سنتناول في هذا المقال طرق تقسيم عناصر نظام المحاسبة الإدارية إلى العناصر التقليدية لأي نظام، بالإضافة إلى بعض الآراء للكتاب في النظام المحاسبة الإدارية.
تقسيم عناصر نظام المحاسبة الإدارية
ويمكن لنا أن نقوم بتقسيم عناصر نظام المحاسبة الإدارية إلى العناصر التقليدية لأي نظام إلى:
أولًا: المُدخلات
وتشمل المدخلات كلًا من:
أ- البيانات، وهي الحقائق الخام الأولية التي يتم إدخالها للنظام يدويًا أو إلكترونيًا طبقًا لمجموعة من القواعد والمفاهيم والمبادئ والقروض.
ب- الموارد البشرية اللازمة لتشغيل النظام.
ت- العناصر المادية للنظام، وتشمل الأجهزة والدفاتر والسجلات اللازمة للتسجيل.
ثانيًا: عمليات التشغيل
وهي مجموعة العمليات التي تتولى تحويل البيانات إلى معلومات.
ثالثًا: المخرجات
وتتمثل المخرجات في مجموعة من التقارير والمعلومات التي يتم إنتاجها في نظام المعلومات، والتي تعتبر مدخلات لنماذج اتخاذ القرارات.
رابعًا: مرحلة المحاسبة عن المسؤولية الاجتماعية والبيئية
نتيجة لحدوث تداخل بين العمليات وتعدُّدها وتعقدها، ظهر ما يسمى بتعارض المصالح بين مستخدمي المعلومات المحاسبية، الامر الذي أدى إلى ظهور فرع جديد من المحاسبة يهتم بقياس مدر التزام المنشآت تجاه المجتمعات التي تعمل فيها، أو ما يسمى بوجهة النظر الاجتماعية sociological point of view، أي ظهور الحاجة لنوعية من التقارير المحاسبية التي تكون أكثر شمولًا. بحيث تغطي احتياجات كافة فئات المجتمع.
– ويعتمد هذا المدخل على ضرورة توسيع نطاق القياس المحاسبي، ليشمل الآثار الخارجية لتصرفات الوحدة المحاسبية. وتتمثل في قياس التكاليف والعائد الاجتماعي للوحدة المحاسبية.
– ويتطلب هذا المدخل أيضًا توسيع نطاق الإفصاح المحاسبي؛ بغرض تغطية احتياجات طوائف أخرى بخلاف المستثمرين والدائنين.
– يتطلب أيضًا هذا المدخل ضرورة توسيع نطاق الوحدة المحاسبية؛ حتى يشمل الدولة كوحدة محاسبية. كما تهتم هذه المرحلة بضرورة الربط بين الحسابات على المستوى الجزئي والمستوى الكلي.
وهناك مجموعة مختلفة من الكُتَّاب عبّر كلٌ منهم بشكلٍ عن المحاسبة الإدارية:
– حيث يرى أحد الكتاب بهذا الخصوص إن المحاسبة انتقلت من فكر المشاهد الذي يختص بمجرد الرصد الوصفي المبسط للظواهر، إلى فكر المحلل الذي يهتم بتفسير الظاهر تمهيدًا لعملية التنبؤ، وربما التحكم فيها. ولذلك فقد بدأ الفكر المحاسبي يستشعر التطور في فكر الاقتصاد التحليلي تمهيدًا للتجاوب معها.
– ويري كاتبٌ آخر أن المحاسبة ليست فقط وسيلة لخدمة الإدارة، بل هي وسيلة لقياس الإدارة في استغلال الموارد المتاحة لديها باعتبارها وكيلًا عن المُلاك ووكيلًا عن المجتمع.
– ويرى كاتب آخر أن المحاسبة كنظام للمعلومات تطورت نتيجة عدة متغيرات، والتي تتمثل فيما يلي:
1. تعقد العمليات الاقتصادية، واتساع أحجامها، والتغيُّر المستمر في البيئة التي تتم فيها هذه العمليات.
2. تداخل الأنشطة والأنظمة الفرعية للإدارة.
3. التقدُّم السريع في تكنولوجيا الحاسبات الإلكترونية.
4. تعدُّد احتياجات الإدارة من المعلومات.
المميزات الأساسية لوجود نظام المحاسبة الإدارية
وظهرت مجموعة المميزات الأساسية لوجود نظام المحاسبة الإدارية:
1- تعمل المحاسبة الإدارية على توفير معلومات صادقة ومعبرة عن الواقع.
2- تقوم المحاسبة الإدارية على تحليل المعلومات لجميع فئات مستخدميها، مثل المستثمرين الحاليين والمرتقبين والإداريين والمقرِضين.
3- يتم إنتاج المعلومات المحاسبية بهدف لخدمة هذه الفئات، ويجب تطوير أساليب القياس المحاسبي ليقوم على نماذج كمية متقدمة.
ويؤيد ذلك أحد الكتاب بـ “أنه يجب توسيع نطاق المحاسبة لتشمل قياس التكاليف والمنافع الاجتماعية لكافة العناصر التي تؤثر على المجتمع والملائمة بين الخطط والإجراءات التي يمارسها المشروع، وبين الأهداف الاجتماعية العامة؛ حتى تساعد على توفير معلومات ذات معنى عن أهداف المشروع”.
وفي نهاية المقال نتمنى أن نكون قد أفدناكم بما يخُصّ هذا الجزء من مراحل تطوّر المحاسبة الإدارية، ونضرب لكم موعدًا جديدًا مستقبلًا مع المزيد من المقالات.