قبل أشهر قليلة وخلال واحدة من زياراته الميدانية المتكررة لمحافظة الإسماعيلية أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي إشارة البدء لمرحلة التشغيل التجريبي لأنفاق قناة السويس التي أنشئت شمال مدينة الإسماعيلية لربط سيناء بالوادي في منطقة القطاع الأوسط من القناة، وخلال الزيارة نفسها افتتح الرئيس عدداً من المشروعات بينها جسور عدة وطريق وكورنيش جديد تم شقه وإنشاؤه حول بحيرة الصيادين ليكون الإضافة السياحية والترفيهية والتجارية الأولى التي
تعيشها مدينة الإسماعيلية العاصمة منذ أكثر من 4 عقود.
ربما تصور البعض يومها ـ في تاريخ الافتتاح ـ أن الأمر هو مجرد طريق يقع عليه متجر للسلع ليس أكثر، لكن الزائر للإسماعيلية الذي يقوده القدر للمرور بهذه المنطقة وأبنائها بكل تأكيد لابد وأن تسمع منهم آراء أخرى، فعملية إنشاء الطريق والكورنيش الجديدين لم تكن في خيال أحد حتى من أبناء الإسماعيلية أنفسهم الذين طالما كانوا يتحدثون بحسرة على هذه المنطقة المحيطة ببحيرة الصيادين وإلى حد أنهم سموها ببركة الصيادين لما آل إليه حالها من انتشار للبوص والمخلفات وما يجذبانه من هوام وقوارض وزواحف.. حتى إن مجرد التفكير في المرور بالشط الغربي المهجور من البحيرة كان درباً من المستحيل.
التصور الذي وضعته ونفذته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة حول منطقة الأحراش غربي البحيرة إلى طريق حديث ممهد محدود شرقاً بكورنيش رائع للنزهة على البحيرة التي جرى تطهيرها حتى صارت تسر الناظرين وغرباً بمنشآت المحال التجارية الكبرى وهو ما خلق تجمعاً تجارياً وسياحياً جديداً وبدل حال المناطق السكنية فيما وراء غرب البحيرة.
ويتصل الطريق الجديد دائرياً بطريق البلاجات حيث النوادي الشاطئية الخاصة بالاصطياف الممتدة على ساحل بحيرة التمساح المحروم أهل الإسماعيلية من ارتياده بسبب الأسوار المحيطة بمناطق الجندول والنورس السكنية التي وصفت زوراً عند إنشائها بالقرى السياحية وصادرت ساحل البحيرة من دون وجه حق ولذلك مقام آخر.
أما طريق البلاجات نفسه فقد جرى تطويره وأنشئ عليه مباشرة سوق الأسماك المتطور الذي يراعى الاشتراطات البيئية ومن المنتظر انتقال محال السوق القديم إليه خلال الأشهر المقبلة.. ويتاخمه الكورنيش الشرقي القديم على بحيرة الصيادين والذي تم إخلاؤه من الإشغالات والتعديات التي استولت عليه خلال فترة الانفلات التي أعقبت الثورة، وهى العملية التي أشرف عليها محافظ الإسماعيلية اللواء حمدي عثمان بعد أيام من توليه منصبه.
وعن المشروع يقول طارق عيد المحامى وعضو جمعية الإسماعيلية لتنمية البيئة إنه مثل نقلة حقيقية فللمرة الأولى نجد قراراً جريئاً وتمويلاً مفتوحاً لإنشاء شيء جديد كلياً من العدم، والأهم أننا نتحدث عن مشروع يخدم عموم أبناء المحافظة وزوارها مباشرة، وهو مشروع تنموي خدمي لا يرتبط بحسابات الاستثمار والعوائد، فعائده الأهم هو على البيئة والمواطنين، وهذا توجه يستحق عنه صاحب القرار كل الشكر والتقدير.
أما الكباري والجسور فأغلبها حيوي ولكن لنا مآخذ على ما أنشئ منها على القسم الأخير من ترعة الإسماعيلية بقلب المدينة وفق تخطيط أصم لم يراع طبيعة المدينة وتاريخها أعده جهاز تعمير سيناء ولم يشارك فيه أحد من الإسماعيلية على المستويين الرسمي والشعبي، ذلك ـ أن إنشاءها تطلب اقتطاع مساحات كبرى من حدائق الملاحة التاريخية وهى سبب شهرة الإسماعيلية كمدينة حدائقية إضافة إلى ذلك قامت هيئة قناة السويس بعد إنشائها بإحاطة الملاحة كلها بأسوار واقتطاع جانب كبير منها ضمته إلى زمام مقرها رغم وقوعه خارج حدود مبنى الإرشاد ( مقر الهيئة ) بنحو 250 متراً، وما اقتطع لإنشاء الكباري ورغم معارضتنا له كمهتمين بالبيئة والتاريخ تم ولا سبيل لتعويضه أما ما ضمته الهيئة فعليها إعادته وفتحه أمام المتنزهين.