معلومات عن تصحيح الإدارة الخاطئة.. تعديل المسار والاعتراف بالفشل
ما من أحد معصوم من الخطأ، ولا يمتلك حصانة أن ما يفعله هو الصواب دائمًا، بل إن كون المرء على صواب دائمًا لا يعدو كونه أحد الأوهام (وليعذرنا آرثر شوبنهاور مؤلف كتاب «فن أن تكون دائمًا على صواب») وبالتالي فإن تصحيح الإدارة الخاطئة أمر محتم طالما فهمنا أننا سنخطئ في اتخاذ هذا القرار أو ذاك.
إن ارتكاب الخطأ ليس مذمة في حد ذاته (من لا يخطئ في نهاية المطاف؟!) بل إن الوقوع في الخطأ، بشكل غير متعمد طبعًا، ينطوي على الكثير من الفوائد التي قد نفرد لها مقالًا خاصًا، وأصاب الفيلسوف الألماني ذو الصيت اللامع فردريك نيتشة حين رأى أن الأخطاء أهم من الحقائق، وتلك أيضًا مقولة تحتاج إلى كلام كثير لبسط القول فيها.
والقائد المخضرم يدرك أن الخطأ الأكبر والذي لا يُغتفر ربما هو محاولة التستر على الأخطاء أو تجاهلها، ذلك أصلًا فعل غير مجدٍ، وستجد الأخطاء طريقها إلى النور، وسيدركها الجميع ولكن بعد أن يكون فات الأوان بالنسبة للمدير ولم يعد لديه ما يمكنه فعله.
كيفية تصحيح الإدارة الخاطئة؟
وإيمانًا من «رواد الأعمال» بأن الخطأ وارد ومكون رئيسي من مكونات حياتنا وعملنا فسوف نقترح عدة طرق يمكن من خلالها تصحيح الإدارة الخاطئة ووضع الأمور في نصابها الصحيح مرة أخرى، وذلك على النحو التالي..
الشفافية والاعتراف بالخطأ
أول ما يتوجب على المدير، إن هو أراد معرفة كيفية تصحيح الإدارة الخاطئة، هو الاعتراف بوجود الخطأ أصلًا؛ فمثل هذا الاعتراف هو البوابة التي سنعبر من خلالها إلى رحابة تصحيح الأخطاء هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، يسهم الاعتراف بوجود خطأ ما أو الفشل في اتخاذ هذا القرار الإداري أو ذاك في قطع الطريق على كل الأفكار السامة التي يمكن أن تكدر صفو بيئة العمل، فضلًا عن أن نهجًا كهذا سوف يرفع من ثقة الموظفين بك كمدير، ويحفزهم على مساعدتك في تصحيح الإدارة الخاطئة التي وقعت نتيجة خلل في قرار ما.
سياسة الأبواب المفتوحة
لا يفكر المدير المخضرم في كيفية تصحيح الإدارة الخاطئة فحسب، ولكنه يفكر أيضًا في محاصرة هذه الأخطاء أو، على الأقل، اكتشافها بشكل مبكر؛ ولذلك هو يعمد إلى إبقاء أبوابه مفتوحة أمام موظفيه على الدوام.
وهدفه من ذلك ليس مساعدتهم إياه فقط في تعديل خطأ واقع بالفعل، وإنما اكتشافه قبل أن يقع، علاوة على حصوله على أفكارهم ورؤاهم حول العديد من القضايا والأمور التي تخص العمل أو بعض العمليات المعينة فيه.
لن يكتشف المدير، عبر سياسة الأبواب المفتوحة، الأخطاء الواقعة أو يكتشفها قبل وقوعها فقط، ولكنه سيتمكن أيضًا من العثور على رؤى وتصورات جديدة يمكنها أن تدفع الجميع قُدمًا.
وضع الخطأ في نصابه الصحيح
تتطلب عملية تصحيح الإدارة الخاطئة عدم التهويل من قيمة الأخطاء أو التقليل من شأنها، ناهيك عن أن البكاء على اللبن المسكوب ليس من الحكمة في شيء.
كل ما على المدير فعله، إذًا، هو وضع الخطأ في نصابه الصحيح دون تهويل أو تهوين، وتاليًا وضع أفضل الخطط والسيناريوهات التي من شأنها العمل على إصلاح هذا الخطأ وإعادة الأمور إلى المسار الصحيح.
وهذا الأمر _وضع الخطأ في نصابه الصحيح_ يقتضي مواجهة المشكلات والأخطاء لا الهروب منها أو دفن الرأس في الرمل؛ إذ تعتمد عملية تصحيح الإدارة الخاطئة أصلًا على المواجهة تلك؛ فحين نفكر في التصحيح معناه أننا اعترفنا بوجود خطأ ولدينا القدرة والاستعداد الكافيين لمواجهته.
المسؤولية والمبادرة
كقائد مخضرم وعليم يجب أن تعتبر نفسك مسؤولًا عن خطأ أو مشكلة حدثت حتى لو لم تكن أنت سببها؛ فمثل هذه الطريقة تُبين مدى قوة شخصيتك، وأحقيتك بهذا المنصب الإداري الذي أنت فيه.
واعترافك بالخطأ واستعدادك للقيام بأي شيء لإصلاحه سيدفع موظفيك للوقوف إلى جوارك، ومساعدتك في الخروج من الوهدة التي سقطت فيها، كما أنه يرفع من ثقة مدرائك بك، ويؤكد لهم أنك شخص جدير بمنصبك وأهل له.
آن أوان التصحيح
بعد كل ما سبق من طرق، لا بد أننا سنصل إلى المرحلة التي نأمل الوصول إليها، وهو تصحيح الإدارة الخاطئة بشكل فعلي؛ وذلك من خلال اقتراح الطرق والسيناريوهات التي تساعد في الحل، واختيار أنسبها، وبالتالي ستكون توصلت إلى الحل ولم تفقد ثقة موظفيك ولا مدرائك.