تذكرة سفر الى اعماق النفس

تذكرة سفر إلى أعماق النفس

    
        
        
    
من منا لم يزره شبح الإحباط يوما، ذلك الضيف الثقيل الذي ينشط على حساب نفوسنا

عندما تفتقد الأنس والعون والمساعدة ، يدعي انه خير مؤنس وحين تفتقد العطف ، والحب والحنان يدعي انه خير الأحباب ، وعندما ترى نفسك وحيدا في هذا الوجود وتجد انك تعيش في اجواء موحشة و مخيفة تهدد حياتك يدعي انه المنقد….
لكن هل تساءلنا مع انفسنا أمن المفروض الا نتعلم من جراحنا ؟؟
والا نلغي من ذاكرتنا كل ما ومن تسبب لنا في كــــل هذا الالــــم ؟؟

هل مقدر علينا ان نكون دوما ضحايا لخداع الإحباط واليأس والتشاؤم ..

متى نتخلص من أفـــــــــــراد هذه العائلة البئيسة ؟

عندما تغلق عليك أبواب الهروب ولا تجد منفدا للخلاص او الأمــــــل

حينها يجب ان تلجأ إلى ذاتك وتسافــــر في أعماقها فهناك فقط ستجد الظل الضليل

الـــــــذي يؤنس وحدتك ………

وستجد ذلك الاحتياطي من الأمل و هناك فقط ستجد تلك المركبات التي تمكنك

من إعادة صياغة أطوارك وتفاصيلك …..

بكل بساطة ستجد محيطا أدفـــــأ من ذلك الذي حولك ستجد صديقا حميما يفهمك ويستمع اليك

ستجد ذلك الفكر المتسع والعقل الكبير ، وربما قـــــد تتفاجئ ان لك فكرا أوسع

مما كنت تتصور وشخصا اقوى منك ، وعقلا أشجع منك …..

ببساطة في ذاتك كل ما تحتاجـــــــــه ………………………

لكن لا تعتقد ان ذلك سوف يتحقق من أول زيارة لك حتى لا تعود أدراجك خائبا !!!!!

ذاتك تحتاج إلى أكثر من زيارة ، وإلى اكثر من رحلة والى أكثر من سفر

ولا تعتقد لوهلة أنها مجرد مغامرة مجنونة …

لان ذلك الكنز الثمين يحتاج إلى معاودة المحاولة وتكرارها

لانك ربما تتفاجئ بمعـــــدن أصيل …

مستعينا بالكثير من الصبر ، وخليط بين الذكاء والحنكة ، وحسن التقدير

و تنفض ذلك الغبار العالق منذ سنين ليبرز ذلك اللمعان الدفين ..

وخير المعاول التي يمكننك استخدامها هي الحوار ثم الحوار مع ذاتك …

لا تكن متسلطا عليها ، واستمع لها وناقشها ولا بأس من أن تجادلها بالمنطق والحجج

وإيــــــاك أن تنتقص منها فقد تكون أعلم منك وأدرى بك منك …

فالحمقى وحدهم من يجزمون أن جميع الطرق تؤدي إلى روما ولا طريق يؤدي اليهم..

لهذا يجب أن تبحث دائما عــــــــن معبر يؤدي إليك ….

مستظلين بنور من الله وقبس من تلك العقول التي وهبنا إياها عـــــز وجل