"حي على النجاح" بدلاً من "حي على الفشل"
في البداية، مشكلة الفاشل هي أنه لا يريد النجاح لنفسه، إنما يريد لها الفشل ليبكي على اللبن المسكوب، وبالتالي أيًّا كان عذر أو إرادة الفشل لديك لن ينجح أحد في أن يرفعه عنك إن لم ترفعه عن نفسك، وأن تسأل نفسك لماذا تفشل، نعم سؤال أساسي في بداية التخلص من هذا المرض، هل السبب:
نقص في القدرات الذهنية، إن كان فلك العذر.
ليس لديك أهداف في حياتك فالأمور كلها تستوي.
ليس لديك طموح يدفعك للأمام ويعطيك الحماس والدافع.
ليس لديك انضباط وجدية.
ليس لديك طبع التسويف والتأجيل.
ليس لديك مثابرة على استكمال المشروعات والموضوعات.
أنك تطمع في الحصول على شيء مقابل لا شيء.
أنك صاحب حذر زائد.
أنك تخطئ في اختيار من يعاونك في العمل أو شركائك.
أنك لا تركز جهودك في الاتجاه الصحيح.
أنك مبذر جدًّا أو مقتّر على الدوام.
لا تملك رأس مال كافٍ واحتياطي للمشروع الذي تبدأ به.
…………………..
الآن، عرفت السبب، استفد منه حتى تتجنبه في المرات القادمة، ولا تفكر فيه بل فكر في أنك ستنجح المرة القادمة إن شاء الله.
* إن كان الفشل بسبب مرض فابحث عن الطبيب، وإن كان لأسباب أخرى مثل التسويف والطمع والتبذير والتقتير، فعالج نفسك بالنقاء والإخلاص وأداء الأعمال في أوقاتها والقناعة والجدية والانضباط وابدأ فورًا.
حـــدد:
ما هي أهدافك في العمل الجديد أو المشروع الجديد؟
ما هو الوقت والجهد والمال الذي تحتاجه لهذا العمل؟
هل توازي هذه التكلفة تلك الأهداف؟
هل هناك طريقة أفضل يمكنك بها تحقيق نفس الأهداف؟
إجاباتك عن الأسئلة السابقة – بصراحة ومنطقية – ستوفر عليك الكثير من أسباب الفشل ونتائجه.
وتأمَّل موقف النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لعمه أبي طالب: «والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته».
ثم تأمل قصة الطفلة «أليس» التي كانت تسير يومًا فالتقت بأرنب وسألته بعد أن وقفت في ملتقى طرق: أي الطرق أسلك؟ فسألها الأرنب: أين تريدين الذهاب؟ أجابت: لا أعرف.
فقال لها الأرنب: إذن، لا يهم أي الطرق تسلكين.
فمن لا هدف له لا يهمه إلى أين يتجه أو يذهب، وإن ذهب في الاتجاه الصحيح مرة فسيسلك الاتجاه الخاطئ مرات ومرات.
* كن مرنًا كالماء، نعم المرونة مهمة جدًّا في مواجهة الفشل، تطلع إلى الماء وكيف تكون قدرته على تخطي أي سد مهما كان تبدأ بنزوله من الجبل أو المرتفع أيًّا كان إلى الأسفل وبقوة، ولا يعيقه أي تعرجات أو صخور، فإذا ما اعترضه سد عالٍ عليه أن يكمل سيره من حوله حتى يتخطاه أو يتخلص منه، يسير في طريقه بدون يأس أو تبرم حتى يكون كالشلال القاهر بإصراره وحماسه وقوته.
* عند وجود مشكلة تتسبب في فشلك قم بـ:
تبسيط المشكلة وتجزئتها إلى عناصرها الأساسية، وعالج كل عنصر على حدة.
الهجوم على المشكلة بدل من الهروب منها.
التكيف معها وإن لم يكن لها حل.
التحكم في أعصابك حتى تجتاز الموقف، فالتوتر يمنع العقل من التفكير السليم.
وضع الموانع ضد المشكلات بعد حلها.
* إذا ما حاولت وأخطأت فليس مشكلة في أن تخطئ، ولكن المشكلة أن يسيطر هذا الخطأ عليك، فإن لم تكن قد أخذت حذرك مسبقًا خذ حذرك الآن، يقول عز وجل ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ)) [النساء: 71] أي احترزوا من عدوكم وتيقظوا له.
واحسب حساب العواقب، وقرر ألا تخطئ وانظر بعيدًا: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) [الحشر: 18].
لا نجاح بلا فشل
لا نهار بدون ليل، ولا ورد بدون شوك، ولا ربيع بدون خريف، إذن لا نجاح بدون فشل، ولكل إنسان مواقف نجاح في حياته، فركز عليها، وظلام الفشل سيسطع عنه نهار النجاح.
تدبر سير الناجحين والعظماء وما مر بهم من مرات فشل، فهذا أديسون مخترع المصباح الكهربائي وغيره من المخترعات التي تخطت الألف اختراع، فشل آلاف المرات عندما كان يجري تجاربه على المصباح الكهربائي، وهذا الرئيس الأمريكي لينكولن فشل فشلاً ذريعًا في حياته حتى وهو يحاول في نيل كرسي في الكونجرس، سنين طويلة يفشل، منذ كان في الثانية والثلاثين من عمره، حتى أصبح في الستين رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وفي النهاية نجح.
تعلم أنه ليس ما تأكله يجعلك بصحة جيدة بل ما تهضمه، وأن ليس ما تتعلمه يجعلك حكيمًا بل ما تتذكره.
فاهضم الفشل ليستفيد جسدك من النجاح، وتذكر الخطأ ليدفعك إلى الأمام، وليكن في صدرك القبول وبصدر رحب لكل ما ستتيحه لك الحياة من دروس لا حصر لها، واعلم أن كلمة "أزمة" في الصينية مركبة من حروف كلمتي «خطر، فرصة» فإن كنت في أزمة فأمامك خطر وفرصة.
كف عن ترديد كلمة «فشل»، «فاشل» فهي كلمة مشحونة بالمعاني التي توحي بالطرق المسدودة، كما أن اللغة التي تستخدمها في وصف نفسك قد تتحول إلى حقيقة فعلية، فتجد نفسك وأنت غير فاشل فاشلاً بالإيحاء فتفشل بالفعل.
* ابحث في كل موقف- حتى وإن بدا لك سيئًا- عن فرصة للنجاح، ولعل في القصة التالية عبرة لك: «أرسل مدير التسويق لأحد مصانع الأحذية الكبرى اثنين من موظفي التسويق الجدد إلى إحدى البلدان الإفريقية الصغيرة الفقيرة، وأوصى كلاً منهما أن يكتب تقريرًا يبين فيه مقدار الفجوة التسويقية في الأحذية في هذه الدولة ومدى احتياجها للمنتج، وبعد عودتهما من الرحلة التسويقية تقدما بتقريرهما، وكانت المفاجأة أن نتائج التقريرين متناقضة تمامًا، فالأول يرى أن الفجوة التسويقية نسبتها 100% والثاني يراها صفرًا % على العكس تمامًا، وفي الواقع أن سكان هذه الدولة لا يستخدمون الأحذية، فالشخص الفاشل العادي يرى عدم دخول هذا السوق الذي لا يعرف الأحذية، أما الأول الشخص الناجح فقد أوصى في تقريره بأن نعلم الناس ارتداء الأحذية، وبالتالي يكون السوق مفتوحًا.
كان من السهل على الأول أن يفترض نفس فرضية الثاني: لا فرص للنجاح، ولكن على العكس بدَّل الفشل نجاحًا، وحوله 180 درجة إلى فرصة قد لا تعوض.
لذا أعلم أن الفارق بين الناجح والفاشل هو:
الناجح يفكر في الحل، والفاشل يفكر في المشكلة.
الناجح لا تنضب أفكاره، والفاشل لا تنضب أعذاره.
الناجح يرى حلاً في كل مشكلة، والفاشل يرى المشكلة في كل حل.
الناجح ينظر للمستقبل ويتطلع للممكن، والفاشل ينظر للماضي ويتطلع إلى المستحيل.
لناجح لديه خطة وبرنامج، والفاشل لديه تبريرات وأعذار.
الناجح يقول: إذا كان الأفضل ممكنًا فالجيد ليس كافيًا، والفاشل يقول: إذا كان الأمر مقبولاً فالأسوأ منه كافٍ.
الناجح يقول: حتى تتطور يجب أن تجرب أشياء غير معتادة، والفاشل يقول: في الحظ كفاية.
الناجح يقول: الفشل هو الفرصة الجديدة لأبدأ مرة ثانية بذكاء، والفاشل يقول: نجحت ذات مرة ولن أعاود.
الناجح يقول: إما أن تغير الصعوبات التي تواجهها أو تغير ردة فعلك تجاهها، والفاشل يقول: على الحياة أن تغير هي اتجاهها.
الناجح يقول: أنا أسعى إلى الفرصة فإن لم أجدها أصنعها، والفاشل يقول: أنا أنتظر الفرصة حتى تأتي تحت قدمي.
الناجح يقول: إذا كانت حياتي خالية من الفشل فهذا يعني أنني لم أخاطر كفاية، والفاشل يقول: لا داعي للمخاطرة حتى لا أتعرض للفشل.
وأنت هل من الناجحين أم من الذين يبررون الفشل لهم ويستندون إلى حائط الإحباط؟