هل التقيت في حياتك شخصاً يخطف أنظار الجميع لحظة دخوله إلى مكان ما؟
هل وجدت نفسك تراقبه بتمعن؟
هل شعرت و كأنك تعرفه من قبل و أنك متفق معه في كل ما يقول؟
الكاريزما هي امتلاك الإنسان لشخصية قيادية قوية تميزه عن غيره، هي تلك الصفة الموجودة في أعماقك و التي تجعل الآخرين ينجذبون إليك و يرغبون في قضاء وقت أطول معك و يستمعون لما تقول و يتأثرون به و يراقبون ما تفعل و يتعلمون منك، إنها تلك الروح التي تبعث الطاقة العاطفية المؤثرة في الناس على المستوى الفكري أو الحسي أو الانفعالي….
يولد الناس بشخصيات مختلفة فمنهم من يملك شخصية ضعيفة و آخر من يُولد بشخصية قوية و يتفاوت ذلك تبعاً للبيئة المحيطة بكل منهما و الظروف و التجارب التي يمر بها في حياته فعندما يُسئل أحدنا عن شخصيةٍ كاريزميةٍ قد يكون أحد المشاهير من السياسيين أو الأُدباء أو الزعماء الناجحين هو أول من يتبادر إلى ذهنه و لكنها سمةٌ قد يمتلكها أشخاصٌ عاديون كالطفل الذي يحظى بالشعبية في مدرسته أو الموظف المثالي الذي يحصل على معظم العلاوات أو الفرد ذو الشخصية المتميزة و المحبوب من قبل المجتمع.
بالرغم من أن بعض الأشخاص يمتلكون هذه الشخصية بشكل طبيعي إلا أن بمقدور أي منا أن يتمتع بها إذا امتلك مؤهلاتها و عمل على تطويرها و دعمها.
و تزداد الكاريزما كلما أصبح الإنسان قادراً على التأثير في المزيد و المزيد من الناس فيصبح محط اهتمامهم و مصدر إعجابهم.
“تنمو الموهبة مع الهدوء و السكون، و تنمو الشخصية القوية بخوض معترك الحياة”….
متى يكون الشخص كاريزمياً؟
عندما يكون واثقاً من نفسه دون غرورٍ أو تكبر يستطيع التواصل سواءً وجهاً لوجهٍ مع شخص ما أو في مجموعاتٍ أو أمام الجماهير مما يُمكّنُه من مساعدتهم على الشعور بالثقة و يعزز التواصل معهم.
أن يتحلى بالإيجابية فيرى الأفضل في الآخرين و المواقف و الأحداث فيشجع غيره على رؤيتها كما يراها فيتحمسون و يشعرون بتفاؤلٍ أكبر.
أن يكون مُثيراً للاهتمام و مُهتماً في آنٍ معاً قادراً على إيصال رسالته بوضوحٍ مُستخدماً لغة الجسد و التواصل البصري مع ابتسامةٍ صادقةٍ يُضفي بها روح الفكاهة و المرح ليحافظ على يقظة جمهوره و تركيزهم.
أن يتمتع بذكاءٍ واضحٍ فيمتلك معرفة جيدة بالأمور الجارية و ثقافةً عامةً واسعةً و يتكيّف بتفسيراته وفقاً لقُدرات من يُخاطبهم و زاوية نظرهم و خبراتهم.
الأشخاص الكاريزميون جذابون حازمون بشكلٍ مُتقن، يمكنهم الإقناع من خلال كلماتهم و التشجيع من خلال ثقتهم كما يمكنهم توظيف حزمهم بالاستفادة من فهمهم للعواطف سواءً الخاصة بهم أو بغيرهم.
“الشخصية الناجحة هي التي تتخيل النجاح الذي تريده”….
إنها صفة تنبع من الداخل وليست صفة خارجية فمميزاته داخلية مما يضفي عليه جاذبية خاصة و روعة منفردة والشيء المميز فيها أنها تجعل الكاريزمي قوي بدون أن تضعف الآخرين لأنه يستمد قوته من ذاته و من داخله لا بسلب قوة الآخرين.
قبل أن تؤثر في الآخرين عليك أن تفهم نفسك أولاً و تفهم مفاتيح شخصيتك و تتعرف على أفعالك و ردودها و تنتبه إلى حركات جسدك و تعبيراتك في كل المواقف لتمتلك القدرة و القوة للتعامل مع نفسك بذكاءٍ و وعيٍ.
عليك أن تحافظ على سلامة صورتك أمام الآخرين قبل أن تفكر في التأثير فيهم….
متى يكون الشخص كاريزمياً؟
