ربما كانت سمة المثابرة من أجل تطوير الذات الهاجس الأهم لدى الإنسان الذي يتطلع إلى النجاح المستمر. الذات ليست ثابتة وإنما متغيرة، والتغير هو الذي يصنع النجاح بينما الرتابة لا تصنع إلا التصلب. وتطوير الذات
ليس مقصوراً على تعلم اللغات بل التطوير أشمل وأعم ذلك أن الإنسان يحتاج إلى تعلم عادات جديدة وسلوكيات جديدة وثقافات جديدة بالإضافة إلى التعلم من قصص النجاح الكبرى التي حظي بها العباقرة والملهِمون في أنحاء العالم. مثلاً في كلمة ستيف جوبز الشهيرة عشرات الكلمات التي توضح أن النجاح لا يمكن أن يأتي بالواسطة أو الصدفة او الحظ لكنه يأتي بالمثابرة.
يقول “ايفرت داير كسين”:”الحياة ليست ثابتة، وأولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم هم سكان المقابر والمجانين والموتى” بينما يقول “هنري فود”:” إن التفكير أصعب الأعمال وهذا هو السبب في أن القليلين هم الذين يختارونه كعمل” ويقول “لا وتسو تاوتيه كين”:”إن الشخص الذي يبالغ في التمسك بآرائه لا يجد من يتفق معه”. بينما ” رالف والد وايمدسون يعتبر أن:” التفكير هو أصل كل فعل”.
التفكير والتغير والعمل على التغيير في الآراء وعدم التمسك بها أساس التطوير الذاتي، الذين لا يتغيرون هم الموتى فقط أو المجانين أو الحمقى، من لا يتغير لا يمكنه أن يكون حيّاً على هذه الأرض، كل تغيير إيجابي هو تطور ذاتي وكل جمود ذاتي هو خسارة للنجاح الذي يتطلع إليه الإنسان. لو أن أينشتاين أو نيوتن أو أي عبقري من العباقرة بقيت آراؤهم ضمن الإجابات السائدة في عصرهم وتجنبوا الأسئلة الذكية أو الاستفهامات النوعية لما استفدنا منهم ولعاشوا وماتوا من دون أن تستفيد منهم البشرية شيئاً. ولو أن العباقرة لم يفكروا ولم يجددوا بأساليب تفكيرهم لما أضافوا للبشرية شيئاً. كان أينشتاين يقول:”أصدقائي أرادوا أن يكبروا باكراً فهجروا أسئلتهم سرّي أني أبقيت على أسئلة طفولتي”!
هذه هي القصة أن تكون الأسئلة الخلاقة والتغييرات الإيجابية في الإجابات والتغيير الذهني للقناعات أساس كل تطور ذاتي.
بآخر السطر فإن تطوير الذات ليس محصوراً بجانبٍ واحد، بل هو أشمل من تعلم اللغات أو دخول الدورات على أهميتها لكن التطوير الأهم هو تغيير التفكير.