عليـــــــم الله بأســــــــــرار الخفـــايــــــــــــــا
ومــــــــــا تخفيـــــــــه أقـــــــدار البــــرايــــــــا
فلا تحزن إذا ما جاء سهم الليالي
فــالـــــــمـــــــقـــاديــــــــر هـــــــــــدايـــــــــــــــــــا
لا تَحْــــزَنْ !
فإن المرض يزول ، و المصاب يحول ، والذنب يُغفر ، والدَّيْن يُقضى ،
و المحبوس يُفك ، والغائب يَقدم ، و العاصي يتوب ، و الفقير يَغتني
إذا فشدائدك إلى رخاء و عيشك إلى هناء و مستقبلك إلى نعماء.
لا تَحْــــزَنْ !
إن مع العسر يسراً
و بعد العسر يا إنسان يسرا
فــــــلا ترميـــك باليأس البلايــا
و كم حولك من فضل جزيل
إذا أحصيــت لـــم تبلغ نِهايــــا
ولا تحـــزن علــى مــــاض تولــــى
دوام الهـــم في الماضي غِوايـــا
و إن الحـــــزن للقــــادمِ جهــــــل
فما يدريك عن سر الخفايــــــــا
لا تَحْــــزَنْ !
فخذ ما آتيتك و كن من الشاكرين تعيش هذا اليوم
بلا حزن و لا انزعاج و لا سخط و لا حقد و لا حسد
إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة تجعلها أيضا على مكتبك
تقول العبارة ” يومك يومك “
إذا أكلت خبزاً حاراً شهياً هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء
و ما عمرك إلا اليوم فاعمـل
لهذا اليوم في صدق النوايا
و لا تحزن إذا عاباك قـــــــــوم
إذا ما كنت محمود السجايا
و لا ترجو على المعروف شكرا
فللنكــــــران في النــاس حكايـــــــا
و يكفي أن للإحســـان فيـــــــض
من الإسعاد يسري في الحنايا
و لا تفتح على الذهن فراغا
فقد ترميك بالـــوهم الرزايــــــا
فراغ المرء لص و انتحــــار
و تعذيب بطــيء و نهايــــــــا
و سلِّم لقضـــــــاء الله راضٍ
فليس الهم حل أو وقايـــــا
و قل يا رب عوِّضني بخير
فمن غيرك يا رب رجايــــــــا
لا تَحْــــزَنْ !
إذا داهمتك داهية فانظـر في الجانب المشرق منها
إذا ناولك أحدهم كوب ليمون فاضف إليه حفنة من سكر
إذا اهدى لك أحدهم ثعباناً فخذ جلده الثمين و اترك باقيه
إذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واقي و مناعة حصينة ضد السم الحيات
تكّيف في ظرفك القاسي لتُخرج لنا منه زهـــراً .
و حوِّل حامض الليمون حلواً
تــــرى بعض المصيبات عطايا
إذا أزهــــر بالإيمــــــــان قلــــــــــب
فمـــا للحـــــزن في القلب بقايــا
من أقوال عائض القرني