تعمل الزكاة على تحفيز الاستثمار من خلال القضاء على اكتناز الأموال ، والمساعدة في الاستقرار
الاقتصادي ، فالاكتناز هو تقييد دفع النقود عن أداء وظيفتها كأداة للتبادل . وهنا يأتي دور الزكاة التي تفرض على كل مال نام مستثمر ويدر ربحاً أو قابل للنمو المال الذي يمكن أن يدر ربحاً إذا ما استثمر مما يدفع صاحب المال المكتنز لاستثماره حتى لا تأكه الزكاة ، فقد جاء في الحديث : ” اتجروا في مال اليتيم حتى لا تأكله الصدقة ” وقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ” استثمروا أموالكم ” . والإسلام أمر بالإنفاق ، واستثمار الأموال ، وذم الاكتناز وعدم الإنفاق قال تعالى … ” والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ” ( التوبة : 34 ) . والإنفاق الوارد في الأية الكريمة يشمل الزكاة والصدقات التطوعية كما يشمل أيضاً الإنفاق الاستثماري .
وهكذا، يتم تخفيض مستوى الاكتناز وتتوفر الأموال السائلة أمام المشروعات الاقتصادية، وهذا ما يدفع إلى زيادة الإنتاج والإنتاجية، وبالتالي يرتفع معدل النمو الاقتصادي وتزداد الدخول، كما أن إنفاق الزكاة على المصالح العامة يساعد على إيجاد بيئة داعمة للاستثمارات فتنمو وتزدهر.
أما المساعدة في الاستقرار الاقتصادي فتتم من خلال البيئة الاجتماعية المستقرة التي توجدها الزكاة، وبالتالي البيئة الاستثمارية المستقرة؛ حيث يشعر المستثمرون بالأمان وقلة المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها استثماراتهم، فالإنفاق على الفقراء والمساكين يعمل على تآلف المجتمع المسلم وتناصره وتعاونه، ويُذهب عنه الضغائن والصراعات بين الأغنياء والفقراء، وهذه البيئة المستقرة ما كان لها أن تكون في غياب تطبيق الزكاة في المجتمع المسلم.