يمكن أن ننظر للحياة كحلقات متواصلة من القرارات, ويمكن أن تبدو بعض القرارات غير مهمة ولكنها في واقع الأمر مهمة للغاية.
وتتعدد أسباب ومؤثرات اتخاذ القرارات, كالعادة أو الصدفة أو بسبب تأثير الضغط, ولكن كل طرق صنع القرار الجيد أو حل مشكلة تتبع نفس الطريقة
:
1. فهم المشكلة والأهداف بوضوح, عندها تستطيع أن تفكر بمجموعة كبيرة من سُبل العمل البديلة.
2. إيجاد حلول عديدة ومتنوعة للمشكلة, لا يمكنك استخدام حل مخترع إلاّ إذا كان قد فُكِّر به من قبل.
3. جمع كل المعلومات المتوفرة والمناسبة عن المخرج المحتمل لكل سبيل من سبل العمل والنظر إذا لم يكن هناك أي طرق تعاون لتوحيد الحلول العديدة المرجو منها مع الحلول الفعّالة.
4. قيّم الحلول المتوفرة وقيم باختيار التي تجدها مناسبة.
أهداف عملية صنع القرار
1. جعل القرارات أكثر عقلانية وحكمة.
2. ملاحظتنا بأننا نملك الاختيار حول عدّة أشياء مهمة في حياتنا.
3. تجنب الطريقة التلقائية أوالاعتيادية في صنع القرار.
4. تجنب نوع من الأفكار الغير عقلانية, فرضيات مزيفة, مخاوف, احتياجات, وعواطف أخرى تُعطل من صنع القرار الجيد.
خطوات عملية صنع القرار
1. الخطوة الأولى:
قرر فيما إذا هناك أي مشكلة, وإذا كان هناك, أوصف وافهم المشكلة, وابحث عن بعض الحلول, اقبل التحدي لمعالجة المشكلة.
إن التحديد الجيد للمشكلة يعتبر خطوة مهمة في الوصول إلى قرار سليم, وبالتالي علينا طرح عدّة أسئلة حتى نتوصل إلى تحديد جيد للمشكلة مثل هل هناك مشكلة؟ هل هناك أي حلول لهذه المشكلة؟ هل لي أي وقت لفصل شيء يتعلق بالمشكلة؟ هل هي مشكلة سهل السيطرة عليها وقابلة للحل؟ وهل أنا أبالغ بالتفاؤل أو التشاؤم؟
الخطوة الثانية:
إذا كنت تعلم ما هي المشكلة, فقرر الآن ماذا تريد بالمستقبل. ماذا تُقيِّم؟ عيّن أهدافك الرئيسية وأولوياتك, وقم باختيار أهم هذه الأهداف والأولويات.
الخطوة الثالثة:
بعد أن تقرر أن تتعامل مع المشكلة وتحدد أهدافك, فمن المهم أن تفكر بأكبر قدر ممكن من الحلول أو سبل العمل, فالقرار الأخير لن يكون أفضل من الاحتمالات المدروسة, والصعوبة الشائعة في هذه المرحلة هي الفكرة المهزومة ” لا أستطيع إيجاد أي حلول جيدة “. وللتغلب على هذه الصعوبة, فإنه من المفضل تشكيل مجموعة عمل من الخبراء أو العاملين معك لإجراء “عصف ذهني” حول الحلول المقترحة لحل المشكلة. ستساهم مناقشات هذه المجموعة في توفير حلول مبتكرة, كما أنها ستمكن من الوصول إلى الحلول الجيدة من خلال توفير أكبر قدر من الحلول المحتملة.
ويجب أن تتبع بعض الشروط لإنجاح عمل مجموعة العصف الذهني, وهي:
– مرحلة الأولى من العصف الذهني:
لا تقيّم أي من الحلول المقترحة, مهما كانت سيئة أو جيدة واقعية أو غير واقعية…الخ. فقط قم بتجميع أكبر قدر ممكن من الحلول المقترحة للمشكلة المطروحة وقم بتسجيلها.
– في المرحلة الثانية من العصف الذهني:
تقوم المجموعة بدراسة كل الحلول المقترحة والتعرّف عليها وربط كل واحد منها بالمشكلة.
الخطوة الرابعة
كل صانع قرار يحتاج لأن يعلم القوى النفسية التي تمنعنا من اتخاذ القرارات الهامة, ومن أهم العوائق اللاإرادية هي:
1. أن تكون بدون اتصال مع المشاعر والقيم الضاغطة وستعمل مع تعطيل تفكير صافي. هذا سيؤدي إلى قبول الأشياء كما هي. عندما يُفضل الناس أو يستقيلوا من عملهم يقولون ” أن لا أهتم ” ولكن بدقة أكثر هم مشلولين مثل لا يشعرون, لا يحفزون وغير مرتبطة بأحد, مترددين وغامضين.
2. الشك بالنفس, القلق, الاكتئاب, الغضب المكبوت, الحاجة للأمل الذي يتصل بالقرارات ومن الممكن أيضاً أن تؤدي للانهزام.
3. الفكرة المبالغ بها عن الشخص ممكن أن تؤدي إلى قرارات سيئة حيث تؤخذ القرارات الغير حكيمة فقط لأنها تجعلنا نبدو مهمين أو ناجحين للحظة ما.
4. أن تكون متواكلاً لدرجة كبيرة.
5. تفكير توّاق في أشكال متعددة (الكمالية, تريد كل شيء, تريد حلول نشيطة, الأمل من أنه هناك شيء أحسن سيحدث) كل هذا يعمل على تضييع صنع القرار.
6. إذا أسأنا معاملة أنفسنا بعد صنعنا لقرار ضعيف, هذا سيعمل على تجنب صنع أي قرارات في المستقبل.
7. إذا كان هناك مخرجات معينة تقلقنا. فيمكننا عدم التفكير بجدية بهذه البدائل كبدائل جيدة.
8. تعمل بعض عواطفنا على الإسراع في اتخاذ قراراتنا.
إذا كانت مجموعة ستتخذ القرار فيجب أن تحذر من ” تفكير الجماعة “, هناك دليل على أن الجماعات يمكنها في بعض الأحيان حل المشاكل أفضل, ولكن في بعض الأحيان قد تصل المجموعات إلى قرارات غير عقلانية. فالمجموعات تتخذ قرارات جيدة إذا كانت أغلبية الأعضاء أكفّاء ويعملون بشكل جيد.
يجب أن يتم دعم وتنقية الأفكار الجديدة أولاً, ومثل كل باقي الحلول يجب تحديها بعقلانية. من المهم أن تطلب من كل فرد بين الحين والآخر أن يعبر عن رأيه في موضوع معين بطريقته الخاصة مثل كتابة تعليقاته وفي كل الأحوال, تعتبر طريقة صنع القرار في المجموعة بطيئة ولكنها بالعادة أفضل من صنع قرار لشخص واحد هذا إذا اتبعت المجموعة قواعد صنع القرار الجيد.
من الواضح أن الكثير من العوائق العاطفية التي تقف في وجه صنع القرار تكون نابعة من شخصية الإنسان نفسه ويصعب التعامل معها. مثل إنكار المشاعر والاكتئاب أو الاستقلالية. وفي بعض الحالات حيث أن هناك نقاط عتمة, عندها نحتاج إلى تأجيل القرار حتى يتم إبعاد هذه العوائق. وإذا كان القرار لا يحتمل التأجيل وكنت منتبهاً لعوائق نفسية خطيرة ممكن لها أن تؤثر على قراراتك فينبغي عليك أن تطلب مساعدة من شخص ما محترف.
يوجد هناك دائماً نقاشات عقلانية ومنطقية بجانب وضد كل اختيار. يجب أن تسعى للبحث عن الحقائق (المعلومات التقنية والخبرات الشخصية) من أي مصدر بما فيها الخبرات وآخرين لهم نفس المشاكل وأشخاص متبرعين. يجب أن تدرس العناصر والمصادر (الحدود والأضرار المستخدمة للتغلب على المشكلة والقوى المعاكسة).
لا يمكن أن يُبنى قرارك على الحقائق فقط. لا بد أن تدرس ردود أفعالك الشخصية والحدسية والغامضة الموجهة عن طريق مشاعرك. تأمّل كل اختيار وفكّر بالمخرجات المحتملة عن كل واحد منهم. اسأل نفسك: ما هو أفضل شيء يمكن حدوثه إذا طبقت هذه الاختيارات؟ ما هو أسوأ شيء يمكن حدوثه؟ هل هناك طريقة لإثبات البدائل الخاطئة والتغلب على المخاوف أعط نفسك الوقت لتخيّل كيف أن كل اختيار يمكن أن يكون مرضياً, أو مزعجاً.