التحليل الأساسي (Fundamental analysis) هو التحليل الذي يسعى للوصول للقيمة العادلة (الحقيقية) للسهم بناءً على تحليل العديد من العوامل الداخلية للشركة والقطاع الذي تنتمي له الشركة، وكذلك العوامل الخارجية مثل الاقتصاد المحلي أو الدولي وغيرها.
يقوم التحليل الأساسي على افتراض أن المستثمر يشتري السهم إذا كانت قيمته السوقية أقل من قيمته الذاتية، ويبيع السهم إذا كانت قيمته السوقية أكبر من قيمته الذاتية.
وتعرف القيمة السوقية للورقة المالية بأنها آخر سعر اقفال تداول به السهم في بورصة الأوراق المالية أما القيمة الذاتية هي القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية المتوقعة للسهم مخصومة بمعدل العائد الذي يطلبه المستثمر.
مراحل التحليل الأساسي
يمر التحليل الأساسي بثلاث مراحل هي:
1.تحليل الظروف الاقتصادية، وتشتمل على تحليل العوامل التالية:
أسعار الفائدة: التغيرات في أسعار الفائدة تؤثر على تكلفة التمويل حيث توجد علاقة عكسية بين سعر السهم وسعر الفائدة، فارتفاع أسعار الفائدة يؤدي لانخفاض أسعار الأسهم، وانخفاض أسعار الفائدة يؤدي لارتفاع أسعار الأسهم.
معدل التضخم: يؤدي ارتفاع نسبة التضخم لانخفاض أرباح الشركات، وبالتالي انخفاض أسعار أسهمها.
الحالة الاقتصادية العامة: في حالة الرواج يزداد الطلب على الأسهم مما يؤدي لارتفاع أسعارها، والعكس في حالة الكساد حيث ينخفض الطلب على الأسهم وبالتالي تنخفض أسعارها.
السياسة المالية: بالنسبة للإيرادات الحكومية: في حالة انخفاض مقدار الضرائب المدفوعة للدولة أو الحصول على إعفاءات ضريبية؛ يرتفع صافي دخل الشركات وبالتالي ترتفع أسعار أسهمها، والعكس في حال ارتفاع مقدار الضرائب. أما بالنسبة للإنفاق الحكومي: في حال كان الإنفاق الحكومي موجه لدعم بعض الصناعات؛ سيؤدي لخفض تكاليف الإنتاج مما يزيد أرباحها وبالتالي ترتفع أسعار أسهمها.
السياسة النقدية: زيادة المعروض النقدي في الدولة يؤدي لحدوث تضخم وبالتالي تنخفض أسعار أسهمها.
2. تحليل ظروف الصناعة، ويكون من جانبين:
الجانب الأول: دورة حياة الصناعة
مرحلة النشأة: تكون الشركة جديدة في القطاع، ومن الممكن أن تحقق خسائر؛ لذا ينصح بالحذر عند الاستثمار في هذه المرحلة.
مرحلة النمو: تحقق الشركات أرباح عالية بالتالي ترتفع أسعار أسهمها؛ لذا ينصح الاستثمار في هذه المرحلة.
مرحلة النضوج: تستقر أسعار الأسهم في هذه المرحلة، وتزداد نسبة التوزيعات النقدية؛ لذا ينصح بالاستثمار إذا كان المستثمر يفضل التوزيعات النقدية
مرحلة الهبوط: تنخفض أرباح الشركات، وبالتالي تنخفض أسعار أسهمها؛ لذا لا ينصح بالاستثمار في هذه المرحلة.
الجانب الثاني: تصنيف الصناعة وفقًا لدرجة تأثرها بالدورة الاقتصادية
صناعات مصاحبة للدورة الاقتصادية: هي الصناعات التي يتحسن أداؤها في فترات الرواج، ويضعف في فترات الكساد.
صناعات لا تتأثر بالدورة الاقتصادية: هي الصناعات التي تنتج منتجات لا يمكن للفرد تأجيل قرار شراءها مثل الأدوية.
صناعات مغايرة للدورة الاقتصادية: هي الصناعات التي يتحسن أداؤها في فترات الكساد، ويضعف في فترات الرواج مثل المنتجات منخفضة الجودة.
في حالة الرواج يُستثمر في أسهم الصناعات المصاحبة للدورة الاقتصادية أما في فترات الكساد يُستثمر في الصناعات المغايرة للدورة الاقتصادية.
3. تحليل ظروف الشركة حيث يتم فيها تحليل الشركة من خلال استخدام عدة أدوات منها:
النسب المالية
التحليل الرأسي والأفقي
تحليل ربحية الأسهم
تحليل علاقة الشركة مع عمالها حيث يفضل البعد عن الشركات ذات العلاقة السيئة مع عمالها
تحليل موقف المنظمة مع القضايا والضرائب والمشاكل حيث يفضل البعد عن الشركات التي تعاني من مشاكل.
المصادر:
إدارة المحافظ الاستثمارية د. دريد كامل آل شبيب.
مقدمة في الأسواق المالية والمحافظ الاستثمارية د. أمير شوشة.