مما لاشك فيه أن مصر تمر الآن بمنعطف أقل ما يوصف به أنه حرج للغاية وأنها قد صارت علي المحك بكل ما يعنيه ذلك المصطلح.. ان مصر الآن أشبه بسفينة في عرض البحر وأمامها خليج ضيق ملئ بالصخور والأمواج العالية وأنها قد صارت تتخبط وتتكسر قلوعها من جراء التوتر العظيم المتمثل في ذلك الوضع الاقتصادي المنهار وأيضاً الإرهاب الذي نواجهه والذي أصبح بالنسبة لها معركة مصيرية أي مسألة حياة أوموت..
وفي قلب هذه السفينة ربان ماهر ومخلص يقاوم هذه الأنواء ممسكاً بالدفة ويحاول أن يتفادي تخبط السفينة في هذه الصخور الصلبة حتي لا تتحطم وتغرق بمن يها.. مثل العديد من السفن الأخري التي مرت بذلك الخليج ذي الأمواج المتضاربة العاتية والقوية والتي تكسرت قلوعها وألواحها ودخلت إليها المياه وبدأت بالفعل في الغرق مثل العراق وليبيا والسودان وسوريا النموذج الصارخ أمامنا الذي يقاوم وبقوة ولكن سفينته قد أصابها الكثير من العطب والاضرار.. ليس هناك شك في أن الربان ماهر ومخلص وقد أئتمنه ركاب السفينة علي أرواحهم وهو يجاهد وقد نذر نفسه من أجل السفينة ونقصد بها الوطن وأيضاً ركابها وهم الشعب ولكن وحده لا يستطيع إلا كل ما يملكه ونحن معلم ذلك ولكن من المؤكد أنه في لحظة الخطر وطلب النجاة لابد من أن يعمل ليس فقط طاقم السفينة ولكن لابد وأن يعمل كل الركاب لأن الأمر في النهاية يتعلق بحياتهم.. ليس هناك شك في أن الثقة في الربان لها دور كبير في زيادة فرص النجاة وليس ذلك فقط ولكن في طمأنة الشعب ورفع روحه المعنوية إذ أنه يعلم أن حياته في يد أمينة ذلك وصف أقرب إلي الواقع الذي نعيشه في مصر والموقف الذي نمر به.. وعلينا الآن كركاب في هذه السفينة أن تتضافر الجهود ونقف خلف الربان باخلاص وشعور بالمسئولية الجماعية وأهمية الدور الذي يمكن به إنقاذ هذه السفينة من الغرق والنجاة بحياتنا بعد أن تصل إلي بر الأمان.. دون ذلك يمكن أن تكون النتائج مختلفة أو تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. لذلك علي كل فرد في الشعب أن يؤدي الدور الذي عليه مهما كان حجم ذلك الدور.. أن يخلص في عمله أن يكون لديه شعور بالمسئولية تجاه الآخرين وتجاه الوطن أن تكون لديه القناعة بأن دوره هذا يمكن أن يفرق كثيراً في المحصلات النهائية والنتائج المرجوة.
بقلم: دكتور جميل جورجي- المصدر:الجمهورية