نظرية الذكاءات المتعددة
التطور التاريخي لنظرية الذكاءات المتعددة:
هوارد جاردنر …. أستاذ المعرفة والتربية بجامعة هارفارد الأمريكية، هو مؤسس نظرية الذكاءات المتعددة على مستوى العالم. وجامعته التي يعمل بها هي أول وأفضل جامعة دولية على مستوى العالم في التقرير الصيني الأخير لجامعة شنغهاي الذي يتضمن ترتيب أفضل 500جامعة في العالم والذي لم تحصل أي دولة عربية مع الأسف الشديد على أي ترتيب ضمن الـ500 جامعة. إلا جامعة الملك سعود والحمد لله.
لقد ظل ولازال (جاردنر) يبحث عن أفضل أسرار مضاعفة القدرات العقلية المعرفية لدى الطلاب في المدارس حيث وجد أن:
· الاتجاه في الحياة هو أساس كل شيء وأن تنمية قدراتك بأنواعها المتعددة ضرورة أساسية.
· يمكنك تعليم نفسك أي مادة دراسية بطريقة أفضل من أي معلم.
· لا تقصد عمرك في قلق بشأن الدرجات التي تحصل عليها ، فهي مجرد آراء شخصية غير موضوعية يصفها المعلمون.
· المدرسة والتعلم والتعليم وحياة العقل مع أهميتها تعد نوع من الألعاب الشيقة.
لقد توصل (جاردنر) إلى أن كل شخص يمتلك سبعة أنواع أساسية من الذكاءات.
– تطورت الآن إلى أكثر من 200 نوع – وأنهم مختلفون وعلى نفس القدر من الأهمية.
وعلى ضوء هذه النظرية لا تستطيع اختبارات قياس الذكاء القياسية تحديد مدى قدرتك العقلية.
وقد يكون هناك سبعة أنظمة مختلفة ومستقلة تماما ً تصاحب تلك الأنواع، فعلى سبيل المثال يعتقد العلماء أن الذكاء اللفظي يكمن في النصف الأيسر من المخ، بينا يوجد كل من الذكاء الموسيقي والمكاني (المرئي) والجماعي في النصف الأيمن من المخ. مما يعني أصابة منطقة معينة من مخك قد تعيق القيام بوظائف أي من هذه الأنواع، وتقوم فكرة هذه الأنواع السبعة على أساس بيولوجي وحيوي وفسيولوجي (وظائفي) وتشيحي للمخ نفسه. مما يعني أننا بحاجة إلى إعادة تحديد فكرتنا عن الذكاء على أساس أفضل الأمثلة الخاصة بكل نوع من تلك الأنواع السبعة.
والآن … هيا بنا نبدأ رحلتنا مع نظرية الذكاءات المتعددة بأدواتها ومناهجها المختلفة ولنرى دورها في إيجاد “القائد الذكي” وتدعيم قدراته الفكرية.
أسس نظرية الذكاءات المتعددة:
بعد ثمانية عاما ً من وضع أول اختبار لذكاء وهو اختبار ستانفورد بينيه سنه 1904، ظهر نوع من التحدي لمفهوم الذكاء الكلاسيكي الممثل في القدرة العقلية العامة والذي يتم ترجمتها إلى معامل الذكاء (I.Q)، وهذا التحدي كان من جانب عالم النفس (هوارد جاردنر Howard Ganrdner) الذي بدأ في اختبار المعتقدات الشائعة حول الذكاء. فهو يرى أن ثقافتنا قد عرفت الذكاء بصورة شديدة الضيق. وعلى هذا فقد أقترح وجود سبعة أنواع مختلفة من الذكاء تعتبر أساسية.
وقد حاول من خلال نظريته أن يوسع من مفهوم القدرة البشرية لأبعد من معامل الذكاء المعروف.
فقد رأى أنه من الإجحاف أن نحدد الذكاء الفردي للشخص من خلال نزعه من بيئة التعلم الطبيعية الخاصة به وتوجيه أسئلة له وتكليفه بمهام معزولة عن هذه البيئة، لم يقم بها من قبل، ومن المحتمل ألا يختار القيام بها فيما بعد أبدا ً، وبدلا ً من ذلك فإن (جاردنر) قد أقترح أن الذكاء يتعلق أكثر بالقدرة على:
1- حل المشكلات.
2- تنفيذ منتج في سياق غني بمواقف طبيعية.
وصف مبسط للذكاءات السبع:
وبمجرد وضع هذا التصور الأرحب للذكاء، فإن مفهوم الذكاء بدأ يفقد الكثير من غموضه وبدأ في أخذ مفهوم أكثر وظيفة، بحيث يمكن ملاحظته يوما ً لدى الأشخاص في حياتهم اليومية، وبطرق متعددة. وقد وفر (جاردنر) الوسائل لتصدير المدى الواسع من القدرات التي يظهرها الإنسان وذلك بتجميع قدراتهم إلى سبع مجموعات رئيسية من الذكاء، وهي:
1- الذكاء اللغوي:
وهو القدرة على استخدام الكلمات بفعلية سواء أكان ذلك شفويا ً (مثل: رواية ، قصة ، أو خطاب ، أو العمل السياسي) أو من خلال الكتابة (مثل: الشعر ، التأليف ، النثر ، الصحافة).
إن هذا النوع من الذكاء يتضمن القدرة على تركيب وبناء اللغة Syntax والتعرف على الصوتيات الخاصة باللغة، والتعرف على معنى اللغة Semantics ، والأبعاد العملية لاستخدامات اللغة.
إن بعض أشكال الاستخدامات يتضمن استخدام اللغة في إقناع الآخرين التأثر عليهم لكي يتصرفوا بطريقة معينة، واستخدام اللغة في تذكر المعلومات، والشرح أو استخدام اللغة في نقل المعلومات، واستخدام اللغة للحديث عن اللغة ذاتها ودراستها ****language .
2- الذكاء الرياضي – المنطقي:
ونعني به القدرة على استخدام الأعداد بكفاءة (مثل: علماء الرياضيات ، المحاسبين ، العاملين بمجال الإحصاء)، والتفكير بصورة جيدة (مثل: العلماء خاصة في مجال العلوم، مبرمجين الكمبيوتر، أو العاملين في مجال المنطق). وهذا الذكاء يتضمن الحساسية للأشكال والعلاقات المنطقية، والصياغات والعبارات (مثل: إذاßفإن، والسبب والنتيجة) والوظائف المجردات. إن أنواع العمليات المستخدمة في خدمة الذكاء الرياضي المنطقي تتضمن : التصنيف ، التجميع ، الاستدلال ، التصميم ، العمليات الحسابية ، واختبار الفروض.
3- الذكاء المكاني:
ونعني به القدرة على إدراك العالم المكاني – المرئي بصورة دقيقة (على سبيل المثال: القناصين ، المرشدين) وعمل تحويلات معينة نتيجة لهذا الإدراك .(مثل: مهندسي الديكور الداخلي ، والمهندسين المعماريين ، الفنانين ، أو المبتكرين) إن هذا الذكاء يتضمن الحساسية للون ، والخط ، والشكل والتلوين والمساحة والعلاقات الكائنة بين هذه العناصر.
4- الذكاء الحركي – الجسماني:
ويتمثل هذا الذكاء في الأشخاص المتخصصين في استخدام الجسم ككل للتعبير عن الأفكار والمشاعر (مثل: الممثلين ، التمثيل الصامت ، الراقصين) وسهولة استخدام الأيدي في إنتاج تحويل الأشياء (مثل: صانعي الأعمال الفنية اليدوية ، المثالين ، الميكانيكيين ، الجراحين ….) إن هذا الذكاء يتضمن المهارات الحركية الدقيقة مثل الترابط ، التوازن ، القوة ، المرونة ، والسرعة.
5- الذكاء الموسيقي:
ويتمثل في القدرة على إدراك الموسيقى(مثل: عائق الاستماع للموسيقى)، التمييز (مثل: الناقد الموسيقي )، التوصيل(مثل المؤلف الموسيقي)، التعبير (مثل العازف) لكافة الأشكال الموسيقية.
إن هذا الذكاء يتضمن الحساسية للإيقاع، وطبقة الصوت (اللحن) وغير ذلك.
6- الذكاء الاجتماعي:
ويتمثل في القدرة على إدراك وتمييز الحالة المزاجية ، والنوايا ، والدوافع ، والمشاعر ، لدى الأشخاص الآخرين , وهذا يشمل الحساسية للتعبيرات الوجهية ، الصوت ، الإيماءات ، والإشارات ، والقدرة على التعبير بين أنواع مختلفة من الدلائل الخاصة بالتفاعل بين الأفراد ، والقدرة على الاستجابة بكفاءة لهذه الدلائل بطرق واقعية وهدافه (مثل: التأثير على مجموعة من الأشخاص لكي يتبعوا خطا ً معينا ً من الأفعال) .
7- الذكاء الشخصي:
ونعني به القدرة على المعرفة بالذات والقدرة على التصرف بصورة متكيفة على أساس من هذه المعرفة. إن هذا الذكاء يتضمن أن يكون لدى الفرد صورة دقيقة عن نفسه (نقاط قوته وضعفه)، والوي بالمزاج الداخلي للفرد ، ونواياها ، ودوافعه ، وغضبه ، ورغباته ، والقدرة على ضبط النفس وفهم النفس وتنظيم الذات.
إن الكثير من الناس ينظرون لفئات الذكاء السابقة وخاصة الذكاء الموسيقي والمكاني والجسماني ويتساءلون لماذا يصر (هوارد جاردنر) على تسميتهم بالذكاء وليس موهبة أو استعدادات .
وقد قدم (جاردنر) عدد من الاختبارات تعتبر محكات لكي يمكن الحكم على هذه القدرات ووصفها ذكاء وليس فقط كجرد موهبة، أو مهارة أو استعداد.
سبعــــة أنـــواع مـــــن أســـاليب التعليــــم
الأطفال الأقوياء في:
يفكرون
يحبون
يحتاجون
الذكاء اللغوي
في كلمات
القراءة، والكتابة، وحكاية القصص، واللعب بألعاب الكلمات … إلخ
كتب، تسجيل شرائط، أدوات كتابة، دفتر يوميات، حوار، مناقشة، جدال أو مناظرة، قصص …. إلخ
المنطقي الرياضياتي
بالاستدلال
التجريب، وطرح الأسئلة، والوصل إلى حلول للألغاز المنطقية والحساب … إلخ
أشياء ليكتشفوها وليفكروا فيها، سواء علوم، ومواد يتناولونها بأيديهم ويعالجونها، إلماعات مفيدة لمتاحف العلوم والقبة السماوية.
المكاني
في صورة وأيقونات
التصميم والرسم، والتصورات البصرية، للأشياء والرسومات الحرة doodling …. إلخ
الفن، الليجو LEGOs، الفيديو، الأفلام السينمائية، الشرائح، الألعاب الخيالية، المتاهات، الألغاز Puzzles الكتب المصورة، رحلات إلى متاحف الفن … إلخ
الجسمي الحركي
عن طريق الأحاسيس الجسمية
الرقص، والجري، والقفز، والبناء، واللمس …. إلخ
يلعبون دورا، دراما، حركة، أشياء بينونها، ألعاب رياضية وجسمية خبرات لمسية حسية، اليدان على التعلم .
الموسيقي
عن طريق الإيقاع والألحان
الغناء، والتصفير، والدندنة، والتصفيق باليدين والنقر أو الخبط بالقدمين والاستماع ….. إالخ
يغني طول الوقت، يذهب إلى حفلات الموسيقى، يعزف موسيقى في البيت والمدرسة آلات موسيقية .
بين شخصي واجتماعي
بترديد أفكار الآخرين
القيادة، والتنظيم، والوصل، واستخدام الآخرين، والتوسط، وإقامة الحفلات والمشاركة فيها ….. إلخ
أصدقاء، ألعاب جماعية، حفلات جماعية، أحداث ووقائع في المجتمع المحلي أندية، منتور”صبينة”.. إلخ
شخصي
بتعمق ما بداخلهم
وضع أهداف، وتأمل، وحلم ، وأن يكونوا هادئين، والتخطيط
أماكن سرية، وقت ينفردون فيه بأنفسهم، مشروعات على أساس معدل خطو ذاتي، اختيارات … إلخ
مهارات التدريس (للمعلم) الذكاءات المتعددة
بأبسط صورة نقول إن التدريس التقليدي يمكن أن يحدث بطرق متنوعة تصمم لإثارة الذكاءات المتعددة، فالمدرس الذي يحاضر مع تأكيد الإيقاع (موسيقي) ويرسم صورا على السبورة ليوضح نقاطا (مكاني) والذي يقوم بإيماءات درامية وحركات وهو يتحدث (جسمي حركي) والذي يتوقف ليتيح للتلاميذ الوقت ليتأملوا (شخصي) ويطرح أسئلة تدعو للتفاعل الإيجابي (اجتماعي) هذا المدرس يستخدم مبادئ نظرية الذكاءات المتعددة من منظور متمركز حول المعلم.
انعكاسات نظرية الذكاءات على منظومة المنهج
الأهداف
يمكن الاستفادة من نظرية الذكاءات المتعددة عند صياغة الأهداف بحيث تراعي الأهداف الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي الرياضياتي، الذكاء المكاني، الذكاء الجسمي الحركي الذكاء الموسيقي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الشخصي وبهذا الطريقة تراعي الأهداف الفروق الفردية بين الطلاب
المحتوى
يمكن الاستفادة من نظرية الذكاءات المتعددة في تنظيم المحتوى بحيث يراعي
الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي الرياضياتي، الذكاء المكاني، الذكاء الجسمي الحركي الذكاء الموسيقي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الشخصي وبهذا الطريقة تراعي الأهداف الفروق الفردية بين الطلاب
طرق التدريس
لقد كان لنظرية الذكاءات المتعددة اسهام كبير في التعليم حيث وضحت بأن المعلمين بحاجة الى استخدام استراتيجيات غير تقليدية ولهذا ظهرت استراتيجيات حديثة قائمة على نظرية الذكاءات المتعددة وهي كالتالي:
الذكاء اللغوي: إستراتيجية العصف الذهني.
الذكاء المنطقي الرياضياتي: إستراتيجية التفكير العلمي.
الذكاء المكاني: إستراتيجية التصور البصري.
الذكاء الجسمي الحركي: مسرح حجرة الدراسة.
الذكاء الموسيقي: إيقاعات، دقات، أناشيد.
الذكاء الإجتماعي: إستراتيجية المجموعات أو الجماعات التعاونية.
الذكاء الشخصي: فترات تأمل لمدة دقيقة.
التقويم
يمكن الاستفادة من نظرية الذكاءات المتعددة في عملية التقويم لتراعي الفروق الفردية وذلك باستخدام أساليب تقويم تقيس الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي الرياضياتي، الذكاء المكاني، الذكاء الجسمي الحركي الذكاء الموسيقي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الشخصي وبهذا الطريقة تراعي الأهداف الفروق الفردية بين الطلاب
نقد نظرية الذكاءات المتعددة:
الإيجابيات:
1. قسمت الذكاء إلى عدة أقسام.
2. راعت الفروق الفردية وتعدد القدرات بصورة كبيرة جدا.
3. اهتمت بالتلميذ وإيجابيته وفاعليته في الموقف التعليمي.
4. ظهرت استراتيجيات عديدة مفيدة بشكل كبير مثل العصف الذهني.
السلبيات:
1. تحتاج إلى معلم متخصص ومعد إعدادا خاصا.
2. تحتاج إلى مواد ووسائل وإمكانات قد لا تتوفر في معظم المدارس.
3. لا نستطيع من خلالها الحكم الجازم على مستويات الطلاب.
مثال تطبيقي لنظرية الذكاءات المتعددة في الرياضيات
الصف: الثالث المتوسط
الموضوع: الدائرة
الهدف
يتوقع في نهاية الدرس أن يكون الطالب قادراً على أن يميز الدائرة.
إجراءات وأنشطة التدريس:
1- عمل دائرة جماعية بأن يمسك كل طالب يد الآخر (الذكاء الاجتماعي والجسمي)
2- عمل دائرة بواسطة كل طالب باللف بجسمه ( الذكاء الذاتي والجسمي)
3- البحث عن دوائر في حجرة الصف ( الذكاء البصري)
4- عمل دوائر في مشروعات التربية الفنية (الذكاء البصري والجسمي)
5- تأليف نشيد بسيط عن الدائرة أو الاستعانة بالاناشيد التعليمية الجاهزة وإنشادها ( الذكاء الموسيقي)
6- تمثيل أدوار بواسطة الدائرة ( الذكاء اللفظي)
7- مقارنة مساحات الدوائر (الذكاء البصري والمنطقي)
التقويم
ارسم ثلاث دوائر مختلفة، ثم رتبها حسب مساحتها مبتدئا بأكبرها.