مفهوم الشقاء
مفهوم الشقاء
في قوله تعالى {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى }طه2
الشقاء : هو التعب والنصب والكدَّ وأن تُغلب على امرك وهو المعاناة والمعالجة قال الشاعر :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
قال القرطبي : فمعنى لتشقى : لتتعب بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم وتحسرك على ان يؤمنوا كقوله تعالى{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ }الكهف6، اي ما عليك الا ان تبلغ وتذكر ، ولم يكتب عليك ان يؤمنوا لا محالة بعد ان لم تفرط في اداء الرسالة والموعظة الحسنة وصدق الله العظيم {إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ }فاطر23.
اما سبب نزولها فقد قال مقاتل : قال ابو جهل والنضر ابن الحارث للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : انك لتشقى بترك ديننا ، وذلك لما رأياه من طول عبادته واجتهاده فأنزل الله تعالى {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى }طه2، وفي رواية : انك لتشقى حيث تركت دين آبائك فقال عليه الصلاة والسلام ( بل بُعثت رحمة للعالمين ) قالوا بل انت تشقى ، فأنزل الله تعالى الآية رداً عليهم وتعريفاً لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بأن دين الاسلام هو السلام وهذا القرآن هو السلام والطريق الى نيل كل فوز ، والسبب في ادراك كل سعادة ، وما فيه الكفرةُ هو الشقاوة بعينها .
لقد بُعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليسعد ويُسعد معه قومه والناس اجمعين ، لا ليشقى ويُشقى معه الناس ، قال النحاس : بعض النحويين يقول : هذه لام النفي ، وبعضهم لام الجحود ، وقال ابو جعفر : وسمعت الحسن بن كيسـان يقول انهـا لام الخفـض ، والمعنى : ما انزلنا عليك القرآن للشقاء{إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى }طه3، يعني ما انزلنا عليك القرآن لتشقى به ، ما انزلناه الا للتذكرة ، فقد اخرج الترمذي في سننه من حديث ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قا ل ( انما بعثني الله مبلغاً ، ولم يبعثني مُعنتا ) .
وأخـرج احمد في مسنده من حديث ابي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قا ل( ان الله بعثني رحمة وهدىً للعالمين ، وأمرني ان امحق المزامير والكفارات ) و صدق الله العظيم { إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ }الشورى48.
ان اول قضية تبرز هنا هي قضية الالتزام او الانفلات فإنهم حين نظروا لافعال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ادركوا ان هذا المنهج يتدخل في ارادات الانسان واختياراته ، بل ويمنعه مما يألف ويحب ويأمره بما يشق على نفسه من زاوية نظرهم ، وأنه ضد مرادات الاختيار ، وهذا عندهم يُتعب النفس ويشق عليها ، فإنهم قد اعتادوا ممارسة حياتهم وفق اهوائهم وعاداتهم التي ألفوها ، وأطلقوا لانفسهم العنانَ كي يفعلوا اي شيء في اي وقت دون وجود ضابط يحدد افعالهم ، فمن امتلك القدرة منهم على الفعل فعل، فحين سئلت ابنة الخس وهي حكيمة جاهلية ما مئة من الخيل …؟؟ قالت بغيُّ ان وجدت ، فكان كلامهم حين رأو التزام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قالوا : لقد اشقيت نفسك بهذه الدعوة .
واما القضية الثانية فإن هذا القول وان صدر عن شخص بعينه فإنما هو تلخيص لوجهة نظر وطريقة تفكير ونهج حياة ، ورغم تباعد الزمن فإن صداها ما زال يتردد في مجاهيل الفكر الجاهلي وعلى السنة الحمقى ، بل ويحمله ويقوله كل من حمل الفكر الجاهلي حين يرى كل ملتزم بأمر الله ونهيه في مكرهه ومنشطه وما يصيبه من عناء وعنت جراء حمله لهذا الدين ليجعله حياً في واقع الحياة اليوم حين يسجن او يطرد من وظيفته او حين يحارب في رزقه ويضيق عليه فيسمع ( اشقيت نفسك بهذه الدعوة ) ويظهر القائل بمظهر الناصح الامين .
ان هذا الاسلام كلف الله به البشرية حتى يستقيم امرها وتسعد في دنياها واخراها وان لا تشقى ، الا ان النفس البشرية بطبعها لا ترغب في التكاليف والقيود التي تحدُّ من اهوائها وشهواتها ونزواتها ، وان كان هذا التكليف لصالحها ، لذلك فقد فرض الله على اهل الحق الذين آمنوا به والتزموا به ان يحملوا هذا الحق للكافر بالجهاد وكسر الحواجز التي تقف بينهم وبالامر بالمعروف والنهي عن المنكر لكل منحرف عن جادة الصواب بجهل او بمعانده وهوى او من ثغرات حصلت في سلوكه
ان الاسلام يقابل الجاهليه ، فما من جزء من الاسلام إلا ويقابله جاهليه ، فقد قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لابي ذر عند ما تصرف في قضية تصرفاً غير اسلامي (انك امرؤ فيك جاهليه ) اخرجه البخاري ومسلم وقد قال عمر بن الخطاب : ( انما تنقض عرى الاسلامي عروة عروةً اذا نشأ في الاسلام من لم يعرف الجاهليه ) ، فالاسلام بفروعه كلها يقابل الجاهليه ، اذ ان كل جزء من الاسلام وأمر ونهي هو حكم شرعي ، وكل ما يقابله من فكر وسلوك انما هو جاهليه، ففي العقائد اسلام وجاهلية …. وفي العبادات اسلام وجاهليه … وفي الاخلاق والأدب … اسلام وجاهليه … وفي السياسة اسلام وجاهليه …. وفي التعليم … اسلام وجاهليه … وفي الحرب والسلم اسلام وجاهليه …. وفي كل امر اسلام وجاهليه ، ومن طريف ما يروى عن علي بن عبد الله الجعفري قال : سمعتني امرأة بالطواف وأنا أنشد :-
اهوى هوى الدين واللذات تعجبني
فكيف لي بهوى اللذات والدين
فقالت : هما ضرتان فذر ايهما شئت وخذ الاخرى ، فكان الاسلام هو السعادة الحقة والجـاهليه هـي الشقاوة الحقه وصدق الله العيظم {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }الإنسان3.
لقد التبس على بعض الناس من المسلمين انهم حين رأو عند من يسير على طريق الجاهلية بعض كمال يظهر في سلوكهم ، او طريقة تعاملهم ، او في بعض انظمتهم ، وقارنوا هذا الحال بحالهم وما هم عليه فاختلط الامر عليهم فيما هو من الاسلام بنظام الجاهلية ، فتعلقوا بهذا النظام الجاهلي كله من جراء اعجابهم بجزئية منه فرفع في بلاد المسلمين بأيدي المسلمين من ينادون بالديمقراطية ظانين انها طريق سعادتهم ولم يعقلوا انها طريق الشقاء ، حين غضوا الطرف عما آلت اليه امور اهل النظام الديمقراطي من تفتت وضياع وانحلال وتفشي امراضٍ وأوبئة.
وبدلاً من ان يكون هؤلاء جنوداً للاسلام سُحروا بفكر الكافر وجاهليته ، فرفعوا الدعوات الجاهلية في ارض الاسلام وما اكثر ما استجاب لهذه الدعوات ، سواء اكانت تبشيريه او اشتراكيه او فلسفة وجوديه واباحيه ، وأصبحت العمالة للكافر تحت شعار التقدمية بل وحورب الاسلام ومن يحملونه بالقهر والقتل تحت شعار محاربة الرجعية ، واستطاعت هذه الدعوات الجاهلية ان توجد لها قواعد في بلاد المسلمين تتسلط على رقاب المخلصين من ابناء المسلمين على ايدي الجهلة من المسلمين ويقال لهم ( لقد اشقيتم انفسكم بهذه الدعوة ويتندرون عليهم بأنهم يريدون اقامة الدين في مالطا).
اما القضية الثالثة فان القرآن لم يكن في حالة من الاحوال سبباً للشقاء مطلقا ، وكذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم او التزام طريقته او ترسم خطاه ، بل هي مصدر السعادة وطريق النجاة ، فالمؤمن الذي اعتقد ان لهذا الكون موجداً اوجده من عدم ، وان لهذه الحياة علاقة بما قبلها وبما بعدها ، لم يفصل بين هذه الحياة عما بعدها ، بل انه يعيش هذه الحياة لما بعدها وان ما بعد الحياة هو غايته فلا يفصل حياته عن غايته .
ان طريقة العيش التي امرنا الله ان نعيشها ضمن اطار اوامره ونواهيه لا ينتج عنها إلا سعادة الدارين ، وكل خروج عن هذا الاطار لا ينتج الا الشقاء في الدارين وصدق الله العظيم {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {124}قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً {125}قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }طه: 124 – 126.
لقد كانت بداية الشقاء للامة الاسلامية ان هدمت دولة الاسلام وغابت الخلافة ، وعاشت الامة بعدها الضنك والضيق والفقر والذل وانعدام الحول والقوة وتكالبت الاكلة بكل الاحجام علينا بل وفرضوا علينا طراز عيشهم وطريقة حياتهم ونهج تفكيرهم وصدق الله العظيم {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً }طه124، والذكر هو القران فلم يكن انزال القرآن هو سبب الشقاء وانما الاعراض عنه وقد روى علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( عقوبة المعصية ثلاثة : ضيق المعيشة ، والعسر في الشدة ، وأن لا يتوصل الى قوته الا بمعصية الله تعالى ) .
ان الفرق شاسع واسع بين قوله تعالى { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }النحل97، بين قوله تعالى { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً }طه124، فالحياة الطيبة بالالتزام بأمر الله ونهيه في السر والعلن واطمئنان القلب لقضاء الله لانه يحيا بكنفه ورعايته وصدق الله العظيم { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28، فكان انعكاس اطمئنان القلب على افعال الانسان في كل امر يعاكسه تماماً من كان يعيش الضنك في قوله تعالى { وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء }الأنعام125، فضيقه وشقاؤه ونكد عيشه ليس بسبب الفقر وليس بسبب المرض وانما حاله الاضطراب في كل فعل او من كل امر ، فإقبال الدنيا على الشقي او ادبارها لا يخرجه من دائرة شقائه فليست هي اسبابها ، وانما طريقة تفكيره هي سبب شقائه ، فزيادة ماله قد تكون سبباً لزيادة شقائه في قوله تعالى {وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ }التوبة85، {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ }التوبة55.
ان الشقاء بالنسبة للمسلمين لا يتعلق بغنى او فقر ولا بمرض او ابتلاء وانما الشقاء هو الخروج من دائرة امر الله ونهيه ، وانقطاع البين بين العبد وربه فإن زكريا عليه السلام حين توسل لربه بدعائه قال في قوله تعالى { وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً}مريم4، فلقد اكرمتني فيما مضى بالاجابة ، فلا تخلف عادتك معي واجعلني سعيداً بأن تجيبني ، وليس هذا الامر له وحده بل اخبرنا ربنا عز وجل فقال {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186، فما دام الحبل موصول بين العبد وربه فإن سعادته حاصلة له ومتحققه وشقاؤه يحصل حين انقطاع هذا الحبل .
لقد كان ادراك المؤمن لحقيقة وجوده في هذه الحياة الدنيا هو لعبادة الله عز وجل حين فهم الخطاب في قوله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56، فأنتج هذا الادراك السعادة له حين يقوم بكل فعل مأمور به وينتهي عن كل فعل منهيِّ عنه ، فيستقبل هذه وهذه بإنشراح واطمئنان مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم – ارحنا بها يا بلال – فإن الحادثة هي الصلاة ويمكن الفهم بدائرة اوسع ان الراحة للنفس تحصل في كل طاعة يؤديها المسلم ، بغض النظر عما يصيبه جراء التزامه ، فعبد الله بن مسعود حين ذهب الى جوار الكعبة وقرأ على المشركين القرآن آذوه وضربوه ، وكثير غيره من الصحابة وكلهم رضوان الله عليهم جميعاً ادركوا ان الطاعة هي السعادة فلم يحفلوا بقول القائل ( اشقيت نفسك بهذه الدعوة)
ان الغاية هي نيل رضوان الله ولا ينال رضوانه عز وجل الا بطاعته ، والطاعة لله لا تُنتج في قلب المؤمن الا الاطمئنان والسعادة في الدنيا والمغفرة والثواب في الآخرة ، ولا تنفصل الطريقة عن الغاية السامية عند المؤمن بل كل فعل يفعله لله تعالى وصدق الله العظيم {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162، فكان السعي لنيل السعادةِ سعادة ، وسعادة المؤمن لا تكون إلا بتطبيق كل الاسلام في دولة الاسلام لان وجودها سعادة وغيابها شقاء ، فكان العمل لها فرض يؤدى بسعادة ولا يلتفت الى وعورة الطريق وقلة الرفيق لانهم عاشوا متعة العبادة ولذة التكيف فإنهم مبشرون بالنصر والتمكين فكانت هذه البشرى سعادة ، ويقول الفخر الرازي رحمه الله : ان هذه السورة – طه – من اوائل ما نزل بمكة ، وفي ذلك الوقت كان عليه السلام مقهوراً تحت ذل اعدائه ، فكأنه سبحانه وتعالى قال له لا تظن انك تبقى على هذه الحالة ابداً بل يعلوا امرك ويظهر قدرك ، فإنا ما انزلنا عليك مثل هذا القرآن لتبقى شقيا فيما بينهم بل تصير معظماً مكرما .
وأما من فصل الطريقة عن الغاية فانه يريد ان يسلك طريقاً التفافياً كما اخبر عز وجل {وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً}إبراهيم3،وهذا هو ضيق الشقاء حين عين لنفسه طريقة بأن اختار ان يعبد الله كما يريد هو بدون منهج محدد او تكليف او التزام ويسير في هذه الدنيا وحبله على غاربه لا وازع له ولا رادع وصدق الله العظيم {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23، وأما يوم القيامة يوم الحسرة والندامة فهذا موقفهم كما اخبرنا ربنا عز وجل {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ{101} فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{102} وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ{103} تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ{104} أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ{105} قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ{106} رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ{107} قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ{108} إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ{109} فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ{110} إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} المؤمنون: 101 – 111