تعرف على الكرة البريدية بدلا من البطاقة
Michele Kapustka زوجة أمريكية تعيش في مدينة شيكاجو اعتادت أن ترسل وتستقبل البطاقات البريدية منذ نعومة أظافرها سواء للتهنئة أو للتعزية أو للدعاء بالشفاء العاجل أو التبريكات وكل غير ذلك.
لعل ذلك ما ساعدها على أن تعمل مخرجة فنية مبدعة في شركة مراسلات بريدية لمدة 17 سنة، حيث أخرجت حبها هذا في صورة رسائل بريدية تجارية غاية في الاتقان والإبداع ومهد لها ابتكار فكرة الكرات البريدية.
حين هبطت عليها فكرة الكرات البريدية
ثم حدث ذات يوم في عام 2000 أن كانت ميشيل تبحث عن بطاقة بريدية لزوجة أصبحت أما، وبينما هي تبحث عن البطاقة المناسبة في محل ما، وقعت عينيها على مجموعة من الكرات متوسطة الحجم. عندها واتتها الفكرة، أليس إرسال كرة في البريد أمرا مفرحا جالبا للبهجة، أكثر من البطاقات البريدية التقليدية، خاصة حين تكتب عليها بخط يديها جملة تحفيزية مثل استمتع بهذه الكرة أو غيرها. لحسن حظ قارئ القصة، نفذت ميشيل فكرتها هذه، ونالت فكرتها استحسان كل من أرسلت لهم مثل هذه الكرات البريدية حتى أن غالبيتهم قلدوا ميشيل وأرسلوا كرات بريدية أخرى لأصدقائهم وهكذا دواليك.
التشجيع من الجمهور على تحويل الفكرة أو الهواية لعمل تجاري
ثم جاء يوم في عام 2003 وقفت فيه ميشيل في طابور مكتب البريد لترسل كرة تهنئة، ولاحظ الرجل الواقف خلفها الكرة فسألها عن قصتها، فأخبرته وتفاعل الرجل بشدة مع الفكرة ونالت استحسانه، وطلب منها أن ترسل بالنيابة عنه كرة بريدية إلى شخص ما، لكنها اعتذرت وشرحت له بالتفصيل الممل كل الخطوات اللازمة لكي يرسل هو بنفسه كرة مماثلة. استمر النقاش والجدال بينهما حتى قال لها الرجل سأعطيك 5 دولارات مقابل أن تشتري أنت كرة وترسليها بالنيابة عني. توقفت ميشيل لتفكر في الأمر قليلا ثم وافقت على العرض.
إنك تبخسين قدر نفسك
كان هذا رد الرجل عليها حين وافقت على عرض الخمسة دولارات، وأردف قائلا أنه كان مستعدا لدفع 10 دولارات لها لكي تتولى عنه إرسال الكرة. هنا ابتسمت ميشيل وأضاءت في رأسها لمبة الأفكار. فورا بعدها اتصلت ميشيل بأختها ميليسا وسردت لها ما جرى معها، خاصة وأن الأختان لطالما سرحا بأحلامهما إلى اليوم الذي يتوقفان فيه عن العمل لدى الغير ويتفرغا لأمور بيتهما وإدارة شئون عائلة كل منهما. أعجبت ميليسا بالفكرة وسارعت إلى حجز موقع على انترنت اختارت له اسم أرسل كرة أو SendaBall.com وهكذا جاءت لحظة ميلاد شركة الكرات البريدية وعمل تجاري رابح.
البداية – كما العادة – في الجراج
كانت ميليسا تسكن عبر الشارع من منزل أختها ميشيل، وكان لديهما جراج اتسع لمتطلبات تنفيذ فكرة إرسال كرات تهنئة ومعايدة، واشترك في التنفيذ كل فرد من أفراد العائلتين، بداية من الأبناء الصغار وحتى الأزواج والإخوة وحتى الكلاب. الطريف أن ميشيل ذهبت قبلها إلى مكتب البريد وسألت العاملين هل من مانع من إرسال كرات معايدة، وكانت الإجابة، العمل عمل وأي شيء يمكن إرساله عبر البريد ويدر دخلا فهو أمر مرحب به من البريد الأمريكي!
جمهور المشترين أكبر المشجعين
رغم بساطة فكرة الكرات البريدية نسبيا لكن التفاعل معها كان إيجابيا للغاية، فالموقع عبارة عن متجر إلكتروني، والكرات يتم نفخها بالهواء يدويا في جراج العائلة، ثم تكتب ميشيل (أو من ينوب عنها) رسالة المعايدة / التهنئة / … بخط يديها والعنوان ثم تجهز الكرات لإرسالها من مكتب البريد بدون وضعها في صناديق أو مغلفات. بالتجربة تبين أن 15% من عملاء الموقع هم من العاملين في مكتب البريد أنفسهم والذين راقت لهم الفكرة. نسبة كبيرة ممن يحصلون على الكرات البريدية عبر البريد يسارعون خلال 48 ساعة من حصولهم على الكرة إلى شراء كرة مماثلة وإرسالها لشخص آخر.
2
مبيعات الكرات البريدية تزيد بالضعف في كل عام
رغم أن مبيعات أول سنة كانت 250 كرة فقط، لكن المبيعات أخذت تتضاعف عاما بعد عام. اليوم يبلغ سعر بيع الكرة 20 دولار + نفقات الشحن، وكما ورحبت بعض الشركات الكبيرة بالفكرة واستبدلت بطاقة المعايدة الورقية لديها بهذه الكرات البريدية وكانت النتيجة إيجابية.
رغبة منهما في التوسع، في 2010 اشتركت ميشيل وميليسا في برنامج حوض القروش أو Shark Tank ورغم إعجاب القروش بالفكرة والربح المتحقق، لكنهم رأوا أن حاجة الشركة للتوسع يمكن تغطيتها بالحصول على قرض من البنك، وأن الفكرة يمكن تقليدها بسهولة، وأن مجال صنع الكرات لا يمكن التميز والتفرد فيه بسهولة، لكن الأهم، أجمع القروش على أن الأختين ناجحتين في عملهما وليستا بحاجة إلى قرش أعمال يدلهم على الطريق، وهذه أيما شهادة.
الشاهد من القصة:
لاحظ معي الرجل الذي أعجبته الفكرة حتى قرر أن ينفق المال على تنفيذها ولم يبخل أن يخبرها استعداده لدفع المزيد. (المرة المقبلة التي تسمع فيها عن فكرة مشروع ما، بادر بتشجيعه حتى وإن كان خائبا). لاحظ تعاون البريد الأمريكي وقبوله لفكرة جديدة مثل إرسال الكرات بالبريد. لاحظ البساطة في إدارة المشروع، الذي يبقى عائليا صغيرا لليوم، بدون دعاية كبيرة معتمدا على كلمات المديح وعلى الوجوه السعيدة في التسويق له.