ذات صلة

جمع

وزارة الأوقاف تعلن تطبيق الحد الأدنى للأجور للعمالة المؤقتة

أعلنت وزارة الأوقاف، بناءً على توجيهات الدكتور أسامة الأزهري،...

أسعار الدواجن اليوم الخميس بالأسواق (موقع رسمي)

ارتفع متوسط أسعار الدواجن الحية خلال تعاملات اليوم الخميس،...

9 يناير 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم

استقرت أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة خلال تعاملات...

معادلة التعامل البشرية

معادلة التعامل الذهبية

الأديان والرسالات السماوية كلها مجمعة على كلمة واحدة هي شعار السعادة البشرية:
(عامل الناس بما تحب أن يعاملوك )!
تقول (البوذية) : (البغضاء لا تتلاشى بالبغضاء أبدا , إنما تتلاشى بالحب , هذا هو الدستورالخالد) .
تقول (المسيحية) : (وصية جديدة أنا أعطيكم , أن تحبوا بعضكم بعضا) !

وتقول (الكونفوشيوسية) : ( سئل كونفوشيوس : هل ثمة كلمة واحدة تجمع أسس الخصال الحميدة ؟ فأجاب : أليست المبادلة هي تلك الكلمة , فما لا تستسيغونه لا تقدموه للآخرين ) !

وتقول الهندوسية : (الدين الحقيقي هو أن تحب كما يحب الله الأشياء جميعا كبيرة وصغيرة) !

وتقول الموسوية : (لا تعلموا بالآخرين ما هو مكروه لكم , هذا هو الناموس برمته , وكل ما عداه شروح) !
ويقول الإسلام : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه كما يحب لنفسه) !

وورد أيضا : ( أحبب لأخيك ما تحب لنفسك …واكره له ما تكره لها) !
ينبغي التأكد والإلتفات هنا أن هذه المعادلة قائمة على غير قاعدة (المعاملة بالمثل) التي غالبا ما تستعمل في المعاملات (القصاصية) – من القصاص- يقول تعالى : (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) (البقرة 194) .
هي معادلة قائمة على قاعدة : (المعاملة بالحب والحسنى) .
إذ ليس هناك عاقل على وجه الأرض يحب أن يعامل البشر بسوء أو بكراهية بما في ذلك المسيئون من الناس !
نقطة الإنطلاق أنت , حدد ما تحب أن تعامل به , عندما يسهل عليك أن تتعامل مع الآخرين – كما أنت – يحبون أن يعاملهم الناس بالرقة واللطف والإحترام والمعروف , فالإنسان – كما قيل – عبد الإحسان .
لنترجم هذه القاعدة أو المعادلة إلى لغة ثانية , لغة متحركة أو حركية .
أنت مثلا – تحب أن يرد الآخر (الآخرون) على تحيتك بمثلها أو بأحسن منها , حفاوة ولطفا , بل ومشفوعة بإبتسامة عذبة وكلمات تقدير عاطرة , وأن يصافحوك بحرارة , أن يسألوك عن أحوالك ليطمئنوا عليك …
جرب ذلك معهم …
النتيجة معروفة سلفا , إنهم سيتلقون ذلك على أنه علامة حب ودليل إهتمام واشارة تقدير , وإذا كان قد ران أو خطر على أذهانهم تصور سلبي عنك لسبب أو لآخر فإنه سيزول اذا ما واظبت على هذا الحب وذاك الإهتمام , نقول ذلك عن تجربة إجتماعية واسعة , لا شخصية محدودة .
وبلغة الكسب : هنا ماذا تربح أنت ؟
لقد ضمنت لنفسك تعاملا إيجابيا مع الآخر – كقاعدة لها إستثناءات – وبالمفاهيم الأمنية : أمنت جانب الآخر عشتما في رخاء وإخاء وسلام .
هذا المردود الإيجابي من التعامل بالحسنى وعرفان الجميل , ورده والتنافس فيه , أكبر من كبير .
ترويض الآخر , إستقطابه , إستمالته , إجتذابه , كسب وده , كل ذلك يمر عبر هذه القناة الخضراء.
لا يشغلنك الذين يردون الإحسان بالإساءة , إنهم على كثرتهم قلة , وهم مرضى نفسانيون , أصحاب عقدة , أنت (الثابت) وهم (المتغير) أنت القاعدة وهم الشاذون إنسانيا .

في خيارات الطرق , قد نختار الأكثر مشاة , لكنه الأكثر نجاة .
أكثر المشاكل , أغلب الصعوبات , معظم الحساسيات , تنجم عن تجاهل أو تغافل هذه القاعدة الذهبية , أو السير خارج خط سيرها !