تأليف
فيليكس جاكبسون
أنت تملك سيطرة مطلقة على شئ واحد هو أفكارك , وهذه أكثر الحقائق أهمية وإلهاما بين كل الحقائق المعروفة للإنسان ! وهي تعكس الطبيعة المقدسة للإنسان , وهي الوسيلة الوحيدة التي تمكنك من توجيه مصيرك والسيطرة عليه , وإذا أخفقت في السيطرة على ذهنك تأكد من أنك لن تسيطر على أي شئ آخر, وإذا كنت مهملا في ما يخص ممتلكاتك ليقتصر ذلك الإهمال على المادية منها فقط لأن عقلك هو ممتلكاتك الروحية , لذلك يجب عليك حماية عقلك وإستعماله بعناية وأنت تملك حقا مقدسا بذلك وأعطيت قوة الإرادة لهذا الغرض .
لسوء الحظ لا توجد حماية قانونية ضد أولئك الذين أما عن تصميم أو عن جهل يسمون عقول الآخرين بالإيحاءات والأقتراحات السلبية , وهذا النوع من الهدم يجب أن يعاقب بأقصى العقوبات القانونية لأنه يمكن وغالبا و ما يهدم فرص الآخرين في إكتساب الأشياء المادية التي يحميها القانون .
حاول أشخاص بعقولهم الفارغة إقناع المخترع توماس أديسون أنه لا يمكنه صناعة آلة تسجيل وتولد الصوت البشري لأنه حسب ما قالوا (لم يسبق لأي شخص أن فعل ذلك) لكن أديسون لم يصدقهم وعرف أن العقل البشري قادر على صنع أي شئ يتصوره ويؤمن به وتلك المعرفة هي التي رفعت أديسون إلى مستوى الشهرة العالمية .
وشكك الكثيرون , بسخرية وهزء , بمحاولة هنري فورد الأولى بوضع سيارة في شوارع المدن الأمريكية , قال البعض أن لا شئ عمليا يمكن أن ينتج من تلك المحاولة , وقال آخرون إن ما من أحد يمكن أن يجمع مالا وقابل سيارة , لكن فورد صمم إنه سيغمر العالم بسياراته وهذا مافعله حقا , وأقول لمنفعة كل أولئك الذين يرغبون في جمع ثروة أن الفرق الوحيد بين فورد وأكثرية الناس هو أنه كان يملك عقلا و كان مسيطرا على ذلك العقل , ويملك الآخرون عقولا لانهم لا يملكون السيطرة عليها .
وتكون السيطرة على العقل ذاتيا بالإنضباط والعادة , فإما أن تسيطر على عقلك أو يسيطر هو عليك ولا مجال للتسوية , وأكثر الوسائل التطبيقية للسيطرة على العقل ذاتيا هي إشغاله بهدف محدد يكون مسدودا بخطة محددة , ويمكنك دراسة سيرة أي رجل حقق نجاحا باهرا لترى أنه كان مسيطرا على عقله وأنه مارس تلك السيطرة ووجهها نحو تحقيق أهداف محددة , ومن دون تلك السيطرة لا يكون النجاح ممكنا .