لكي يدخل العطاء إلى حياتك يجب أن تفتح العالم أمامك، ولكي يحدث الأخذ يجب أن تكشف نفسك للعالم. فعندما تكون منفتحاً في كلا الاتجاهين تحدث عملية الأخذ والعطاء في وقت واحد وبلا تأخير. فأنت بمنحك تحصل دائماً على مقابل، وبأخذك تهدي.
عندما تشعر بالامتنان لشيء ما أو لشخص ما، فإن من خاصية الامتنان أن ينتشر في جميع الاتجاهات في وقت واحد، ليشمل كل ما حولك ويجعل العالم أكثر نوراً. إن أحد أهم أسرار السعادة يكمن في القدرة الدائمة على الشعور بالامتنان مهما حدث معك.
أما إذا فصلت نفسك بطريقة ما عن العالم المحيط بك ولم تتقبله، ولم تر ولم تشعر باتحادك الكامل معه وعلاقة القرابة بينكما، ولم تر أن العالم والناس والحيوانات والنباتات والحجارة وأنتم كلكم شيء واحد، وكلكم مكوّنون من الجوهر ذاته، ولم تر كيف تقوم بخلق عالم وهمي محيط بمساعدة عقلك، فإنك ستبقى دائماً تشعر بالألم والمعاناة. أنت تفصل نفسك ولهذا تشعر بالألم، وتقوم بذلك في عقلك، فالعقل يصنع كل الحواجز والعراقيل.
أنت تريد الانعزال وجعل العالم كله في خدمتك لتقديم الولاء والطاعة لك. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟
لقد اختفت قدرة الإنسان على العطاء، في حين بقيت لديه القدرة على الأخذ، فمتى حدث ذلك؟
من الذي بداخلك يريد العيش على حساب الآخرين آخذاً دون أن يعطي؟
من الذي بداخلك يعتبر أنه لم يكفه ما حصل عليه؟
إذا كنت إنساناً طبيعياً فلا تخدع نفسك بقولك إنه ليس لديك كل هذه الرغبات.
عندها يصبح بمقدورك أن تفهم سبب المعاناة التي تتعرض لها في حياتك بين فترة وأخرى.