وصف هشام رامز محافظ البنك المركزى فى شهادات استثمار قناة السويس فى 8 ايام عمل فقط بأنها بمثابة انجاز ضخم حاز على اهتمام عالمى واسع سواء من الدول التى تدعم مصر فى هذه المرحلة او التى كانت تشكك فى نجاح الطرح واقبال المصريين على الشراء ،
لافتا الى ان احد المسئولين فى احدى الدول قال له ان هذا الامر يحتاج إلى ان يدرس فى كيفية امتلاك المصريين مفاتيح مدهشة لا يمكن توقعها خاصة فى الظروف الوطنية، ومؤكدا ان اشادة الرئيس عبد الفتاح السيسى برجال البنوك والمصريين تحمل رسالة تحية وتقدير لكلمواطن يعمل ويبذل جهده واخلاصه من اجل الوطن ، ونوه محافظ البنك المركزى الى الدور البارز ايضا الذى قام بها الاعلام فى زيادة الوعى الوطنى بالشهادات ، ودورها فى تمويل هذا المشروع الوطنى، اضافة الى العائد الجيد عليها .
وقال رامز فى المؤتمر الصحفى الذى عقده امس – بحضور نائبى المحافظ جمال نجم ونضال عصر، ورؤساء البنوك الاربعة التى قامت بطرح الشهادات محمد بركات وهشام عكاشة ومنير الزاهد وطارق قنديل – أن نسبة الأفراد كانت تستحوذ على 90 %. فى الأيام الأولى من الاكتتاب ثم انتهى الامر الى ان اصبحت 82 % بعد دخول المؤسسات والشركات فى الايام الاخيرة للاكتتاب لتصل حصتها الى 18 % ، مشيرا الى ان المبالغ التى اشترت بها الشركات لم تكن كبيرة باستثناء هيئة التأمينات التى اشترت بمبلغ 3 مليارات جنيه، وذلك نظرا للعائد المجزى لها.
وأضاف عدد طلبات الشراء بلغت مليونا و100 ألف من خلال أكثر من مليونى عملية مصرفية خلال 8 أيام وهذا لم يحدث فئ تاريخ الجهاز المصرفى، مما يعكس خبرات وكفاءة الجهاز المصرفى والعاملين فى البنوك الذين واصلوا العمل من الثامنة صباحا وحتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالى، واستوعبوا جميع المواطنين بحجم الاقبال الكبير، ورغم محاولات البعض افعتال مشكلات مع العاملين بالبنوك بافع تعطيل العمل بعد ان ساءهم الاقبال الشديد والواسع النظير .
ورصد محافظ البنك المركزى عدد الافراد الذين اشتروا شهادات فئة 10 جنيهات الذى بلغ 70 الف شخص، والذين اشتروا شهادات فئة 100 جنيه بلغ 150 الف شخص ، لافتا الى ان ذلك يعكس الرغبة الشديدة والدافع الوطنى للمساهمة فى تمويل هذا المشروع القومى. وكشف رامز عن ان الشهادات نجحت فى جذب 27 مليارا جنيه اموالا من خارج الجهاز المصرفى “ او ما يطلق عليه من تحت البلاطة “ فى المقابل انخفضت أموال الودائع من البنوك بنحو 32 مليار جنيه. خلال الفترة الماضية، كما حصل مواطنون على قروض بنحو 5 مليار جنيه، مشيرا الى انه توقع ان الشهادات سوف تدفع بعض حائزى الدولار الى تحويله الى الجنيه لشراء الشهادات وهو ماتم بالفعل حيث تم تحويل مبلغ 1.5 مليار دولار الى الجنيه داخل الجهاز المصرفى بخلاف شركات الصرافة . وقال محافظ البنك المركزى ان مكاتب البريد قامت بطرح الشهادات خلال اليومين الاخيرين وبلغ عدد الافراد الذين اشتروا الشهادات من البريد 25 ألفا و400 شخص ، بمبلغ 730 مليون جنيه . واكد على ان جميع محافظات الجمهورية شهدت اقبالا كبيرا على شراء الشهادات وهو ما يعكس الدافع الوطنى، وايضا نجاح الطرح الذى تم ترتيب واتخاذ اجراءاته خلال 4 ايام فى اجتماعات متواصلة بين البنك المركزى ورؤساء البنوك الاربعة .
وقال رامز ان نجاح طرح الشهادات يقدم رسالتين احداهما للداخل والاخرى للخارج ، الاولى بكفاءة وقوة الجهاز المصرفى، واخلاص المصريين، والامر المهم ايضا ان المصريين قادرون على توفير التمويل لاى مشروع وطنى بشرط ان يتسم بوضوح الهدف وتوافر الشفافية ..واما الرسالة الثانية فهى للعالم الخارجى ومفادها بعزم وتصميم المصريين على بناء الوطن بجانب قيادتهم وباموالهم وسواعدهم .
وحول امكانية توفير التمويل لاقامة محطات توليد الكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة والنووية من خلال طرح شهادات الاستثمار، قال المحافظ انه ليس شرطا ان يتم تمويل باقى المشروعات بهذه الاداة التمويلية طالما نجحت فلايمكن تمويل المشروعات الاخرى من خلال تكرار طرحها لكل مشروع لان ايرادات قناة السويس كانت قوية فى تسديد العائد ورد اصل الشهادات عندما يحين اجلها، كما ان هناك ادوات تمويلية اخرى مثل الاسهم والسندات وغيرها وفقا لكا مشروع ودراسة الجدوى الخاصة بها، والمهم وضوح الهدف منه وتوافر الشفافية .