كثيرا ما نصطدم بأشياء صعبة أو معقدة أو غامضة ، فإذا ما مر غيرنا من الناس ، ورأوا فيها نفس الرؤية ، تشكلت عندهم قناعة مفادها أن هذا الأمر ضرب من المستحيل ، وبذلك نغلق الباب في وجه أي محاولة قادمة ، فلا يجرؤ أحد على التجربة
، فهلا فتحنا الباب للمجرّبين أو لنقل للمغامرين دون أن نضع أمامهم الحواجز والسدود ، وهلا طرحنا تجارب غيرنا جانبا وحاولنا خوض تجربتهم لعل عندنا من القدرة ما يؤهلنا للنجاح فيما اخفق فيه غيرنا ، ولنا في القصص الآتية عظة وعبرة ، ولنا في أبطالها حافزا وقدوة ، والآن أترككم مع هذه القصص :
(1)
في إحدى جامعات (كولومبيا) حضر أحد الطلاب محاضرة مادة الرياضيات وجلس في آخر القاعة ونام بهدوء.. وفي نهاية المحاضرة، استيقظ على أصوات الطلاب، ونظر إلى السبورة ، فوجد أنّ الأستاذ قد كتب عليها مسألتين ، فنقلهما بسرعة وخرج من القاعة وعندما رجع إلى البيت ، بدأ يفكر في حلِّ هاتين المسألتين.
وجد في المسألتين صعوبة بالغة ، فنقم على أستاذه الذي أعطاهم ذلك الواجب ..
ذهب إلى مكتبة الجامعة ، وأخذ يبحث في كثير من المراجع علّه يستطيع حلهما، وبعد أربعة أيام استطاع أن يحلَّ المسألةَ الأولى !!.
في محاضرة الرياضيات اللاحقة ، استغرب من أن الأستاذ لم يطلب منهم الواجب، فذهب إليه وقال له: يا أستاذ لقد استغرقتُ في حلّ المسألة الأولى أربعة أيام وحللتها في أربعة أوراق ، فهلا أخذت مني الحل.
تعجّب الأستاذ وقال للطالب: ولكني لم أعطِكم أيّ واجب!! والمسألتان اللتان كتبتهما على السبورة هي أمثلة كتبتها لكم عن المسائل التي عجز العلمُ عن حلـّها!!”
إنّ هذه (القناعة السلبية) جعلت الكثير من العلماء لا يفكرون حتى في محاولة حلِّ هذه المسألة ، ولو كان هذا الطالب مستيقظاً، وسمع شرح الدكتور لما فكّر في حلّ المسألة ومازالت هذه المسألة بورقاتها الأربعة معروضة في تلك الجامعة