اعداد محاسب

معلومات عن صياغة فرضيات البحث المحاسبي الايجابي واختباراتها

معلومات عن صياغة فرضيات البحث المحاسبي الايجابي واختباراتها

Positive Research Hypotheses Formulation and Testing
لمحة عن صياغة فرضيات البحث المحاسبي الايجابي واختباراتها
تتم صياغة فرضيات البحث لتفسير الحوادث والظروف المتعلقة بالمشكلة البحثية، وبصفة خاصة بما يرتبط بتحقيق اهداف البحث. ويقصد بالفرضية “جملة او مجموعة جمل او مقولة او بيان او حكم مؤقت يصيغه الباحث بمنتهي الدقة ويتعلق بالعلاقة بين متغيرين او اكثر يرتبطا بشكل مباشر او غير مباشر بهدف البحث، بحيث ان قبولها او رفضها – بالاختبارات العلمية كما سيوضح- يسهم في تحقيق هدف البحث”. وهناك اربعة مصادر رئيسية للفرضيات: النظريات المعروفة في مجال البحث – الثقافة التي يعيش فيها الباحث – الثقافة المتخصصة للباحث في مجال المدرسة الفكرية التي ينتمي اليها – استمرارية العملية البحئية، بمعني ان رفض بعض الفرضيات في دراسة سابقة يمكن ان يؤدي الي بناء فرضيات بحثية جديدة تكون قادرة علي شرح وتفسيرادق للعلاقة بين المتغيرات بصورة افضل في بحث جديد.
وهناك شرطان اساسيان لفرضية البحث الجيدة: (1) ان تحدد بوضوح العلاقة بين متغيرين او اكثر، (2) ان تكون قابلة للاختبار تجريبيا او احصائيا (بحيث ان للاخير فقط فرض عدم وفرض بديل يتم اختبارهما بالاساليب والاختبارات الاحصائية للتعميم من عينة البحث الي مجتمع البحث بدرجة ثقة او معنوية او دلالة معينة – ومن قبول او عدم قبول فرض العدم الاحصائي – يتم الخروج لقبول او رفض فرضيات البحث الرئيسية المصاغة، ومن ثم تحقيق هدف او اهداف البحث ككل).
مثال: “لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه”، مثال: “كلما زاد مستوي الرضا عن العمل (متغير مستقل) كلما زادت الانتاجية (متغير تابع)”، مثال: كلما زاد حجم المنشأة (متغير مستقل يمكن ان يقاس بحجم الاصول او المبيعات او …) كلما كانت المنشأة اكثر قدرة علي انشاء مواقع الانترنت واستخدامها في الافصاح الالكتروني عن تقاريرها المالية (متغير تابع يتخذ القيم المتقطعة واحد او صفر)” – او بصياغة اخري لفرضية البحث الاخيرة “المنشأت الاكبر حجما اكثر قدرة علي تحقيق الافصاح الالكتروني، في القطاع محل البحث، من المنشأت الاصغر حجما”.
مثال اخر: طالما ان معايير المحاسبة بالدول والهيئات محل الدراسة قد اعدت (بنيت) من خلفيات اقليمية ودولية متباينة (مع امكانية تطويعها محليا)، فمن المتوقع ان توجد فروقا جوهرية (عدم تجانس وفقا لاسلوب تحليل التباين) بين المعايير الدولية للمحاسبة وتلك المعايير، مما يستدعي اقتراح الاستراتيجيات المناسبة للتوفيق بينها وبين المعايير الدولية للمحاسبة.
* مثال اخر: يزداد احتمال قبول مراجع الحسابات (متغير تابع يقاس بمقياس ليكرت) لقوائم مالية معدة علي اسس غير متحفظة كلما انخفضت مخاطر العميل (متغير مستقل وبأشارة سالبة في الانحدار), ويقل هذا الاحتمال كلما زادت مخاطر العميل.
ويتم اختبار فرضيات البحث الرئيسية المصاغة من خلال منهجين رئيسين: (1) اسلوب الانحدار بمعني تجميع بيانات عينة البحث واجراء اختبارات احصائية (فرض عدم وفرض بديل احصائي) لمعنوية او دلالة المتغير او المتغيرات المستقلة واشارتها في تفسير شكل علاقتها بسلوك المتغير التابع (ومنه ينتقل لقبول او رفض فرضية البحث الرئيسية)، (2) اساليب تحليل التباين (*) / ومعنوية الفروق بين الاوساط الحسابية في الابحاث التي قد تستخدم قوائم الاستقصاء (الاستبيان) لتحديد الاتجاهات او تحويل المتغيرات الكيفية الي كمية او قيام الباحث بتخصيص الاهميات النسبية – حتي يمكن تحليلها – مستخدما المقياس التجميعي “لليكرت” (مثاله: مطالبة المبحوثين الاجابة عن رأيهم في موضوع معين بواحد مما يلي: موافق بشدة – موافق – محايد او لا رأي له – معارض – معارض بشدة، ويمكن ان تخصص لها الاوزان من 5 الي 1). وفي الحالتين يسبق اجراء الاختبارات الاحصائية تحليل وتوصيف بيانات عينة البحث المجمعة باستخدام الاحصاءات الوصفية (مقاييس النزعة المركزية والتشتت كحد ادني)، وبالنسبة لبيانات الاتجاهات المجمعة بقوائم الاستقصاء فتجري كذلك اختبارات “مدي الصدق والثبات لاداة جمع البيانات” باستخدام Reliability Tests.
وبعد تجميع البيانات من الميدان يتم: (1) المراجعة وضبط الجودة، (2) ترميز البيانات (تفريغ البيانات في كشوف تفريغية مناسبة للتشغيل الالي)، (3) ادخال البيانات للحاسب الالي ومراجعتها، (4) اجراء التحليلات والاختبارات المناسبة بواسطة الحاسب الالي وفقا لبرامج الحقيبة الاحصائية للعلوم الاجتماعية واكسل (*)، (5) عرض اهم الاحصاءات الوصفية لمفردات العينة ونتائج البحث في جداول واشكال والتعليق عليها، (6) التحليل والتفسير للنتائج المستخلصة، خصوصا مدي قبول او رفض الباحث لفرضيات البحث التي صاغها الباحث في البداية لتحقيق اهداف البحث، ثم تقديم خاتمة البحث وتوصياته.
ويود المؤلف في النهاية ان يشير لملحوظة تنفيذية هامة من الممارسة البحثية، هي انه من الانسب اجرائيا للابحاث الاختبارية البدء بصياغة الفرضيات وتجميع البيانات وتحليلها واخيرا الكتابة للبحث، وذلك اسهل كثيرا وافضل للباحث من البدء بكتابة اقسام البحث الاولي اولا وتأجيل تجميع البيانات وتحليلها للمراحل الاخيرة – مع خالص التمنيات للجميع بالتوفيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى