متى تتخذ قرارك بالتغيير
متى تتخذ قراراك بالتغيير ؟!
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..
عندما يحين الوقت ستجد نفسك أمام مفترق للطرق، طريق يدعوك للمتابعة، وآخر يدعوك للتوقف والرجوع، ولكن متى يكون اتخاذك للقرار صائباً.
تعرض عليك أحياناً ظروف عملك أن تترك وظيفتك التي أحببتها لسنوات طويلة، وعليك أن تختار بين أن تترك هذه الوظيفة، وتنتقل لعمل آخر له عوائد مادية أكثر، مع معرفتك بأنك ستقدم على مخاطرة غير معروفة النتائج، وبين أن تبقى على حالك وتقتل الطموح الذي في داخلك يدعوك لخوض غمار المغامرة والتمتع بحس الانتصار، وتحقيق المكاسب التي كنت تحلم بها منذ نعومة أظفارك..
وتارة أخرى تعرض عليك المواقف أن تختار بين البقاء في منزلك الرائع الذي أنت فيه من عشرات السنين، وتتمتع فيه بكم هائل من الذكريات والمشاعر، وتعرف كل ركن فيه وكل قطعة أثاث مهما زاد أو صغر حجمها، وبين أن تنتقل إلى بيت جديد فيه من الرفاهية والوساعة ما لم تكن تحلم به من قبل، ولكن على حساب نقص في دخلك الشهري بسبب ما ستتحمله من أقساط جديدة تضاف إلى المصروف.
ومرة أخرى تقف تائهاً بين أن تسافر إلى بلد غريب لم تطأه قدماك من قبل، غير أنك ستحصل على الخبرة اللازمة والشهادات المطلوبة لشغل أعلى الوظائف في موطنك حينما تعود، وبين أن تبقى في بلدك وتقنع بما قسم الله لك، لأن كثيراً من الذين سافروا لم يعودوا واستهوتهم الغربة واندمجوا بها، حتى انخرطوا في مجتمعات غير مجتمعاتهم، واكتسبوا عادات غير عاداتهم، وفي النهاية انتقلوا إلى مواطنة جديدة غير الأصلية التي تربوا وعاشوا عليها.
إن اتخاذ القرارات يكاد يكون أهم شيء في حياتنا، وإن القرار الصائب هو في الغالب ما يصنع المستقبل، أو – لا سمح الله – يدمره، وفن اتخاذ القرار علم له قواعده المعروفة، وفن له أسراره الخاصة، ولا تتسع هذه العجالة لمعرفة كل شيء عنه، غير أنك في كل عدد من أعداد مجلتك عالم الإبداع ستجد ضالتك في تعلم بعض هذه المهارات وبعض أسرار هذا الفن الخطير..