السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد
*********************************
ما لاحظته في الآونة الاخيرة ان مناقشة اسباب تراجع العرب و المسلمين أصبح موضوعا يستهوي شبابنا كثيرا، يقومون بعدها بالوصول لاستنتاجات عن اسباب هذا “التخلف”، الذي لا أسميه تخلفا بقدر ما أسميه نكسة العرب، او كبوة الحصان ، بحيث يكون استنتاج كل منا على حسب افكاره الخاصة و مرجعياته الفكرية، فهناك من ينسب هذه النكسة الى البعد عن الدين، و هناك من يرجعها الى عدم الاهتمام بالعلم ، و هناك من يرى في الامر مؤامرة خبيثة ضدنا، و هناك من يعيد الامر الى التفرقة و الطائفية الخ…
المهم، كل هذه الاجوبة و الاستنتاجات التي وصلنا اليها منذ 20 سنة خلت، و لا يزال المفكرون الحاليون يعيدون صياغتها بطرق جديدة فقط لتجنب التكرار، في نظري لا تسمن و لا تغني من جوع، فالنكبة لا تزال قائمة، و الامة لا تزال جريحة، و الاطباء لا يزالون يناقشون المرض و طرق العلاج، بدل ان يتحركوا لإسعاف المريض.
ما ألاحظه اكثر هو تلك المقارنة الكلاسيكية، بين العرب و الغرب، التي لا تقوم سوى بتعميق جرحنا للاسف، ان نقول ان الاخلاق الحميدة مصدرها الغرب، و ان العلم مصدره الغرب ، و ان التكنولوجيا مصدرها الغرب، و ان الهواء الذي نستنشقه مصدره الغرب …
… لماذا لا يزال العرب يبحثون عن نموذج يقتدون به ، في حين انهم يمكنهم ان يكونوا نموذجا خاصا بهم يجعل الاخرين يدرسونه و يتبعونه، هناك مقولة منتشرة على الانترنت تقول:
“لا تقارن نفسك بغيرك، فأنت بهذا الامر تنتقص من نفسك ، بل قارن نفسك بنفسك و حاول ان تتفوق عليها كل مرة”
لماذا اذن وصلنا الى هذه الدرجة من الاحتقار و عدم الثقة في النفس، هل لأننا لا نملك فكرا إبداعيا يسمح لنا بإنشاء تجربتنا الخاصة، بدل ان نتبع تجربة الغرب ، او تجربة امريكا، او تجربة اليابان، او المانيا، او اندونيسيا، او سنغافورة….
كل واحد منهم بالمناسبة لديه تجربته الخاصة ، التي ابدعها انطلاقا من موارده الطبيعية و البشرية ، موازاة مع اديولوجياته الخاصة
فلنكن مبدعين اذن و ننتج افكارا جديدة، بدل ان نستهلك الافكار القديمة التي استعملها الاخرون
****************************************
**********************************
*************************
**********
هذا الكلام اخواني الكرام موجه هو لي و لكم و لجميع الشباب الذين فقدوا الامل في هذه الامة ، و اصبحوا يخجلون من ذكر عروبتهم او اسلامهم، الذين يرغبون في تطوير انفسهم و تطوير امتهم نحو الأفضل، بل بأفضل ما كانت عليه في عصورها الذهبية، فهم ليسوا أحسن منا الا بالعمل
فلنكن نحن تلك الشعلة التي ستضيء هذه الامة، انا و انت و كل واحد فينا، لو استغللنا الجهد الذي نبذله في التذمر و الحسرة، و سعينا بدله الى تطوير انفسنا و محيطنا القريب منا، ثم البعيد لاحقا، لوصلنا الى ما نطمح اليه حقا.
فشمعة واحدة، باستطاعتها ان تضيئ الف شمعة.