الخوف ليس شيء غريب فالإنسان من طبيعته أن يخاف , ولكن دومًا الأشياء المتجاوزة لحدودها هي غير طبيعيه , فالخوف المفرط غير طبيعي وفوق ذلك فهو يخلق الكثير من المشاكل التي لا حصر لها , ولأنه غير طبيعي فواجب على
المرء الذي يعاني منه أن يبحث عن طريقة ليتخلص من هذا البلاء وذلك يتم عن طريق الدورات أو الكتب التي تهتم بالثقة بالنفس وصقل الشخصية وما إلى ذلك من أمور رغم أن نسبة نجاحها قليلة وأيضا عن طريق التواصل مع المختصين في علم النفس وهذا الأمر بات الان باهظ الثمن فالأطباء النفسانيين يستغلون المرضى دون خوف من الله فيحددون الجلسات الكثيرة ويرفعون الأسعار متى شاؤوا لعلمهم بان ذلك المرتعدة فرائصه من الخوف بحاجة لما يقولونه سواء كان حقيقة أو خيال .
مصطلح ” فوبيا ” يقصد به الخوف الشديد من أشخاص أو جمادات أو مواقف ونشاطات , ولكم أن تتخيلوا كم يعاني المصابون بهذا المرض من الضيقة والضجر , فالخوف مُهلك وإن إنتشر في الإنسان دون أن يسيطر عليه فسيقوده إلى الهلاك , ومن المفترض بالأشخاص المسلمين المصابين به أن يتوجهوا إلى رب العباد في البداية فهو سبحانه القادر على أن يغير حالهم وأن يبدل جحيمهم الذي خلقوه بنعيم , ونحن دومًا مطالبون بالتقرب من الله , قال صلى الله عليه وسلم : ” تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ” .
هذا المرض له أقسام عدة وأغلبها تندرج تحت ثلاثة أنواع :
1- الرهاب البسيط : وهو الخوف من أجسام أو مواقف معينة , مثل الخوف من الحيوانات كما يحدث من بعض فتياتنا العزيزات فيخافون من القطة أو من الصرصور أو من الديناصورات البشرية , وأصحاب الرهاب البسيط قد يخافون من المرتفعات او المنخفضات .
2- رهاب الفضاء : وهو الخوف من الأماكن العامة التي يكثر فيها الناس , مثل الزواجات والأسواق والحدائق , وهذا خطير نوعًا ما فهو يقود صاحبه إلى الهرب من تلك التجمعات إلى العزلة , والعزلة في بعض الأحيان تعتبر أخطر من الرهاب بفارق كبير .
3- الرهاب الإجتماعي : وهو أن يظن الشخص أنه تحت المجهر فيخاف من المشاركة بآرائه وتوقعاته وأفكاره كي لا يعتب عليه أحد أو يسخر منه أحد , والمصاب بهذا الداء إن لم يحاول جاهدا قتله عن طريق الامور التي ذكرناها سابقًا والتي تبدأ من عند ذكر الله , فإنه سيهرب من وجهه الإجتماعي وهذا سيسبب له الكثير من المشاكل في بيته وعمله وفي كل مكان يواجه فيه مخلوق حي .
* يقال : هذا المرض يصيب 3 أشخاص من كل عشرة , وهذه نسبة مرتفة جدًا , فهذا المرض يقتل الحياة , ويعد من أهم أسباب الإنتحار في الدول
من أشهر المصابين بالفوبيا :
سيغموند فرويد : طبيب نمساوي شهير كان مصابًا بفوبيا القطارات فلا يسافر عن طريقها بالإضافة إلى فوبيا غريبة وهي الخوف من الفاصوليا.
رونالد ريجان : الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية , كان مصابًا بفوبيا الطائرات فلا يركبها بالإضافة إلى فوبيا الأماكن المغلقة .
نابليون بونابرت : قائد عسكري فرنسي شهير , كانت لديه فوبيا من القطط , سيسقط من أعين الكثيرين بلا أدنى شك ..
واخطر فوبيا هي :
فوبيا الردود : هناك فعلا من يخاف من الردود , من أن يعلق على موضوع , أن يكون الرد الأول , وحين يجبر نفسه على التعليق ويأتي شخص من خلفه ويقتبس رده ويعارضه في المضمون فإن هذا الحدث يجعله يعيش أقصى معاني الخوف , والتردد والإرتباك , أنا أؤمن بأن الخوف هذا أو غيره لم يولدوا فجأة , فهناك عوامل أدت إلى هذه الولادة , فربما أتاه تقييم أحمر دمر مستقبله الردودي , أو رسالة خاصة عاثت فيه الفساد , المهم أن هناك امر ألقى به في هذا الوادي , وادي ” فوبيا الردود ” .
عن عكرمة بن أبي جهل : أنه لما فتح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مكة ذهب فارا منها ، فلما ركب في البحر ليذهب إلى الحبشة ، اضطربت بهم السفينة ، فقال أهلها : يا قوم ، أخلصوا لربكم الدعاء ، فإنه لا ينجي هاهنا إلا هو . فقال عكرمة : والله إن كان لا ينجي في البحر غيره ، فإنه لا ينجي غيره في البر أيضا ، اللهم لك علي عهد لئن خرجت لأذهبن فلأضعن يدي في يد محمد فلأجدنه رؤوفا رحيما ، وكان كذلك .
” فاحذروا أن تكونوا كمن لا يعرفون الله إلا في الشدة “