تعلم كيف يكون غدك أكثر إنتاجية؟
ينطوي التخطيط المسبق، بشكل عام، على قدر كبير من الأهمية؛ فكونك تخطط لما سيأتي ولا تنتظر حضور الغد حتى تخطط له يعني أنك، أولًا، شخص ناجح، فالناجحون استباقيون على أي حال، لا ينتظرون وقوع الواقعة حتى يتأهبوا لها، والأذكى بينهم من يحاول رسم أسوأ الاحتمالات ثم وضع السيناريوهات الملائمة لها.
وجنوحك إلى التخطيط المسبق يعني، علاوة على ما فات، أنك راغب في التفوق على نفسك؛ أي تريد أن تصل إلى نتائج أعظم مما وصلت إليه بالأمس، أليس كل يوم درجة نرتقيها على سلم العلو وخطوة على طريق النجاح؟!
والتخطيط المسبق للعمل لا يبعد عن هذا كثيرًا، فبدلًا من الاستيقاظ في الصباح متعثرًا في أذيالك، والذهاب إلى مكتبك (سواءً كنت تعمل من مكتب ما أو غرفة نومك) دون أن تدري ما يتوجب عليك فعله _لاحظ أن هذا هدر كبير للوقت_ فإنك تخطط اليوم لما ستفعله غدًا، وتخطط من الأمس لما ستفعله اليوم، وبالتالي أنت تضمن لنفسك البقاء على المسار الصحيح دائمًا.
ونهاية كل يوم _إذا خططت له بشكل مسبق_ ستكون بمثابة محاكمة شخصية وعملية لك؛ إذ يتوجب عليك الركون إلى نفسك في آخر يوم العمل وإجراء محاكمة ذاتية لنفسك: ماذا فعلت؟ وما هي الأهداف التي تمكنت من تحقيقها خلال هذا اليوم؟ وما هي تلك التي لم تستطع تحقيقها؟ ولماذا؟
بهذه الطريقة _التي ينصحك فريق «رواد الأعمال» باتباعها والمداومة عليها_ ستكون أكثر تنظيمًا ونجاحًا في الوقت نفسه.
كيفية التخطيط المسبق؟
هذا السؤال مما تصعب الإجابة عنه؛ فللناس في التخطيط المسبق مذاهب، لكن الأمر المشترك بين الجميع أن صنع الأهداف مقدم على وضع الخطط؛ فسيكون يسيرًا عليك جدًا أن تخطط ليومك وربما لأسبوع أو لشهر قادم إذا كنت تعرف حقًا أين تضع قدمك وعند أي نقطة تريد أن تصل.
إذًا قبل أن تفكر في التخطيط المسبق _سواءً للعمل أو لأي هدف شخصي آخر_ عليك أن تفكر في الأهداف، على أن تتفرع من هذه الأهداف أو ينتج عنها خطط عامة وتفاصيل صغيرة، هذه التفاصيل هي التي ستحكم كل يوم من أيامك على حدة.
ومن ضمن مذاهب الناس في التخطيط المسبق أن بعضهم يحدد 30 دقيقة عند كل مساء؛ ليحدد ما الذي عليه النهوض به غدًا، والكيفية التي سيؤدي بها هذه المهام، وكذلك الأهداف المخصوصة التي يجب عليه الوفاء بها.
لكن قد يرى البعض أن هذه الطريقة _طالما هو يفكر في المساء بعد انتهاء وقت العمل_ سطو على الحياة الشخصية واستنزاف لها؛ لذا يتبع أصحاب هذه النظرية طريقة أخرى في التخطيط المسبق، وهو طريقة مفرطة في التنظيم؛ فهؤلاء لا يغادرون مكاتبهم إلا بعد ترتيبها ووضع الأقلام والأوراق ولوحة المفاتيح وجهاز الكمبيوتر في مكانه الصحيح، وتنظيف المكتب تنظيفًا تامًا.
وبعد ذلك، يحددون المهام التي سوف ينجزونها في اليوم التالي؛ وهم يفعلون ذلك متعللين بأن هذه الطريقة ستعينهم على الانخراط في العمل خلال اليوم الموالي بشكل عاجل وسريع دون هدر بعض الوقت في التخطيط.
وهذا التخطيط المسبق يساعدهم في إنجاز مهامهم في هذا اليوم بشكل أسرع؛ إذ إنهم يحاولون إنجاز هذه المهام قبل انتهاء موعد العمل بحوالي 15 دقيقة؛ كيما يتمكنوا من التخطيط لما سيتوجب عليهم فعله في الغد.
نجاح الغد من أين يبدأ؟
لعل أهم شيء في موضوع التخطيط المسبق كونه يعينك على التحكم في مصيرك، والتشبث بأهداب النجاح؛ فأنت لا تدرك نفسك تتمايل مع الأمواج، ولا تسمح بأن تعاملك الأيام كدمية تتلاعب بها أنى شاءت، ولكنك على العكس من ذلك تملك يومك وغدك.
فأنت عبر التخطيط المسبق لكل ما هو آت تصنع لنفسك جسرًا للنجاح، أو على الأقل للعبور على الناحية الأخرى الآمنة، فمهما كان الغد _الذي تخطط له مليئًا بكل ما هو غير متوقع_ فلديك أهداف تريد تحقيقها، ومن ثم، إذا كنت صادقًا في طلبك للنجاح فسوف تمضي إلى تحقيق هذه الأهداف مهما كلفك الأمر من كدح وتعب، أرأيت كيف هو ذاك التخطيط المسبق؟!