدة فترات محاسبية ، فتكلفة شراء أي من الأصول الثابتة كالآلات أو المعدات تتعدى الاستفادة منها الفترة المحاسبية الواحدة حيث تمتد الاستفادة بمقدار العمر الإنتاجي للأصل .
ثالثا : الحجم النسبي للتكلفة :
تتميز التكلفة الجارية عن التكلفة الرأسمالية في حجم التضحية الاقتصادية من الموارد الإنتاجية المتاحة للمنشأة ، فمن الملاحظ انخفاض الحجم النسبي للتكلفة الجارية وفي المقابل يلاحظ أن التكلفة الرأسمالية غالبا ما تتميز بكبر حجمها مقارنة بالتكلفة الجارية ، فتكلفة شراء أي من الأصول الثابتة كالآلات أو المعدات تفوق في حجمها تكلفة الصيانة أو تكلفة العمالة .
هذا ، وتجدر الإشارة إلى أهمية العلاقة بين التكلفة الرأسمالية والتكلفة الجارية ، فالجزء المستنفد من التكلفة الرأسمالية خلال الفترة المحاسبية ينظر إليه على اعتباره تكلفة جارية ترحل إلى قوائم التكلفة, في حين ترحل التكلفة الرأسمالية إلي قائمة المركز المالي .
على سبيل المثال :
إذا فرض أن هناك آلة تم شراؤها مع بداية عام 2000 بقيمة بقيمة شرائية 300.000 جنيه ،و تستهلك بمعدل 20% سنويا ، في ضوء هذه البيانات يلاحظ أن قيمة شراء الآلة تعد تكلفة رأسمالية تضاف إلى قيمة الآلات بالميزانية ، أما فيما يتعلق بإهلاك الآلة فإذا ما فرض أن الفترة المحاسبية التي تعد عنها حسابات التكلفة ستة أشهر ، فإن قيمة هذا الإهلاك البالغة 30000 جنيه، يجب النظر إليها على اعتبارها تكلفة جارية : (300000 × 20% ) × (6 ÷ 12) . 1/1/2 :