في بعض الأحيان يشك المرء في نفسه وفي قدراته، وفيما يقوم به من عمل وفي الكيفية التي ينبغي أن ينتهجها لعلاج مشكلة معينة، لكن عندما يكون هذا الشعور بعدم الثقة مسيطرا علي الشخص، فإنه يصبح عائقا حقيقيا.
انعدام الثقة:
لا يجب الخلط بين الحياء والتحفظ، وبالمثل لا يجب الخلط بين الخوف وانعدام الثقة، فمن الطبيعي تماما أن نشعر بالتوتر قبل انتهاء مهلة هامة محددة، ومع ذلك عندما يصبح ذلك الشعور طاغيا فإنه يكشف عن حالة من الفشل تكون أكثر عمقا.
وغالبا ما يؤدي انعدام الثقة إلى الخوف من التحدث في الأماكن العامة على سبيل المثال، واعتمادا على المستمعين فهذا الخوف يختلف تبعا لما يلي:
فهو يحدث لا سيما في العمل، أو في المدرسة حيث من الممكن أن نجد صعوبة في بعض الأحيان، ولكن أيضا مع العائلة والأصدقاء أو الأقارب، وهناك أيضا الشعور بأن الشخص لا يؤخذ على محمل الجد وأن المحيطين به لا يصغون إليه أو أنه ليس موضع تقدير.
العواقب الممكن حدوثها:
بمرور الوقت، يمكن أن يجد المرء نفسه يدور في حلقة مفرغة، اقتناعا منه بأنه لن يتمكن من بلوغ ما يريد، فهو لا يجرؤ علي الكلام خوفا من السخرية أو أن يساء فهمه حيال هذا الموقف المنطوي.
فإن المحيطين بالشخص يعتادون شيئا فشيئا على ألا يسألونه رأيه فتكون النتيجة: أن المرء سوف يشعر ببخس قدره لأنه بالتأكيد إذا لم يكن رأيه مطلوبا فسوف يشعر بالاضمحلال، ومن ثم فهو يشعر بالخجل وينغلق علي ذاته.
وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي انعدام الثقة في النفس إلى خلق أزمة في الهوية ويصبح التعامل اليومي من الأمور الصعبة، وعندما يتفاقم ذلك الوضع فإنه ليس من غير المألوف ألا يتحمل الشخص المسؤولية خوفا من الفشل، وبسبب عدم الرغبة في أن يكون في الصدارة، قد يرفض الترقي المهني خوفا من عدم الجدارة.
لماذا هذا الشعور بانعدام الأمن؟
كما يحدث كثيرا من منظور علم النفس، هذا الاضطراب عادة ما ترجع أصوله إلي مرحلة الطفولة، وهناك عدة عوامل بالطبع تتسبب في ذلك الشعور، ولكن هناك نمط عام.
فعلى سبيل المثال الآباء الذين يطالبون الطفل بأعباء كثيرة قد ينتج عنها شعوره بالقلق والخوف من عدم القدرة على إرضائهم مما قد يؤدي إلي أن يضعف الطفل ويشعربانخفاض قيمته وبالعكس، إذا كان الوالدان مفرطان في الحماية قد يشعر الطفل بأنه غير قادر على مواجهة مصاعب الحياة كبالغ.
استعادة الثقة في النفس:
اتخاذ القرار بتغيير المسار هو الخطوة الأولى نحو حياة جديدة، ولكن حسب الحالات يصبح الطريق أطول أو أقصر، أكثر أو أقل صعوبة، كما يجب علي الشخص تغيير سلوكه، وخاصة في التغلب على مخاوفه وغالبا ما يتطلب ذلك العمل على الذات.
لكن هذا الأمر لا يمكن أن يحققه بمفرده عندما يكون الشعور بعدم الثقة ليس واضحا جدا، فمن الممكن “السيطرة” بمفرده بعد تحديد مشاكله، ويمكنه أن يبدأ من خلال تحديد أهداف صغيرة يومية ليحققها، بيد أنه يجب أن يكون واقعيا، وعليه العثور على القوة ليتجاوز العوائق.
يمكن أيضا إضافة بعض الأنشطة الجديدة التي تتطلب التعرض مثل المسرح، الخطابة أوالرياضة ومع ذلك، إذا كان الشعور بانعدام الأمن مرتفعا جدا، يمكن للعلاج أن يكون مفيدا، لكنه يستغرق عملا طويل الأمد، ولكنه يساعد على فهم أسباب القصور، وب توجد المقدرة في التغلب عليها، والعلاج السلوكي والمعرفي يسفر عموما عن نتائج جيدة.
نصائح هامة لاستعادة الثقة:
– إذا كنت تفتقد حقا للثقة، لا تنتظر التصرف حتى تصبح الحالة حرجة.
– إذا اخترت الحصول على المساعدة، لا تتردد في ممارسة التدريبات المقررة من قبل الطبيب المعالج، حيث يمكنه أن يطلب منك الوقوف أمام المرآة على سبيل المثال، إذا كانت لديك مشكلة في التحدث في الأماكن العامة، قم بذلك حتى لو كنت تشعر بأنك سخيف في البداية.
لا تتردد في أن تسأل من حولك، فربما لا تكون أسرتك على علم بأنك تعاني من تلك الأزمة، ويجب أن تبين لهم أنك تمسك بزمام الأمور، وهذا يمكن أن يساعد أيضا في تجاوز الأزمة.