مجالات الاستفادة من التكاليف المعيارية :
تتعدد المجالات والجوانب التي يمكن أن تساعد فيها نظم التكاليف المعيارية الإدارة للقيام بواجباتها وتحقيق أهداف المنشأة وأهم هذه المجالات :
1/2/6: إعداد الموازنات التخطيطية
الموازنة التخطيطية هي ترجمة عينية ومالية ونقدية لأهداف المنشأة العامة والتفصيلية عن فترة مستقبلية.
ويقدم نظام التكاليف المعيارية العديد من البيانات العينية والمالية لنظام الموازنات التخطيطية ليتم إعدادها على أسس علمية وواقعية ولتحقق الهدف منها.
ومن أهم هذه البيانات :
ـ تقدير كمية مخزون الإنتاج التام أول و أخر كل شهر من شهور الموازنة وذلك بناء على البيانات الفعلية عن الفترات المناظرة وتعديها حسب التوقعات.
ـ تقدير المعدل المعياري للكمية المستخدمة من كل مادة خام لكل وحدة من كل منتج.
ـ تقدير كمية مخزون المواد الخام أول وأخر كل شهر من شهور الموازنة بنفس طريقة مخزون الإنتاج التام.
ـ تقدير المعدل المعياري لتكلفة الوحدة من كل مادة خام والتي يتم على أساسها إدخال المواد الخام للمخازن والصرف على أساسها.
ـ تقدير المعدل المعياري لساعات العمل المباشر لكل وحدة منتجة والمعدل المعياري لأجر الساعة لكل نوعية عمالة.
ـ تقدير المعدلات المعيارية لكل عنصر تكلفة غير مباشر صناعي أو تسويقي.
2/2/6: الرقابة وتخفيض التكاليف
عند إعداد المعايير تبدأ أولى مراحل الرقابة على التكاليف بإعداد المعيار الواقعي الذي تتم متابعة ورقابة التكلفة الفعلية على أساسه.
يعتمد المعيار الواقعي في إعداده على دراسة التكلفة الفعلية وتنقيتها من عوامل الإسراف مع إبقاء المسموحات الحتمية فقط.
ويكون ناتج هذه الدراسة هو الأساس في إعداد المعيار الواقعي على أن يتم الأخذ في الاعتبار التوقعات المستقبلية وتعديل المعيار بها ليكون ملائماً كأساس للتنفيذ من ناحية وكأساس للرقابة من ناحية أخرى.
ويؤدي إعداد المعيار بهذه الطريقة إلى تخفيض التكلفة الفعلية في مرحلة إعداد المعيار بتنقية التكلفة الفعلية من عوامل الإسراف.
وبنفس الطريقة من فترة لأخرى يتم باستمرار الضغط على التكلفة الفعلية من خلال المعايير الواقعية التي تتخلص من عوامل الإسراف وتأخذ في اعتبارها الوفورات مما يحقق تخفيض مستمر للتكاليف من خلال المعايير الواقعية في مرحلة إعدادها. وبعد إعداد المعايير الواقعية ومع التنفيذ الفعلي تبدأ وظيفة أخرى للمعايير .
حيث يتم التنفيذ الفعلي وفقاً لتلك المعايير فيتم تتبع التكلفة الفعلية والتنفيذ الفعلي بناء على تلك المعايير واكتشاف أي انحرافات بينهما وتحسين الأداء أولاً بأول بمحاولة منع انحرافات الإسراف وتشجيع انحرافات الوفر مما يجعل نظام التكاليف المعيارية نظاماً فعالاً في مجال تخفيض التكلفة أثناء التنفيذ الفعلي وذلك من خلال اكتشاف الانحرافات وتحليلها وتقديم نتائج التحليل للإدارة لاتخاذ قرارات لتحسين الأداء.
إذن يمكن القول بأن نظام التكاليف المعيارية بما يتضمنه من معايير تعتبر مرشداً وأساساً للتنفيذ كما تعتبر أساساً لتتبع التنفيذ الفعلي للتحقق من أن الفعاليات تسير بمحاذة المعايير كما تعتبر من ناحية أخرى عاملاً فعالاً في مجال تخفيض التكلفة سواء في مرحلة إعدادها أو أثناء التنفيذ الفعلي مما يجعل للتكاليف المعيارية بصفة عامة دوراً فعالاً في مجال رقابة وتخفيض التكاليف.
6/2/3: ترشيد القرارات الإدارية:
لوظيفة الأساسية للإدارة هي اتخاذ القرارات سواء في مجال التخطيط أو في مجال الرقابة أو في مجال التنسيق والتوجيه والتنفيذ وغير ذلك من المهام الإدارية. والمعروف أن القرارات تسري على فترة مستقبلة وبالتالي فهي تتطلب بيانات محددة مقدماً.
ومن أهم تلك البيانات التي يتطلبها ترشيد تلك القرارات، البيانات عن التكاليف المعيارية التي تعتبر المتغير الفعال في معظم القرارات الإدارية وبالتالي على قدر دقة تلك المعايير تكون دقة ترشيد القرارات الإدارية.
وبالتالي في وجود نظام للتكاليف المعيارية تجد الإدارة حصيلة وافرة من البيانات التفصيلية عن التكاليف المعيارية يعتمد عليها محاسب التكاليف والمحاسب الإداري في ترشيد قرارات الإدارة بشكل أكثر فاعلية.
إن الدور الذي تقوم به نظم التكاليف المعيارية في المجالات السابقة المشار إليها يجعل الاهتمام بدراسة التكاليف المعيارية مطلباً ملحاً بصفة عامة ويجعل في كل المنشآت الاقتصادية بصفة خاصة – بجوار نظم التكاليف الفعلية أساساً علمياً وموضوعياً وفعالاً لتحسين الأداء.
وعموماً فإن تطبيق تلك النظم من حيث الشكل (يدوي أو آلي) والمضمون (درجة التعقيد والبساطة في بياناتها وإجراءاتها) إنما يتوقف على مدى جداوها بحيث يكون العائد من تطبيق النظام ممثلاً في قيمة المعلومات التي يقدمها أكبر من تكلفة تصميم وتنفيذ النظام.