مقدمـة: في أواخرالقرن( 19) وبداية القرن( 20 ) ومع حدوث الثورة الصناعية ظهر علم محاسبة التكاليف و ذلك لقياس تكلفة المنتجات فى ظل تعدد و تنوع و تعـقـيـد المنتج الذي يمر بمراحل إنتاجية مختلفة، و كل مرحلة لها تكاليفها المباشرة و تكاليفها غير المباشرة، و هذا العلم لا يفيد فقط فى قياس التكلفة و لكن له أهداف متعددة من أهمها:-
1- أهداف محاسبة الكتاليف
أ- ضبط ورقابة عناصر التكاليف:
يقصد بالرقابة على التكاليف تحقيق الكفاءة في استخدام المواد والعمالة والآلات و قياس مستوى الأداء و إمداد الإدارة بمعلومات حول الضياع فى عناصر الإنتاج و ذلك بالتعاون مع مراقبة الانتاج..
وقد تتحقق الرقابة على التكاليف عن طريق مقارنة التكاليف الفعلية المتعلقة بالفترة الحالية بتكاليف فترة أو عدة فترات سابقة، أو الاعتماد على المقارنة بين التكلفة الفعلية والتكلفة المعيارية في ظل الظروف المحيطة.
ب- قياس تكلفة الإنتاج:
ويعد الهدف الرئيسي لنظام محاسبة التكاليف حتى تتمكن المنشأة من تحديد نتائج أعمالها عن فترة زمنية معينة وبالتالي تحديد المركز المالي في نهاية الفترة .
ويساعد تحديد تكلفة الوحدة في :
1-*تحديد سعر البيع في الأوقات العادية وفي أوقات الكساد .
2-*تحديد السعر المناسب للدخول في المناقصات .
3-*تحديد تكلفة الإنتاج التام وغير التام ( المخزون ) في نهاية الفترة .
4-*تحديد نتائج أعمال المشروع من ربح أو خسارة في نهاية الفترة
ج- عنصر أساسي لإتخاذ بعض القرارات:
من مفهوم المقارنة بين التكلفة و العائد، على سبيل المثال تكلفة المنتج مع سعر البيع أو التعاقـد مع العميل حول منتج ما:
و أمثلة القرارات الخاصة بذلك:
– شراء أو إنتاج جزء معين يدخل في الإنتاج.
– التوسع أو عدم التوسع في الإنتاج.
– القبول بعملية الانتاح من عدمه فظل المنتج الذى يعتمد على الأوامر الانتاجية.
– فتح أسواق جديدة أو الاكتفاء بالأسواق الحالية.
و تقوم عملية اتخاذ القرارات على الاختيار والمفاضلة بين البدائل المختلفة، فالأساس في اتخاذ القرار هو وجود عدة بدائل، كما أن وجود العديد من البدائل يخلق مشكلة الاختيار.
وتعد المعلومات حلول التكاليف ذات أهمية خاصة لإدارة المؤسسة في اتخاذ القرارات الرشيدة حيث أن اتخاذ بعض القرارات غير المدروسة قد يفوت على المؤسسة فرصة تحقيق ربح أكبر أو قد يؤدي إلى إلحاق خسائر كبيرة بها، و يقوم نظام محاسبة التكاليف بتوفير المعلومات اللازمة لإعداد الموازنة التقديرية مثل تكلفة المواد والأجور وتكاليف الخدمات الأخرى.
د- الرقابة على تكلفة النشاطات الخدمية:
تعتبر التكاليف التي تتحقق في أقسام الإدارة المساعدة بمثابة تكاليف لتقديم هذه الخدمات بحيث يتم ردها بصورة أو بأخرى إلى تكلفة المنتج، لذلك من الضروري ربط تكاليف هذه الأقسام بالخدمات التي تقدمها ومتابعة ومراقبة هذه التكاليف ومقارنتها مع الأسعار السائدة في السوق فيما لو لجأت المؤسسة إلى الحصول عليها من السوق.
2- وظيفة نظام محاسبة التكاليف
إن وظيفة نظام محاسبة التكاليف هي حصر وتبويب وتوزيع أنواع التكاليف التي نشأت فعلاً و التي ستنشأ أو ( تكاليف تخطيطية أو معيارية) خلال فترة معينة، و تحديد أسباب الانحرافات الاستخدامية لعوامل الإنتاج وتقديم المعلومات اللازمة لصناع و متخذي القرارات، خاصّة في مجال السياسة السعريّة
لتحقيق هذه الأهداف الرئيسة تحصر التكاليف وتبوّب وفقاً لأنواعها (تكاليف يد عاملة، تكاليف مواد، استهلاك أصول ثابتة، فوائد،…الخ) و لكل مركز تكلفة على انفراد ،هذا التوزيع يساعد على معرفة حجم ونسبة ومكان نشوء كل نوع من أنواع التكاليف، كما يسهّل عملية توزيع التكاليف وفقا لمبدأ السببيّة على حملة التكاليف خلال مدة معينة (سنة، شهر …).
لتسريع عملية اتخاذ القرار تستخدم المقارنة المحاسبية قصيرة الأجل (مثلاً الشهرية) فبواسطتها تتم المقارنة بين تكلفة وحدة المنتج (حامل التكلفة) وبين قيمتها السوقية الفعلية أو المتوقعة، تعدّ محاسبة التكاليف قصيرة الأجل من أهم ما تعتمد عليه الإدارة الحديثة أثناء صنع و اتخاذ القرارات، لأن هذا النوع من المحاسبة يتميّز بصفتين أساسيتين لا تتميّز بهما المحاسبة العامة السنوية:
– إن المحاسبة العامة السنوية تأتي عادة متأخرة عدة أشهر بعد انتهاء العام المالي أي خلال العام المالي الجديد، بينما يمكن الحصول على نتائج محاسبة التكاليف عند الطلب.
– تظهر المحاسبة العامة في قائمة الأرباح والخسائر التكاليف وفقاً لأنواعها والإيرادات وفقاً لأنواع الإنجازات (المنتجات = حملة التكلفة) وبهذا لا تستطيع المحاسبة العامة بيان الجدوى الإنتاجية (إيرادات إنتاجية – أعباء إنتاجية) لكل منتج على انفراد، وبذلك تضيع على الإدارة معلومات هامة لا يمكن الحصول عليها إلا بواسطة محاسبة التكاليف.