كثيرا ما يطرح امامنا مفهوم براءة الاختراع فما هو الاختراع وما هي البراءة؟
ان الاختراعات بدأت منذ القدم وأمتدت الى عصرنا هذا وظهر مفهوم براءة الاختراع لحماية هذه الاختراعات حيث لجأت الدول الكبرى بوضع قوانين وأنظمة من ضمن حقوق الملكية الفكرية لتنظيم حماية الاختراعات وحقوق المجتهدين والمبتكرين والمبدعين بسبب تزايد التنافسية في جميع القطاعات الصناعية والطبية والزراعية كما انشأت معاهدات واتفاقيات لتنظم هذه القوانين.
ان مفهوم الاختراع حسب قانون براءات الاختراع الاردني هو اي فكرة ابداعية يتوصل اليها المخترع في اي من مجالات التقنية وتتعلق بمنتج او بطريقة صنع او بكليهما تؤدي عملياً الى حل مشكلة معينة في اي من هذه المجالات.
وفي حالة كون هذه الفكرة جديدة ومفيدة وقابلة للتطبيق الصناعي اي من الممكن صنعها وتطبيقها على ارض الواقع بسهولة ويسر بعدها تكون قابلة للتسجيل الرسمي وتمنح المخترع حقوق براءة اختراع.
واما براءة الاختراع هي حق امتياز خاص يمنح بشكل رسمي لمخترع في فترة زمنية محددة مقابل سماحه للعامة بالاطلاع على الاختراع. وبشكل عام فإن الحق الذي يمنح لصاحب الاختراع هو منع الآخرين من صناعة أو استخدام أو بيع أو عرض ذلك الاختراع دون الحصول على موافقة من صاحب براءة الاختراع.
ويجب توافر شروط للحصول على براءة الاختراع وهي أن يكون الاختراع جديدا من حيث التقنية الصناعية غير مسبوق بالكشف عنه للجمهور في اي مكان في العالم وأن ينطوي على خطوة إبداعية وابتكارية ويكون قابلا للتطبيق الصناعي كما لا يكون مخالفا للنظام العام والأخلاق والآداب العامة.
وان الحق الممنوح لبراءة الاختراع يكون بموجب شهادة من جهات رسمية تمنح للمخترع لحماية اختراعه تكون مدتها عشرون سنة تبدأ من تاريخ إيداع طلب تسجيله غير قابلة للتجديد، وبموجب شهادة المنح يجوز لمالك البراءة بيعها أو الترخيص للغير باستعمالها أو التصرف بها بأي وجه من أوجه التصرفات، لأن البراءة لها قيمة مالية، فهي تباع وتشترى ويتقرر عليها حق الانتفاع، كما يجوز رهنها والترخيص للغير باستغلالها .
وان إجراءات الحصول على براءة الاختراع والمتطلبات المفروضة على المخترع ومدى الحقوق الخاصة للمخترع مختلفة بين الدول بحسب قوانين الدولة نفسها والاتفاقيات الدولية تبدأ بطلب براءة الاختراع وتمر بمراحل دراسة الطلب والتحقق وفحص الاختراع ومن ثم تتم عملية المنح. وفي العديد من الدول هناك العديد من الأشياء التي لا يمكن أن تتم حمايتها ببراءات الاختراع، مثل الاكتشافات والنظريات العلمية والطرق الرياضية والاصناف النباتية وطرق علاج الانسان والحيوان ويوجد قوانين خاصة في بعض الدول للحماية الخاصة.
ومن الجدير ذكره انه تتم المعالجة المحاسبية لبراءات الاختراع حسب معيار المحاسبة الدولي رقم (38) حيث تعد براءة الاختراع أصل غير الملموس وذلك لأن براءة الاختراع ليس لها جوهر مادي وتتوفر فيها صفات الاصل غير الملموس من حيث قابلية التعريف أو التحديد، السيطرة، والمنافع الاقتصادية المستقبلية.
ويشير معيار المحاسبة الدولي رقم (38) الى ان الاصول غير الملموسة يتم الاعتراف بها كأصول إذا كان من المحتمل أن المنافع الاقتصادية المستقبلية التي تعزى للأصل ستتدفق للمشروع وانه من الممكن قياس تكلفة الأصل بشكل موثوق.
وفي حالة قيام شركة بإختراع معين وتم الحصول على براءة اختراع لذلك الاصل وتوفرت فيه شروط الاصل غير الملموس يتم الاعتراف الأولي به بتكلفته وتشمل هذه التكلفة على التسجيل والتوثيق والرسوم القانونية الأخرى المرتبطة مع التطبيق. وإذا قامت الشركة بإمتلاك براءة الاختراع من طرف آخر يجب الاعتراف بالاصل بمبلغ سعر الشراء.
وفيما بعد يتم إطفاء براءة الاختراع على على أساس منتظم على مدى أفضل تقدير للعمر الإنتاجي ويجب أن يعكس الإطفاء النمط الذي يعكس استخدام المنافع الاقتصادية للمشروع، إذا لم يتم تحديد هذا النمط بشكل موثوق، يتم استخدام طريقة القسط الثابت.
إن القياس اللاحق لبراءات الاختراع يتم بإختيار احدى الطريقتين :
· استخدام نموذج التكلفة وبموجبها يجب تسجيل الأصل غير الملموس بمقدار التكلفة مخصوماً منها الأطفاء المتراكم وأية خسائر تدني متراكمة (المعالجة المفضلة).
· استخدام نموذج إعادة تقييم الأصل غير الملموس حسب القيمة العادلة ويطرح منها أي إطفاء متراكم لاحق وأية خسائر تدني متراكمة وذلك بتسجيل الزيادة في قيمة الأصل غير الملموس في حساب فائض إعادة التقييم الذي يظهر ضمن حقوق الملكية. (المعالجة البديلة)