الرؤية بواسطة عقلك
ما هي الطريقة التي نحس بها أو نمثل بها الأشياء في عقلنا ، ما هي أهمية الأفكار اللاشعورية والسلوكيات الآلية ؟
إن علم البرمجة اللغوية العصبية قد أعطى شكلاً وبنياناً لما يطلق عليه ( الخبرة الشخصية ) مما جعلنا ندرك أن تفكيرنا ما هو إلا نظام ديناميكي فعال وعملية مستمرة لا تتوقف وطبقاً للبرمجة اللغوية العصبية فإننا :
لا ” نرى ” بواسطة أعيننا بل نرى بواسطة عقولنا .
هل نحن نرى عندما يصل الضوء إلى العين أم أن ما يتم هو ترجمة لما رأته العين ؟
نفس العملية تنطبق على الحواس الأخرى مهما بلغت قدرة التعقيد الذي تتصف به أعضاؤنا الحسية أو ( المستقبلات ) ، فإن الإحساس يحدث حقيقةً في عقلنا ، حيث نخزن الخبرات الماضية والمواقف والمعتقدات التي تشكل كلها بواسطة هذه الحواس.
وهذا الوصف يصور لوحة غير مكتملة لهذه العملية المعقدة لنظام الحواس . وفي الممارسة فإن الموانع المادية تضع حدوداً على المستقبلات الحسية حتى قبل أن نبدأ في ترشيح وتصفية المعلومات الخارجية .
في حالة الرؤية فإننا نتعامل مع حزمة محدودة من الضوء الذي يصل إلينا حيث تستبعد الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء التي لا نتمكن من إدراكها ، وتقول المرشحات بتصنيف التدفق المستمر والهائل من البيانات الداخلة . ولذلك فحتى مع إدراك قدر محدود عن العالم الخارجي فإننا نتمكن من العمل بسرعة عالية وكفاءة ملحوظة .
نحن بالتأكيد نمتلك نظاماً مذهلاً له القدرة على آداء سلسلة من العمليات المتداخلة والمتعاقبة يعمل تحت تصرفنا . وعليك أن تنتبه لذلك عندما تركب سيارتك استعداداً للقيادة ، إن هناك نظاماً ذا قيمة عالية يجلس خلف عجلة القيادة.
لكن في ظل عالم العلاقات الإنسانية الحديث والمعقد من الممكن أن لا يساندك هذا النظام الذي أعجبك . فإن سلوكاً مثل القفز إلى النتائج – على الرغم من أنه يمكن أن يوفر وقتاً حيوياً إلا أنه – لا يساعد على إقامة علاقة طيبة . نحن نتعرف على الأشخاص والعالم من حولنا طبقاً لمعاييرنا الذاتية أو المرشحات طبقاً لعلم البرمجة اللغوية العصبية. إن هذا العلم يمكنك من التحكم في الكيفية التي ( ترى ) بها بواسطة عقلك ، ويوفر لك مزيداً من الإختيارات للإستجابة للبيئة والأشخاص المحيطين بك .