إن تعلم القليل عن الأشخاص الذين تعمل معهم هو اختصار مهم للتغلب على أوجه الإنحياز، تكتب سوزان جاكوبس.
لقد عملت مؤخرًا مع فريق تنفيذي كبير لاستكشاف العناصر الأساسية للثقافة الشاملة. و درسنا العلم وراء السبب في أن الإدراج و التضمين أمر بالغ الأهمية للدوافع البشرية، وأدوات للتخفيف من الإقصاء. بعض هذه الأدوات هي في الواقع مجرد تعديلات صغيرة، و تغييرات بسيطة صغيرة تعطي تأثيرًا إيجابيًا يفوق الجهد المبذول. و واحدة من هذه التعديلات هو قوة الترحيب و ذكر الإسم.
هل يمكنك التفكير في وقت تم استبعادك فيه؟ ربما تعتقد أن المحادثة الهمسة قد تكون عنك، أو أن الدعوة للحفلة لم تصل أبدًا؟ فالاستبعاد بالنسبة للدماغ يمثل تهديدًا كبيرًا. حيث أننا كائنات الاجتماعية والاستبعاد يؤلمنا. ويعد الألم الذي نشعر به حقيقي لأنه يسجل في نفس موقع الدماغ كالألم الجسدي. وعلى العكس من ذلك، فإن الشمول هو أحد المحركات الأساسية للثقة والحافز الجوهري في جميع جوانب حياتنا. و في العمل، فإن الشعور بالشمول، والسماع والاعتراف و التقدير يؤدي إلى زيادة المشاركة.
يلعب التحيز اللاواعي دورًا كبيرًا في كيفية و سبب قيامنا بتضمين البعض ودفع الآخرين للخارج. فالتحيز المتقارب أو المتماثل – جذب الدماغ للأفراد الذين يبدون، أو يتصرفون بطرق مألوفة لنا من خلال وسائل مثل اللكنة، التعليم، اللون وما إلى ذلك – هو أحد المذاهب. فالدماغ عبارة عن آلة بيولوجية تنبؤية و نمطية. عندما تستطيع تفسير الأحداث والأشياء الآخرى على أنها مألوفة، فإنها تضع علامة على المربع “آمن”.
و من ناحية أخرى، إذا تم الكشف عن الاختلافات، فإن الدماغ سوف يشير إلى القلق، مما يضعنا في حالة تأهب للتحقق من المعارضة و المقاومة المحتملة. و هذه العملية سريعة للغاية ومصممة من أجل بقائنا – ولكنها ليست صحيحة دائمًا وغالبًا ما تكون غير مفيدة. و الأهم من ذلك، لا تمثل تحيزاتنا غالبًا قيمنا الخاصة. قد نعتقد اعتقادًا راسخًا أننا لن نستبعد أبدًا أي شخص آخر استنادًا إلى مظهره الخارجي، لكن آليتنا للبقاء يمكن أن تقودنا إلى القيام بذلك دون إعلامنا بأننا أغفلنا بدون وعي سيرة ذاتية تستند فقط على الاسم.
فكيف يمكننا التخفيف من تأثير تحيز المعرفة أو التماثل أو التقارب؟ إجابة واحدة هي معرفة من حولك. تنشئ المعرفة ملفًا “آمنًا – جيدًا لتضمينه” في الدماغ. ماذا تعرف عن الزملاء الذين تعمل معهم؟ من هم خارج العمل؟ ما هو المهم بالنسبة اليهم؟
و بالعودة إلى أن فريق كبار المسئولين التنفيذيين. قال أحد المشاركين إنه منذ سنوات عديدة كمدير مبتدئ، زار هو وفريقه أحد قادة المجلس التنفيذي. و تذكر تقديم نفسه والحديث عن العمل والقليل عن عائلته. بعد عامين، زار نفس عضو مجلس الإدارة مرة أخرى. ذكر المشارك أنه يتذكر القليل من سبب الزيارة لكنه لن ينسى أبدًا أن هذا القائد البارز جاء مباشرًة إليه، ورحب به، وتذكر اسمه وسأله بعد ذلك عن أسرته. أثر هذا التفاعل الصغير تفوق كل شيء وبقى معه حتى يومنا هذا.
لا أحد منا يتحمل المسئولية عن تحيزنا غير الواعي، لكن يمكننا تحمل المسئولية عن الحل. شاهد ما يحدث بقوة الترحيب، وذكر الإسم، وتعلم القليل عن الأشخاص من حولك.