1. تمثل قائمة الدخل تقريراً يقيس نجاح عمليات المنشأة خلال فترة زمنية معينة. وتستخدم القائمة من قبل رجال الأعمال والمستثمرين لتحديد الربحية، والقيمة الاستثمارية، وجدارة المنشأة في الحصول على قروض. فالقائمة تزود كل من المستثمرين والمقرضين بمعلومات تساعدهم على توقع مبالغ، وتوقيت، ودرجة عدم التأكد حول التدفقات النقدية المستقبلية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن قياس دخل المنشأة يعتمد على العديد من الافتراضات والمباديء المحاسبية، كفرض الفترة المالية، ومبدأ الاعتراف بالايراد، ومبدأ المقابلة. كذلك فان نوعية الارباح التي تعرضها قائمة الدخل قد تختلف من شركة لأخرى تبعاً للسياسات المحاسبية المتبعة، وتبعاً لمصدر الأرباح، واستقرارها، واتجاهها. ويضاف إلى ذلك أن جميع قوائم الدخل تتجاهل العناصر النوعية (كتحسن مهارة العاملين) عند عرضها لرقم الربح (الخسارة).
2. يتفاجىء البعض عند معرفته بوجود اسلوبين لاحتساب صافي الربح. ويمثل الاسلوب تعريف هيكس (Hicks ) للدخل. فهيكس يعرف الدخل على أنه أكبر قيمة يمكن استهلاكها خلال فترة معينة مع بقاء الثروة في نهاية الفترة كما كانت عليه في بداية الفترة. وتبعاً لهذا الأسلوب فإن الدخل يتحدد لفترة معينة من خلال طرح صافي الأصول (الأصول ناقص الالتزامات) في بداية الفترة من صافي الأصول في نهاية الفترة ومن ثم تسوية الناتج بالاستثمارات الاضافية للملاك وأية توزيعات للملاك (التوزيعات المعلنة أو المسحوبات) خلال الفترة. ويدعي هذا الأسلوب بأسلوب المحافظة على رأس المال. ويوجد عدد أساس على هذا الأسلوب، وهو أنه لا يعرض عناصر رقم الربح، أي بنود الإيرادات والمصاريف.
أما الأسلوب الثاني والذي يدعى بأسلوب العملية المالية، فهو قائم على قياس العمليات المالية ذات العلاقة بالدخل والتي حدثت خلال الفترة، ومن ثم يلخص تلك العمليات في قائمة الدخل. وطبقاً لهذا الأسلوب، يتم عرض بنود الايرادات والمصاريف ويصنف الربح حسب المستهلك، أو الخط الانتاجي، أو الوظيفة (تشغيلي وغير تشغيلي، مستمر وغير مستمر، اعتيادي وغير اعتيادي) وعليه فإن هذا الأسلوب هو الشائع والمتميز كونه يعرض عناصر رقم الربح.
3. تتضمن قائمة الدخل أربعة من العناصر الأساسية العشرة التي تم عرضها ضمن الإطار المفاهيمي للمحاسبة، وهذه العناصر هي الإيرادات والمصاريف والأرباح والخسائر. وتشمل الإيرادات أنواعاً كثيرة، كالمبيعات، والأتعاب، والفائدة وتوزيعات الأرباح، والإيجار. كذلك تشمل المصاريف أنواعاً كثيرة كتكلفة البضاعة المباعة، والاهتلاك، والفائدة، والإيجار، والرواتب، والأجور، والضرائب ومن الأمثلة على الأرباح والخسائر، تلك الناتجة عن بيع استثمارات أو أصول ملموسة أو تسوية التزامات، أو شطب أصول متقادمة أو السرقة. ويجب مراعاة أن التفريق ما بين الإيرادات والأرباح يعتمد على طبيعة عمل المنشأة كذلك الحال بالنسبة للتفريق ما بين المصاريف والخسائر.
4. تعد قائمة الدخل اما بخطوة واحدة نصل من خلالها إلى رقم صافي الربح، أو بخطوات متعددة نصل في نهايتها إلى رقم صافي الربح. فقائمة الدخل المعده بأسلوب الخطوة الواحدة تتضمن قسمين فقط، الأول للايرادات، وينتهي بمجموع الايرادات، والثاني للمصاريف، وينتهي بمجموع المصاريف. وبالتالي بطرح مجموع المصاريف من مجموع الايرادات يحسب رقم الربح. ويتميز هذا الأسلوب ببساطة العرض، وانتفاء مشكلة تصنيف الايراد أو المصروف ضمن مجموعة فرعية معينة.
أما أسلوب الخطوات المتعددة لإعداد قائمة الدخل فهو الأكثر استخداماً في الوقت الحالي، لكون القائمة تعرض معلومات أكثر. وعليه فإنها أكثر فائدة من وجهة نظر المستخدم للقائمة. فالقائمة تفرق، بالاضافة إلى ما جاء في الأسلوب الأول، ما بين الأنشطة التشغيلية وغير التشغيلية للمنشأة. (الدخل التشغيلي، الايرادات والأرباح الأخرى، المصاريف والخسائر الأخرى)، كذلك تصنف القائمة المصاريف حسب الوظائف (نشاط تجاري أو صناعي (تكلفة البضاعة المباعة)، نشاط بيعي، نشاط إداري). وعلى كل تتضمن قائمة الدخل بخطوات متعدد بعض أو جميع الأقسام التالية:
أ- القسم التشغيلي – الايرادات والمصاريف من العمليات الأساسة للمنشأة.
ب- القسم غير التشغيلي – الايرادات والمصاريف من الأنشطة الثانوية والمساعدة،
بالاضافة إلى بعض الأرباح والخسائر التي تصنف على أنها
غير متكررة أو غير عادية وليس كلاهما.
جـ- قسم ضريبة الدخل – ضريبة الدخل على العمليات المستمرة.
د- قسم العمليات غير المستمرة – الأرباح والخسائر الهامة نسبياً والناتجة عن التخلص من
(توقف) جزء (قسم) من المنشأة.
هـ- قسم البنود غير الاعتيادية – الأرباح والخسائر غير المتكررة وغير العادية.
و- قسم الأثر المتراكم الناتج عن تغيير المباديء المحاسبية.
ز- حصة السهم من الأرباح.
ويراعى ملاحظة وجوب عرض البنود الاستثنائية، (د،هـ،و أعلاه) بشكل مستقل ومنفصل عن العمليات المستمرة سواء تم إعداد قائمة الدخل بخطوة واحدة أو بخطوات متعددة.
5. في بعض الدول، لا تعرض قائمة الدخل، جميع الأرباح والخسائر، وانما يتم عرضها في قسم حقوق المساهمين في الميزانية. وعليه فإن السؤال الواجب الاجابه عليه هو، فماذا يجب أن تتضمن قائمة الدخل؟
يجادل فريق من المحاسبين بأن قائمة الدخل بجب أن تضمن فقط البنود الاعتيادية والبنود المتكررة من الارباح. وذلك لأن البنود عير الاعتيادية من الارباح أو الخسائر لا تعكس القوة الإيرادية للمنشأة. وهذه الأخيرة يجب أن تعرض في قائمة الأرباح المحتجزة كبنود خاصة. ويدعي هذا الاتجاه بمفهوم الأداء التشغيلي الحالي.
أما الفريق الآخر، فيجادل بضرورة إدخال البنود غير الاعتيادية في قائمة الدخل. وذلك لأن جميع العمليات سواء كانت متكررة أم لا تؤثر على ربحية المنشأة في الأجل الطويل. ويدعى هذا الاتجاه بالمفهوم الشمولي.
أما مجلس المبادئ المحاسبية فلقد اعتمد في رأيه رقم 9 مفهوم معدل للمفهوم الشمولي بحيث أن البنود الاستثنائية وغير المتكررة التالية تعرض مع الإشارة الواضحة لها، ليتمكن القارئ من تحديد القوة الإيرادية للمنشأة في الأجل الطويل بشكل أفضل. وهذه البنود هي:
أ- العمليات غير المستمرة د- التغيرات في المبادئ المحاسبية
ب-البنود غير الاعتيادية هـ- التغيرات في التقديرات
جـ- الأرباح والخسائر غير العادية
5-أ. لاعتبار العملية غير مستمرة يجب أن تكون الاصول ونتائج العمليات والأنشطة المتعلقة بالعملية غير المستمرة مميزة بوضوح وبشكل مادي وتشغيلي عن الأصول ونتائج العمليات والانشطة الأخرى للمنشأة. ويجب أن تعرض نتائج العمليات غير المستمرة بالصافي بعد الضريبة وكقسم مستقل يظهر بعد العمليات المستمرة وقبل البنود غير الاعتيادية. ومن الأمثلة على العمليات غير المستمرة قيام شركة اعلامية ببيع جميع محطات الاذاعة التابعة لها وابقاء محطات التلفاز ودور النشر.