حسابات شركتك في حاجة إلى متابعة دائمة سواء كانت مقبوضات ومدفوعات أو إيرادات ومصروفات. مع ذلك، قد يحدث تداخل في الحسابات بين الفترات المحاسبية ينتج عنها خلط أو خطأ في الدفاتر. مع البحث، ستجد أن الحسابات تعتمد على أساسين، أحدهم يُستخدَم من قاعدة كبيرة من المحاسبين والآخر فئة قليلة تلجأ إليه. فما هو أساس الاستحقاق المحاسبي والأساس النقدي؟ وأيهما يعود بنفع أكبر على شركتك من ناحية الدقة وكفاءة؟
نقاط سريعة (المختصر المفيد)
أساس الاستحقاق في المحاسبة هو قاعدة يمكن تطبيقها على النظام المحاسبي بالكامل لكل المعاملات التجارية التي ينطبق عليها شرط الاستحقاق، وأن تكون المعاملة ضمن الفترة المحاسبية والتاريخ المفترض وقوع الإجراء فيه.
أساس الاستحقاق لا ينظر إلى وقوع العملية أو عدم وقوعها. فكل ما هو مستحق يتضمنه النظام وكل ما هو غير مستحق وإن تم دفعه أو استلامه يعتبره النظام ضمن المؤجل.
مبدأ المطابقة لا غنى عنه في أساس الاستحقاق حيث يربط بين الإيرادات والمصروفات ذات الصلة ببعضها، فيمكن معرفة الأرباح الناتجة عن كل أصل وكل عملية تجارية بسهولة.
يرتبط أساس الاستحقاق بالصورة الكاملة للموقف المالي حيث يتميز بالدقة والشفافية، فأي قرار مالي مستقبلي يعتمد على محاسبة دقيقة تعتمد على هذا الأساس.
الأساس النقدي هو أساس محاسبي يعتمد على المصروفات والإيرادات الفعلية التي تمت من خلال إجراءات صحيحة، سواء اكتملت قبل التاريخ المتفق عليه أو بعده.
من خلال الأساس النقدي، تتعامل الشركة مع الأموال المتاحة في الخزائن والأرصدة البنكية، مما يجعله على دراية شاملة بقدر النقدية المتاحة، مما يجعل كل قرار مالي لحظي سهل التقييم والتنفيذ.
المحاسبة على أساس الاستحقاق تتميز بالدقة مقارنة بالأساس النقدي، وتتناول جميع المعاملات النقدية وغير النقدية.
اقرأ أيضا: ما هي الحسابات التي تقفل في حساب الأرباح والخسائر
ما هو أساس الاستحقاق؟
أساس الاستحقاق هو أساس محاسبي يعتمد على تسجيل الإيرادات التي استحُقَ استلامها والمصروفات مستحقة الدفع خلال فترة محاسبية معينة، بغض النظر إذا كان وقع التبادل التجاري أم لم يقع. مبدأ الاستحقاق كمفهوم يعتمد على أحقية عملك في استلام أموال طبقًا لتواريخ محددة أو وجوب دفع مبالغ معينة تبعًا لمواعيد معينة بالرجوع إلى الاتفاق بينك وبين الأطراف الأخرى.
وهكذا يضمن أساس الاستحقاق تسجيل جميع المعاملات سواء كانت نقدية أو غير نقدية. كما أن أية مصروفات مدفوعة وإيرادات مستلمة ولم يأت ميعاد استحقاقها بعد لا تدخل في الحسابات. لهذا يطبق أغلب المحاسبين هذا الأساس لأنه أكثر دقة وكفاءة مقارنة بالأساس النقدي.
لتقديم مزيد من الشرح، نطبق أساس الاستحقاق على المثال التالي:
شركة تدفع إيجار سنوي لمالك مقرها الدائم 24,000 دولار. مع بداية عام 2019، دفعت للمالك مبلغ 48,000 دولار عن عامي 2019 و2020 مقدمًا. بلغت مصروفات الشركة خلال عام 2019 26,000 دولار أمريكي، بينما بلغت إيرادات العام 100,000 دولار. فما هي الأرباح والخسائر لعام 2019 في حالة تطبيق أساس الاستحقاق؟
الحل:
بناءً على أساس الاستحقاق، لا يتم أخذ الإيجار الخاص بعام 2020 في الحسبان لأنه لم يستحق بعد ويقع خارج الفترة المحاسبية. يصبح إجمالي المصروفات = 50,000 دولار أمريكي. وبلغت إيرادات السنة 100,000 دولار. يصبح الصافي= 100,000 – 50,000 = 50,000 ربح.
ما هو الأساس النقدي؟
الأساس النقدي هو أساس محاسبي يتفاعل مع المعاملات التي تم استلام مستحقاتها أو تم دفعها فقط سواء كانت تابعة للفترة المحاسبية أو غير تابعة لها. كل معاملة مستحقة لا يمكن تسجيلها ما دام لم تُصرف أو تستلم في شكل نقدي أو تحويل بنكي، فهي لم تدخل فعليًا كنقد إلى الحساب لهذا لا تسجل.
عند تناول نفس المثال السابق مع تطبيق الأساس النقدي، يصبح الحل كالتالي:
بناءً على الأساس النقدي، سيتم أخذ الإيجار الخاص بعام 2020 في الحسبان لأنه تم استلامه بغض النظر عن موقعه الفترة المحاسبية. يصبح إجمالي المصروفات = 74,000 دولار أمريكي. وبلغت إيرادات الفترة المحاسبية 100,000 دولار. يصبح الصافي= 100,000 – 74,000 = 26,000 ربح.
الفرق بين أساس الاستحقاق والأساس النقدي
توجد فروق عديدة بين أساس الاستحقاق والأساس النقدي يمكن تناولها على حدة في النقاط التالية:
1- نوع العمليات المسجلة
بناء على أساس الاستحقاق، يسجل المحاسب العمليات النقدية وغير النقدية، والتي تشمل نشاطات تجارية مثل تبادل الأصول وعمليات الاستحواذ وتبادل السندات وغيرها. أما بالنسبة للأساس النقدي، فيتم تسجيل العمليات النقدية فقط.
2- المعايير المتبعة
أساس الاستحقاق يتبع معايير المحاسبية الدولية مثل IFRS وGAAP. بينما تجد معايير IFRS يُطلب تطبيقها في أغلب دول العالم لمرونتها و عمليتها، تجد الشركات الأمريكية ملتزمة بمعايير GAAP. أما في حالة الأساس النقدي، فلا توجد معايير محاسبية محددة يلتزم بها المحاسب.
3- مقدار الانتشار والاستخدام
لفاعلية أساس الاستحقاق وشموله لكل المعاملات المستحقة الخاصة بالفترة المحاسبية الحالية، أصبح هو الأكثر انتشارًا واستخدامًا. بينما أصبح الأساس النقدي غير مُجدي بشكل كافي في نظر الكثيرين وقد يؤدي إلى وقوع أخطاء أو تضارب في الأرقام.
4- درجة الصعوبة
بالرغم من كون أساس الاستحقاق أسلوب عملي ولكنه يشوبه بعض التعقيدات، حيث يحتاج إلى ملاحظة دقيقة لتجنب إغفال المعاملات المدفوعة عند وقت الاستحقاق. أما الأساس النقدي فيتم تسجيل كل ما هو مدفوع ومصروف بغض النظر عن الفترة المحاسبية المنسوبة للمعاملة المالية.
5- الأسلوب المتبع لإعداد قائمة التدفقات النقدية
يطبق الأساس النقدي الطريقة المباشرة لإعداد قائمة التدفقات النقدية، بينما ينفذ أساس الاستحقاق الطريقتين المباشرة وغير المباشرة لأنه يأخذ في الاعتبار العمليات غير النقدية.
أيهما أفضل المحاسبة على أساس الاستحقاق أم المحاسبة النقدية؟
يعتمد اختيار أفضل الطريقتين على أساس نوع وهدف وحجم الشركة، فإذا كانت الشركة تهدف إلى الحصول على قوائم مالية في نهاية الفترة المحاسبية تتميز بالشمولية والدقة في البيانات فإن الطريقة الأفضل في المحاسبة هي أساس الاستحقاق. أما إذا كانت تهدف إلى تسجيل العمليات المالية بسهولة وبطرق أبسط فإن النظام المحاسبي المناسب هو الأساس النقدي.
كما يمكن أن تختار الشركة أساس الاستحقاق كنظام محاسبي إذا كانت تستخدم أو تقبل البطاقات الائتمانية، بالإضافة إلى احتفاظها بمخزونات كبيرة من المنتجات، أو إذا كانت تعتمد على وضع خطط مستقبلية تتعلق بتكاليف ونفقات التشغيل.
في الجانب الآخر، إذا كان حجم الشركة صغيرًا ومنسوب المخزون قليلًا، فليس من الضرورة أن تتبع الشركة المحاسبة على أساس الاستحقاق، فقد يمكن الاكتفاء بتبني الأساس النقدي، لأنه يتميز بالسهولة في الاستخدام لا تتطلب قدر كبير من مسك الدفاتر.
إذا نقوم بدراسة 4 عناصر، وهو: قياس مجال الشركة وتقييم حجمها وتحديد أهدافها والنظر في الموارد المتاحة من كوادر بشرية وأدوات وبرامج محاسبية، لتصل إلى قرار حول أيهما أفضل؟ المحاسبة على أساس الاستحقاق أم المحاسبة النقدية.
كيفية الحساب على أساس الاستحقاق
يتم الحساب على أساس الاستحقاق بناء على مبدأ المطابقة Matching Principle. وهو المبدأ الذي يكشف عن مدى ربحية الشركة من خلال ربط الإيرادات بالمصروفات ذات الصلة ببعضها البعض في نفس الفترة المحاسبية. يضمن هذا المبدأ الاتساق في القوائم المالية المختلفة وبياناتها. منها قائمة الدخل، الميزانية العمومية، الخ. كما يمنع مبدأ المطابقة حدوث تبكير للنفقات وانخفاض صافي الدخل عن الفعلي أو تأخير النفقات وارتفاع الدخل الصافي عن الفعلي لفترة من الوقت.
اقرأ أيضا: ما هي شجرة الحسابات وكيفية إنشائها مع نموذج عملي
استخدامات أساس الاستحقاق والأساس النقدي
تقوم الشركات بتبني أساس الاستحقاق في النظام المحاسبي للاستفادة من الاستخدامات الآتية:
تسجيل جميع العمليات المالية فور إتمامها وليس عند استلام القيمة المالية.
توفير رؤية مالية مستقبلية قبل بداية الفترة المحاسبية وقياسها بانتظام.
إعطاء صورة مستقبلية للأداء المالي المتوقع لأصحاب العمل أو للمساهمين.
سهولة إعداد تقارير مالية دقيقة وشاملة لجميع المعاملات في أخر الفترة المحاسبية.
دقة تحديد الخصوم والأصول في الفترات الزمنية المحددة.
مقارنة نتائج الفترات ببعض لقياس القرارات والخطط والأداء المالي للشركة.
تقوم الشركات ذات الحجم الأصغر بتبني الأساس النقدي في النظام المحاسبي للاستفادة من الاستخدامات الآتية:
سهولة تسجيل المعاملات المالية فور استلام المبلغ النقدي أو دفعه.
تبدأ الشركات الناشئة أو الأصغر في تبني الأساس النقدي نظرا إلى حجم المخزون أو توافر الكوادر البشرية.
الأسرع في إعداد القوائم المالية، والأسهل في جرد المخزون، والقدرة على تقييم التكلفة الفعلية للمخزون.
يوفر الأساس النقدي صورة فورية ودقيقة عن الموجودات والنفقات التي تمت خلال الفترة الزمنية المحددة.
مميزات وعيوب المحاسبة على أساس الاستحقاق
رغم تطبيق المحاسبة على أساس الاستحقاق في أغلب الشركات، إلا أن لهذا الأساس عيوبًا بجانب مميزاته. لذا قبل أن تقرر تطبيق أساس الاستحقاق، ينبغي أن تعرف مميزات الأساس وكذلك جوانب ينبغي أخذ حذرك منها عند التنفيذ.
مميزات المحاسبة على أساس الاستحقاق
1- معرفة تامة بالإيرادات والمصروفات بالمستقبل
الصورة الكاملة للموقف المالي هي أهم ميزة توفرها المحاسبة على أساس الاستحقاق. حيث لا تتداول فقط المصروفات والإيرادات النقدية والعلاقة بينها، ولكنه يتعامل أيضًا على حسابات الدائنين والمدينين أو بصيغ أخرى أوراق الدفع وأوراق الصرف. فتحقق مزيد من الشفافية والوضوح للوضع المالي والقدرة على التخطيط للمستقبل.
2- تضمين إهلاك الأصول
تَبَنْي أساس الاستحقاق يؤدي إلى حساب الضرائب المستحقة رغم عدم استلام الإيرادات الخاصة بها، إلا أن هذا الأساس يقلل أيضًا من قيمة الضرائب فتنخفض نتيجة تطبيق قيمة الإهلاك على بعض الأصول الثابتة.
3-قيمة الضرائب السنوية تصبح أقل
الضرائب غير مفروضة على كل الإيرادات، لأن ما يدخل خزينة شركتك من إيرادات غير مستحقة لا يتعرض إلى المساءلة الضريبة إلا عند استحقاقه في الفترة المحاسبية الخاصة به. بهذا يصبح لدى شركتك نقد لم تدفع عليه ضرائب في فترات محاسبية أخرى. وجود النقد لفترة أكبر يعطي شركتك فرصة للاستثمار أو العمل على منتج جديد أو شراء مواد خام جديدة وغيرها من سبل التطوير.
4- مناسبة للأعمال التي تتعامل بالبطاقات الائتمانية
إذا كانت شركتك تقبل أو تستخدم البطاقات الائتمانية، فالمحاسبة على أساس الاستحقاق هو الأنسب بالنسبة لها، حيث تستغرق البيانات المستندة إلى الائتمان وقتًا إلى أن تصل إلى الحسابات. فعلى سبيل المثال، يسهل ربط مصروفات الأصول بمنافعها.
5- متابعة أفضل للالتزامات
كل فاتورة مستحقة الدفع هي التزام ينبغي على شركتك تسجيله بناءً على أساس الاستحقاق لأنه يقر به قبل الدفع لتطبيق الدقة. كما تميز محاسبة الاستحقاق بين الأصول والالتزامات من خلال الاحتفاظ بسجلات حديثة للعناصر تحدد إلى أي الفئتين تنتمي وتواريخ استحقاقها.
6- مراقبة الإيرادات والمصروفات لحظة بلحظة
لأن تسجيل المعاملات يعتمد على مواعيد الاستحقاق لا على طبيعة الإجراء، ستتضمن القيود والسجلات أرصدة الحسابات التي تكشف عن الصافي من الربح والخسارة في أي لحظة.
عيوب المحاسبة على أساس الاستحقاق
1- تحتاج إلى عمل أكثر من الأساس النقدي
لأن أساس الاستحقاق لا يتعامل مع المدفوعات والإيرادات غير المستحقة، سوف يتضمن مسك الدفاتر مهام أكثر وخطوات أطول، فبالتالي يتطلب توظيف ماسك دفاتر يؤدي هذه المهام. لإنه من الصعب عليك أدائها بنفسك إلى جانب بقية المهام المحاسبية. فأساس الاستحقاق تكاليفه أكبر لأنه يتطلب اللجوء إلى موظفين وأدوات محاسبية داعمة.
2- لا يعكس النقد المتاح في شركتك
أساس الاستحقاق لا يعكس النقد المتاح في الشركة خاصة في حالة الإيرادات. فقد يوجد ما تم استحقاقه منها ولم يتم استلامه وتابع للفترة المحاسبية، بناءً على أساس الاستحقاق يتم تسجيله.
3- دفع ضرائب على إيرادات لم يتم استلامها
تبني هذا الأساس يؤدي إلى دفع الضرائب طبقًا للفترة المحاسبية وجميع إيراداتها المستحقة. فرغم أن ليست كل الإيرادات المستحقة تم استلامها ولكن سوف يتم دفع الضرائب التابعة لها.
4- صعوبة المحاسبة على أساس الاستحقاق
التعقيد الذي قد يصاحب أساس الاستحقاق قد يؤدي إلى استهلاك وقت أكبر. إلا أن هذا التعقيد يزول أثره بتوظيف ماسك دفاتر مؤهل وأيضا مع الاشتراك ببرنامج محاسبي متكامل.
مميزات وعيوب المحاسبة على الأساس النقدي
قد يُطبَق الأساس النقدي في بعض الحالات وخاصة في الشركات الصغيرة، وتتميز بمزايا تفوق أساس الاستحقاق، كما توجد حالات أخرى قد يسبب فيها الأساس النقدي خسارة كبيرة لشركتك. في ما يلي نتناول أهم مميزات وعيوب الأساس النقدي:
مميزات الأساس النقدي
1- الإحاطة بالنقد المتوفر وتحكم أكبر في التعاملات المالية
يساعدك الأساس النقدي في معرفة الأموال المتاحة في شركتك في أي وقت بغض النظر إن كان في أول أو وسط أو نهاية الفترة المحاسبية. بناءً عليه تستطيع تحديد ما يمكن تغطيته من مشتريات أو التزامات أو غيرها، مما يجعل كل قرار شراء أو صرف للأموال مبني على أساس واقعي لا افتراضي.
2- عدم سداد الضرائب يصبح أقل خطورة
الضرائب لن تُطَبق إلا بعد تحصيل الإيرادات وإن استحق استلامها. هو ما يجعل سداد الضرائب مرتبط بالتحصيل على الإيرادات.
3 – أساس مناسب للشركات المعفاة من الضرائب وغير المالكة لأي مخزون
غالبية الشركات الصغيرة تطبق الأساس النقدي، لأنه أكثر فاعلية ومباشر بصورة أكبر من أساس الاستحقاق. ولأن الإيرادات ستكون أقل من الحدود المفروضة عليها من الضرائب أو عمر الشركة في سوق العمل أقل من الأعمار المُعرضة للضرائب.
كما هناك بعض من الشركات التي تمتلك كميات قليلة من المخزون، وهو ما يتم ترجمته إلى رصيد منخفض، فيصبح جزء من المؤن ومستلزمات الشركة فقط، فبالتالي يجعل متابعة التدفق النقدي أسهل وأسرع.
4 – محاسبة مثالية للشركات التي لا تقبل التعامل ببطاقات بنكية
حتى الآن قد توجد بعض من الشركات التي لا تتعامل ببطاقات الائتمان أو الخصم المباشر، بالتالي لا تتحمل التزامات أو مسؤوليات تتعلق بالاستحقاقات الخاصة بالبطاقات. لذا، يعد الأساس النقدي هو الطريقة الأنسب والأسهل لتلك الشركات.
عيوب الأساس النقدي
1- عدم عرض صحة الشركة المالية بدقة
غياب تسجيل العمليات المالية التي لم يتم استحقاقها بعد قد يعرض الشركة إلى مواجهة صورة غير كاملة أو واضحة حول وضعها المالي وأدائها خلال المدة المراد قياسها. قد ينتج عن هذه الطريقة غياب حسابات أوراق الدفع والقبض، مما يؤثر على عدم اكتمال بيانات الإيرادات والمصروفات، فيؤدي إلى اتخاذ قرارات نهائية غير دقيقة.
بالتالي، يكون للشركة أموال عند عملاء لم يتم تسجيلها لأنها لم تستلم بعد، فيتم تعاملها كأنها غير موجودة، مما يؤدي إلى صعوبة فهم الوضع المالي الحالي للشركة وحدوث تناقضات كبيرة في البيانات.
2- انخفاض الدقة لما يتعلق بالالتزامات والأصول
قد يتسبب الأساس النقدي في إسقاط معلومات هامة متعلقة بفواتير والتزامات خاصة بالشركة غير مدفوعة. قد يتسبب هذا أيضًا عن غير قصد في إغفال مصاريف متعلقة ببعض الأصول. كما قد يسمح الأساس بالتلاعب بالنتائج المحاسبية من خلال عدم صرف الشيكات المستلمة أو تغيير مواعيد دفع الالتزامات.
3- أساس محاسبي لا يناسب جميع الشركات
رغم إمكانية تطبيقه مع العديد من الشركات كما ذكرنا في القسم الفرعي الخاص بالمميزات، إلا أن هذه الشركات لا تمثل الغالبية العظمى في سوق العمل. فهو لا يتميز بالمرونة عكس أساس الاستحقاق، والذي يتفاعل مع كل موقف بنقل المبالغ من حسابات أوراق القبض وأوراق الدفع إلى خزينة الشركة أو الموردين.
4- صعوبة نقل الحساب إلى أساس الاستحقاق
إذا شرعت شركتك في تطبيق الحسابات على الأساس النقدي، سيصعب عليها الانتقال إلى أساس الاستحقاق، فقد يؤدي ذلك إلى سوء الإدارة المالية.
5- احتمالية التضليل
يظهر هذا العيب مع الإيرادات غير المستحقة بالأخص، حيث تدخل ضمن الأموال المستلمة ويمكن تضمينها عند مراجعة كشوف الحسابات. فتظهر الأرباح أكبر من المفترض أن تكون عليه.
لماذا التحول من الأساس النقدي إلى أساس الاستحقاق؟
هناك عدة أسباب تجعل تحول الشركة من نظام المحاسبة على الأساس النقدي إلى أساس الاستحقاق أمرا ضروريا ومطلوبا، خاصة عند توسع حجم الشركة أو زيادة الإنتاج والكوادر البشرية، في هذه الحالة، يكون من المطلوب على الشركة التحويل إلى أساس الاستحقاق، وذلك لعدة أسباب:
يساعد أساس الاستحقاق على إعداد قوائم مالية دقيقة وشاملة لجميع الحركات المالية التي تحدث في الشركة بغض النظر عن موعد استلام النقد، مما يوفر رؤية واضحة حول أداء الشركة.
ينتج عن إعداد قوائم مالية دقيقة القدرة على اتخاذ قرارات مستنير خاصة بعد تحديد القيم الحقيقية للأصول والخصوم.
يتوافق المحاسبة على أساس الاستحقاق مع المعايير المحاسبية المقبولة عموماً (GAAP) ومعايير التقارير المالية الدولية (IFRS).
اعتبارات هامة تؤثر على المحاسبة على أساس الاستحقاق والأساس النقدي
هناك اعتبارات هامة تؤثر على كل من المحاسبة على أساس الاستحقاق والأساس النقدي، وفي مقدمتها حجم الشركة ومخزونها، حيث لا يمكن الاعتماد على نظام الأساس النقدي في الشركات الكبيرة، لأنه قد يظهر الشركة وكأنها تحقق خسائر غير حقيقية، كون المبالغ المالية المستحقة لم تستلم بعد، فبالتالي عند إعداد القوائم المالية لتقييم وضع الشركة قد تظهر تناقضات كبيرة بين الإيرادات والمصروفات.
لذا الاعتبار المؤثر على اختيار الأساس المناسب يعتمد على حجم الشركة، وبالنظر بشكل أكثر شمولًا نجد أن معظم الشركات تعتمد على نظام الاستحقاق مقارنة بالأساس النقدي. ولكن يوجد بعض الشركة التي تتبنى نظام الأساس النقدي في حالة كانت الشركة مكونة من 5 أفراد أو أقل، أو أن تتبناها بشكل مؤقت في حالات الفترات الموسمية.
على سبيل المثال، شهر رمضان يُعد من الفترات الموسمية للعديد من المجالات، إن طبقنا على مجال خاص ببيع معلبات الطعام مثل منتج الفول المعلب، يمكن هنا للشركة أن تعتمد على طريقة الأساس النقدي في المحاسبة، وذلك يساعدها على تتبع الكميات المباعة بناءً على الخطة التقديرية لتلك الفترة، ولكن بعد انتهاء شهر رمضان قد يتراجع نسبة البيع أو النمط الاستهلاكي بنسبة معينة، مما قد يجعل المنتج أقل ربحية مقارنة بشهر رمضان.
في النهاية، تقوم الشركات بدراسة اختياراتها ووضع قيم تقديرية قبل اتخاذ أي قرار، فكل كل اختيار في المحاسبة يضمن مزايا وعيوب، مما يتطلب دراسة معمقة للوصول إلى أنسب قرار.
مثال على المحاسبة على أساس الاستحقاق والمحاسبة على الأساس النقدي
1- مثال على المحاسبة على الأساس النقدي
قامت شركة “النور” ببيع 300 علبة فول للعميل رقم 1، وهي تعتمد في النظام المحاسبي على أساس النقدية، هنا إذا استلمت قيمة علب الفول ألا وهي 1500 ريال سوف يتم تسجيلها في دفتر، أما إذا سوف تستلمها بعد شهر لن تسجل العملية إلى أن تستلم المبلغ المالي.
2- مثال على المحاسبة على أساس الاستحقاق
قامت شركة “الإخلاص” ببيع 300 علبة فول للعمل رقم 2، وتعتمد الشركة على أساس الاستحقاق في نظامها المحاسبي، هنا تقوم بتسجيل عملية البيع بقيمة 1500 ريال على الرغم من أنها لم تستلم المبلغ بعد، والمتوقع استلامه بعد شهر من عملية البيع.
الخلاصة
بعد قراءتك لهذا المقال، يمكنك الآن اختيار الأساس المحاسبي الأنسب لظروف شركتك وطبيعة عملها و عملائها ومورديها. فإذا كانت لا تتعامل بالبطاقات المصرفية، فإن المحاسبة على الأساس النقدي هي الأنسب بلا شك. أما في حالة أن شركتك تبحث دائمًا عن الإيرادات والمصروفات المستحقة لمعرفة وضعها لحظة بلحظة، إذًا تطبيق المحاسبة على أساس الاستحقاق هو الحل المثالي.