لا تقدم القوائم المالية التقليدية معلومات دقيقة وكافية لتحديد القيمة الحقيقة للمنظمة , ويرجع ذلك إلي تجاهل الإفصاح عن رأس المال المعرفي بما يتضمنه من أصول معنوية , وتمثل هذه الأصول 80% من القيمة السوقية للمنظمة , كما أنها جوهرية لاستمرار الميزة التنافسية للمنظمة(Wyatt,2002) (Pety ,2000) (Martinez-Torres,M.,2006).
ويساعد نشر تقارير رأس المال المعرفي ـ في ظل فرض السوق الكفء Efficient Market ـ علي خفض تكاليف إعداد ونشر المعلومات , حيث أنه كلما زادت درجة الشفافية وانخفضت درجة احتكار أو عدم الإفصاح عن معلومات تتعلق بأنشطة المنظمة كلما انخفضت هذه التكاليف (Prusak and Cohen,2001 ) .
ويتوقف التقرير عن رأس المال المعرفي علي ما يتم التوصل إليه من نتائج في مرحلة قياسه , حيث يمكن أن تعتمد الأطراف الداخلية بالمنظمة علي مدخل التكلفة ( ويقصد به تكلفة استبدال الأصول ) أو مدخل القيمة ( يحسب عن طريق التدفقات النقدية المخصومة أو الفرق بين القيمة السوقية والقيمة الدفترية للمنظمة ) أو مدخل الدخل ( يعتمد علي تقدير الدخل الناتج عن تشغيل الأصول , بمعني أنه صافي القيمة الحالية للتدفقات النقدية الصافية الناتجة عن تشغيل الأصول ) لقياس عناصر رأس المال المعرفي . أما الأطراف الخارجية تفضل مدخل القيمة.
وقد كانت هناك محاولات لقياس رأس المال المعرفي والتقرير عنه , إلا أنها تمت بشكل جزئي , وقد حظي رأس المال البشري بالنصيب الأكبر من تلك المحاولات , حيث تم معالجته كأصل بعد رسملته ( Seetharaman et al.,2002 ) .
وحتى الآن وعلي الرغم من أهمية الإفصاح عن رأس المال المعرفي إلا أنه لا يسمح ـ من خلال الإطار التقليدي للمحاسبة المالية ـ بالإفصاح عن الأصول البشرية في القوائم المالية , وبطبيعة الحال ينسحب ذلك علي العناصر الأخرى لرأس المال المعرفي , حيث أن هناك اعتماد كبير علي المعلومات المالية وقلة الاعتماد علي المعلومات غير المالية , إلا أنه في السنوات الأخيرة هناك اتجاه نحو إدارة والمحاسبة عن رأس المال البشري , وفي ظل هذا الاتجاه أصبح هناك مطلب من أصحاب الحصص الخارجيين لنوع مختلف من المعلومات , وتسعي العديد من الشركات إلي محاولة تلبية هذا المطلب علي الرغم من أن خلق وقياس ونشر تلك المعلومات أكثر تعقيداً من المعلومات المالية (Indra,A. and James,G., 2005).