اضبط إيقاع حديثك بالتنقل بين البطأ والسرعة حسب طبيعة الموضوع
"أنا إيه اللي خلاني أقول كده.. ما كانش لازم أتكلم خالص".. من منا لم يقل هذا لنفسه بعد حديثه مع أحد الأشخاص؟! كثيراً ما نقع في أخطاء أثناء الكلام، وقد نلاحظ ردة فعلها على وجه من نحادثه، أو تتراكم هذه الأخطاء فوق بعضها والنتيجة "اسمي في البلاك لِسْت".
هناك آخرون تجدهم ساحرين بكلامهم، يختارون مفراداتهم بعناية، ولديهم قدرة غريبة على التأثير والإقناع وبحرفية عالية؛ فإذا أردت التأثير بحديثك في شخص ما وتكون واحداً من هؤلاء السحرة.. اتبع نصائح د. نبيل عشوش خبير التنمية البشرية وعضو المجمع البريطانيّ للإتيكيت، وهي:
1- انظر إلى وجهه باهتمام، ولا تقترب بجسمك كثيراً منه، وأعطه مساحته من الحرية -بذكائك- ولا يشترط مسافة محددة.
2- اضبط إيقاع حديثك بالتنقل بين البطأ والسرعة حسب طبيعة الموضوع؛ فالموضوعات الجدلية أو العميقة تتم ببطء، والاجتماعية تتسم بالسرعة.
3- وجّه حديثك لشخص واحد ليكون فعالاً وجيداً، أما إذا كنت تحادث مجموعة؛ فعليك التنقل بنظرك بطريقة عشوائية غير منتظمة إلى وجوههم حتى يستشعروا أهمية كلامك، دون أن يحدث هذا بميكانيكة منتظمة حسب ترتيب الأشخاص يميناً ويساراً مثلاً؛ فتفقد فعاليتها.
4- لا تقاطع من يحادثك إلا إذا كان هناك شيء خطير.
5- استخدام اللسان فقط دون عضلات الوجه، ولا يعني ذلك أن يصبح وجهك مسطحاً بلا حركة؛ لكن بما يتناسب مع الكلام.
6- إذا أصابك ألم وأنت تتحدث؛ فلا داعي أن يشعر المتلقي بآلامك عن طريق حركات وجهك وخلافه.
7- راعي أن يكون حديثك ملائماً للمستوى الثقافي والعلمي للمتلقي.
8- ابتعد عن التطويل الممل والاختصار المخلّ، ولا تحتكر الحديث مدة طويلة.
9- تجاهل حديث الجاهل وتغاضَ عن الهفوات الصغيرة أو الأخطاء التي تتم بحسن النية.
10- اعترف بالخطأ إذا وقعت فيه أثناء الكلام، ولا يعتبر هذا ضعفاً؛ بل يعطيك احتراماً.
11- الابتعاد عن الثرثرة أو الدخول في مناقشات معه، ولو وقعت معه حاول أن تسأله بعض الأسئلة وتنهي الحديث بعدها حتى يقوم هو بردّ الفعل وليس محرك للحديث.
12- إذا لمست عناد من تحدثه؛ فلا تعطِهِ الفرصة، وغالباً ما يحدث هذا عند تصحيح معلومات الآخر فيتمسك برأيه، هنا عليك التأكد من صحة رأيك أولاً، بعدها يمكن أن توافق على رأيه اعتباطاً؛ ولكن احذر أن يحدث هذا عند وجود أشخاص أقل فكراً قد يؤمنون بما يقوله المخطئ العنيد؛ فيجب الاعتراض حينها بذوق وذكاء.
13- لا تجعل من حديثك استعراضاً لمعلوماتك العريضة، ولا تكثر من الاستشهاد بالأمثلة؛ بل اجعل الناس هي من تحكم عليك.
14- عدم السخرية والازدراء والتهكم على حديث الآخر؛ بل أعط له الفرصة ثم خذ دورك في الاعتراض.
15- لا تكثر من الأسئلة والتحدث بجزم.
16- ضع في عقلك دائماً قاعدة ثابتة هي "لا يوجد هناك كلام مطلق غير القرآن الكريم"؛ فجميع الموضوعات تحتمل الرأي والرأي الآخر.
17- قدم رأيك دون خجل لتشترك في الحديث وتثريه.
18- تخلّص من لوازم الكلام مثل (في الحقيقة ربما – ممكن – يعني)، ومن الكلمات الفضفاضة مثل (تقريباً – حوالي).
19- لا تتحدث في موضوع تجهله، وفكّر جيداً قبل نطق أي كلمة تعرفها.
20- تعامل بحذر مع ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل:
ضعيف السمع:
يجب التكلم معه ببطأ دون صياح حتى يتمكن من قراءة الشفاه.
القعيد وصاحب الإعاقة الحركية:
النزول إلى نفس مستوى بصر المُقعد على كرسيّ، وتجنّب إجراء أي حديث معه، وأنت واقف على رجليك؛ حيث يمكن أن تجلس على ركبتيك أو تنحني حتى لا تشعره بأي ضيق لفروق المستوى بينكما؛ خصوصاً لو كان معاقاً حديثاً.
في حالة الإعاقة الحركية قد تحدث مواقف كثيرة؛ فعند المصافحة مثلاً تمدّ له يدك اليمنى؛ فلا يمكنه مدّ يديه المصابة.. فتربت على كتفه بنفس يدك اليمنى، ولا تسحبها، وبعدها تسلّم عليه بيدك اليسرى التي يستطيع المصافحة بها؛ لأنك إذا سحبت يدك قد تشعره بالإحراج.
الكفيف:
من لديهم إعاقة بصرية يراعى نطق الكلمات والحروف بوضوح، واهتمام بنبرة الصوت؛ لأنه يعتمد على حاسة السمع بشكل رئيسي، ويجب الجلوس في مواجهته مباشرة، ثم تقدم نفسك إليه في كل مرة تقابله؛ لأنه لا يراك، ثم تقوم بتعريفه لكل الجالسين في نفس المجموعة؛ حتى يستطيع تحديد عدد الموجودين وأماكنهم من خلال ردّهم، ومن ثم يستطيع الحديث معهم، وعند مغاردتك الغرفة يجب أن تخبره بذلك قبل انصرافك كل مرة.
بهذا تكون قد امتلكت عقل وفكر كل شخص تتكلم إليه؛ بل تؤثر فيه أيضاً، ليقتنع برأيك وينفّذ كل ما تقوله، وتنجح هذه الطرق في كل المناسبات وكل الأماكن، ويا حبذا لو استخدمتها مع زملائك ورؤسائك في العمل؛ ستكون شخصاً محبوباً ومقبولاً؛ بل أتوقع لك ترقية في أقل من شهر. مبروك يا سيدي!!