نظرية السمات
تعتبر نظريات السمات من أولى المحاولات التي ظهرت في إطار المدخل الفردي لتفسير ظاهرة القيادة، والكشف عن السمات المشتركة للقادة الناجحين، و إذا كانت الدراسات التي أجراها أنصار هذه النظرية قد بدأت على نطاق ضيق في أوائل هذا القرن، فإنها اتسعت وأصبحت أكثر شمولا بعد الحرب العالمية الثانية ((F. Fiedler, 1967
وتقوم النظرية على أن الفرد الذي يملك مجموعة من الصفات الشخصية مثل: الذكاء والدهاء والحزم والقدرة على التعاون والحماس والشجاعة والمبادأة والقدوة الحسنة، والمهارة اللغوية والتقدير والمسئولية والإنجاز والقدرة على التكيف يعتبر قائداً، حيث إنه غالباً ما تكون هذه السمات ذات جذور عميقة في نفسه ولا يمكن اكتسابها في فترة وجيزة من التدريب والإعداد، وعادة ما تتأثر سمات الشخصية بنمط الثقافة السائد في المجتمع، واعتمد أصحاب هذه النظرية على ملاحظة عدد من القادة المعترف بهم ، مستخدمين الطريقة الاستنتاجية ، التي عن طريقها استطاعوا أن يستنبطوا السمات القيادية التي وجدت مشتركة في هؤلاء القادة ، وخرجوا من ذلك بأن هذه السمات المشتركة تعتبر سمات لازمة للقيادة .لذا صنفت سمات القائد إلى :
أ#. السمات الجسمية : فالقادة يميلون إلى الطول والوزن الثقيل والصحة النفسية العالية.
ب#. السمات الانفعالية: فالقادة يميلون إلى الانبساط، وروح الفكاهة والمرح، وتشجيع روح التعاون، ومراعاة مشاعر الآخرين، ويكونون أكثر تسامحا ومجاملة واتزانا.
ت#. السمات العقلية : فالقادة أكثر ذكاءً، وذوي ثقافة ومعرفة عالية وأوسع أفقا وأأأأقدر على التنبؤ بالأحداث.
وجهت انتقادات كثيرة إلى نظرية السمات أهمها: صعوبة توافر جميع السمات المذكورة في شخص واحد، بالإضافة إلى اختلاف الباحثين في تحديد السمات القيادية، وعدم تحديد الخصائص التي تميز القادة عن التابعين، كذلك لم تبين النظرية الأهمية النسبية للسمات المختلفة في التأثير على القائد ونجاحه. (العميان، 2005 : 264)
ومن المآخذ الأخرى على هذه النظرية :
أ#. عدم الاتفاق على معنى موحد لكل سمة قيادية وصعوبة تعميم نتائج هذه النظرية بشكل علمي ثابت . ( الشيخ سالم وآخرون 1998).
ب#. إن الكثير من السمات التي افترض أنصار نظرية السمات أنها سمات لا توجد إلا في القادة قد تتوافر في القادة وغير القادة ، الأمر الذي لا يمكن معه التسليم بأن توافر السمات الشخصية للقيادة في شخص ما تجعل منه بالضرورة قائداً ناجحاً .
ت#. لا يوجد اتفاق بين أنصار النظرية على مجموعة محددة من السمات ، وكيف يمكن معرفة مدى توافر هذه السمة في الشخصية ، وأخيراً متى تكون هذه السمة فطرية ومتى تكون مكتسبة ويمكن تعلمها. (كنعان ، 1985 ، ص 312)
ث#. قد لا تتوفر في القائد سمة أو أكثر من سمة متفق عليها ، ومع ذلك فانه ينجح في قيادته.