“استثمر كل قواك الكامنة“.
فمن منا لا يتمنى ذلك؟ ولكن يجب
أن نكون أكثر تحديدًا؛ فلكي يستثمر الشخص كل إمكاناته
وقدراته، عليه أولاً أن يتجنب الفشل المتكرر. فإن كانت
طموحاتك وأهدافك عالية، فيجب أن تكون طريقة تفكيرك
وتنفيذك منطقية وذكية.
ما نقصده بذروة الأداء وما نسعى إليه في حياتنا، وما
يتمنى المديرون أن يمكنوا موظفيهم من بلوغه، هو التميز
المُتسِق مع مهارات المرء والممزوج بالتطور المستمر في
أداء مهمة أو مجموعة من المهمات. يرى علماء النفس
أن الإنسان يبذل قصارى جهده عندما يبلغ حالة ذهنية
تسمى ”تدفق الأداء“ أو ”انسيابية الأداء“، وهي حالة يبلغها
المرء عندما يوجّه كل تركيزه وانتباهه وطاقته نحو عمل
أو نشاط ما، حتى ينغمس فيه من أذنيه حتى أخمص قدميه،
ويندمج فيه كليةً. قد لا تتمكن من البقاء في حالة الانسيابية
المطلقة طوال اليوم، ولكنك تستطيع البقاء في دائرة التميز
طوال الوقت. فالذين يحبون عملهم، يقضون جل وقتهم
في هذه الدائرة. فما إن تغرس في نفسك عادة العمل داخل
هذه الدائرة، حتى يزدهر أداؤك، ليس لأنك مطالب بذلك،
بل لأن هناك دافعًا رائعًا يحفزك ويلهمك