هل جربت يوماً التسويق بالبيض ؟ انه لذيذ و اسأل مجرب ! في مصر عندنا يطلقون على كل ما هو “ممل، لحوح، مأڤور
او كلاسيكي و غير مباشر” لفظ “بيض“، و مع اني لا اعرف اصل التسمية او معناها الا انني اصبحت احبها، بالفعل هناك علاقة سحرية تجمع بين هذا المعنى و هذا الشئ الابيض البيضاوي ! على ان حديثنا اليوم هو عن استراتيجية البيض و التي اعنى بها التسويق الممل، الساذج، و على الرغم من توصيفاتي السابقة لها، الا انني اعتبرها من انجح الخطط التسويقية على الاطلاق و اكثرها شيوعاً! هذه الاستراتيجية تعني انك تتبنى فكرة معينة او اتجاه معين في التسويق و تقوم بالثبات عليه لفترة كبيرة جداً حتى تصيب المشاهد او العميل بالملل لدرجة ان يكون مستعداً لكي يدفع لك مقابل ان تتوقف عن ازعاجه !
مميزات البيض … ساحر ابيض و ناعم !
في مصر ايضاً حيث يتبنون هذه النظرية، لديهم مثل شهير “الزن على الودان أمٓرّ من السحر“، اي انه اذا قررت زوجتك ان تقنعك انها تحبك و ظلت تخبرك بهذا الامر في اذنيك ليل نهار، فانك ستصل يوماً لتقتنع بانها تحبك على الرغم من كل معاناتك ! و بصفتي طبيب، فانا اؤكد لك ان تكرار كلمات او معاني معينة لفترة كبيرة بجوار اذن احدهم فإنه سيقتنع في النهاية بها، مهما كانت مستحيلة او غير قابلة للتصديق، و ذلك لانك تؤثر ليس على العقل و انما على الحواس “السمع و البصر” و هذه الاشياء هي المتحكمة في النهاية بالعقل ! فعلاً امر من السحر !
photo 1 (1) اشهر محبي البيض لدينا
السمن الصناعي هو افضل من السمن البلدي و لا فرق بينهما، اورليستات سيجعلك تفقد ١٥٠ كيلو جرام في اليوم الثاني، اللبن المعبأ افضل من اللبن الطازج و ريد بول سيعطيك جوانح ! هل صدقتم كل ما سبق ؟ انها كلها امور بديهية الان لآي طفل عاش في زمن ما بعد العام 2000، لديكم مشكلة مع “جوانح ريد بول ” اليس كذلك ؟ لا تقلقوا ستكونون مقتنعون تماماً بها عن قريب ، تتبنى ريد بول مسابقات الطيرات الكبرى في العالم و قامت بتمويل اسرع قفزة من الفضاء و مازالت تدعم صناعة الطائرات الغريبة و كل ما له علاقة بالجوانح و الطيران، انها تعمل في الطريق الصحيح، عن قريب سترون اجنحتكم بانفسكم و هي تخرج من الجوانب، و ذلك بعد شرب علبة ريد بول صغيرة !
photo 2 (1)
محاربي البيض !
على الرغم من نجاح نظرية البيض بكثرة، لدرجة انني عندما تذمرت من بعض الاعلانات و كان بجواري احدهم، قام بتهدئتي و قال “يا صديقي اننا نعيش على بيضة كبيرة (يقصد الارض) فلما الغضب ؟ ” ! الا ان بعض الشركات اصبحت تتبنى فكر معاكس “محاربة البيض” انها تلك الشركات التي قررت اللعب على اوتار المصابين بحساسية للبيض، فنجد هنا شركة مثل “سڤن اب” تبني حملتها التسويقية على “الانتعاش” و محاربة الملل، بينما تبني “مولتو” مجموعة اعلانية في هذا الاتجاه، حيث يظهر في الاعلان بعض الشخصيات التي تتحدث في امر غير قابل للتصديق و ممل فينفجر ساندويتش مولتو المجاور، انها تريد القول؛ رجاءاً لا تقوموا بالبيض بجوار “مولتو” فهو حساس للبيض كالكثيرين !
بيريل
“بيريل” تبنت نظرية ان “البيض غير مسموح للرجال” في مجموعتها الاعلانية الاخيرة، حيث يظهر بعض الرجال يقومون بتصرفات حمقاء و نسائية بيضاوية و لكن بعد شربهم لعلبة “بيريل” تغير الوضع و عادوا لذكوريتهم المعهودة ! على الرغم من حماقة هذه الفكرة الا ان تكرارها و الاستمرار عليها في اكثر من مجموعة اعلانية جعلت من بيريل اسم يرتبط بالرجولة و الفحولة و القوة !
إكره الاعلان كيفما شئت و لكنك لن تستطيع يوماً ان تخبرني بانك تكره “بيريل” لان طعمها مُر خوفاً من ان اطعن في رجوليتك ! لقد تأثر عقلك الباطني يا رجل، صدقني