لقد قمنا بدراسة علمية لتأصيل ” المحاسبة في الفكر الإسلامي ” وبيان مدلولها لغة وإصطلاحاً في ضوء ما
ورد في معاجم اللغة العربية وفي ظلال القرأن الكريم والسنة النبوية الشريفة وحسبما فهمها فقهاء وعلماء وأمراء المسلمين من السلف الصالح ، بالإضافة إلى مدلولها من خلال التطبيق العملي في صدر الدولة الإسلامية .
ويضيق بنا المقام لعرض كل الدراسة التفصيلية وقد يكون من الأنسب أن نوجز أهم النتائج التى تم التوصل إليها .
مدلول كلمة المحاسبة لغة .
إن كلمة محاسبة هى مصدر للفعل حاسب وتصريفه محاسبة وحساباً وتعنى أحصى عليه أعماله للجزاء عليها ، كما تعنى العد والإحصاء ، فحسب الشىء : أى أحصاه وبوبه وعده .
مدلول كلمة المحاسبة فى القرآن الكريم .
لم ترد كلمة محاسبة كمصدر فى القرآن الكريم ولكن ورد فعلها وهو حاسب ويعنى المساءلة والجزاء فى الدنيا والآخرة فى ضوء المحصى والمسجل من أعمال ، وأصل ذلك قول الله تبارك وتعالى : ” وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حساباً شديداً ” ، ولقد جاءت كلمة محاسبة مرادفة لكلمة حساب وتعنى العد والإحصاء ، وأساس ذلك قوله تعالى : ” لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب ” ( الإسراء : 12 ) ، ولقد وردت كلمة حاسب الأموال فى القرآن بأنه الشخص الذى يتولى الرقابة والمحافظة على الأموال ، وأساس ذلك قول الله تبارك وتعالى : ” وكفى بالله حسيباً ” ( النساء : 6 ) ، وقوله تبارك وتعالى : ” إن الله كان على كل شىء حسيباً ” ( النساء : 86 ) .
ويفهم من الآيات السابقة أن لفظ محاسبة يعنى : المساءلة والمناقشة ثم الجزاء فى ضوء المسجل من تصرفات وأعمال ، وهى مرادفة لكلمة حساب ، ولفظ محاسب يعنى المراقب والحفيظ .
مدلول كلمة المحاسبة فى السنة النبوية الشريفة .
ومن دراسة الأحاديث النبوية الشريفة تبين أن مفهوم المحاسبة فيها لا يختلف عن مفهوم المحاسبة الواردة فى القرآن الكريم السابق بيانه وتعنى العد والإحصاء لأجل المناقشة والمساءلة والجزاء .
وفى ضوء ما سبق يمكن تعريف المحاسبة فى الفكر الإسلامى بأنها أحد فروع علم كتابة الأموال الذى يتعلق بعد وإحصاء وإثبات العمليات والتصرفات المختلفة وقياسها والإفصاح عنها بهدف المساعدة فى المسائلة والمناقشة والجزاء واتخاذ القرارات .
