وقف رجل ثري على رصيف مرفأ الصيادين في قرية صغيرة واقعة على شاطئ جزيرة. أرسل نظره إلى البعيد يتأمل الأمواج ومراكب الصيادين المتهادية على الموج المتلألئ تحت أشعة شمس الضحى. أحسّ بكتلة في حلقه. إنه يحسد هؤلاء الصيادين على سلامهم وبساطة عيشهم.
التفت من حوله فإذا بصياد جالس في فيئ شجرة بالقرب منه. اقترب منه وحيّاه وتبادل معه أطراف الحديث.
– كيف تقضي وقتك هنا يا صديقي. يبدو لي أن الوقت يمرّ ببطءٍ على هذه الجزيرة.
– صحيح، لكني سعيد. أستفيق باكراً وأحضر إلى هنا للصيد. عندما أجني ما يكفيني ويكفي عائلتي لهذا اليوم أقصد السوق وأبيع السمك الذي اصطدته وأعود أدراجي إلى البيت. أتناول طعامي مع عائلتي، ألعب مع أولادي. وفي المساء أقصد المقهى وأقضي وقتاً ممتعاً مع رفاقي قبل أن أعود إلى منزلي لأنام نوماً هانئاً حتى الصباح.
– كلامك جميل لكن ما رأيك أن تأتي معي إلى المدينة. هناك يمكن أن تكسب مبلغاً كبيراً من المال بسرعة. ستمتلك شركتك الخاصة وتربح أموالاً طائلة. فتشتري سفينة صيد كبيرة وتزداد أرباحك.
– وماذا أفعل بكل هذا المال؟
– تستطيع أن تتقاعد وتقصد جزيرة هادئة وادعة. يمكنك أن تلعب مع أولادك وتضحك مع أصدقائك وتعيش حياة لا همّ فيها.
ضحك الصياد وقال :” لماذا لا يستطيع الإنسان أن يرى النعمة التي لديه وتراه يذهب إلى آخر الدنيا بحثاً عنها”؟