يعتبر الاعتماد على النفس أو تحمل المرء لمسئولياته هي السمة أو الخاصية الرابعة للرجال العظام أو للرواد في الدراسة
التي قامت بها مؤسسة ” جالوب “. حيث ينظر الأفراد المتميزون إلى أنفسهم على اعتبار أنهم القوة الإبداعية الأساسية في حياتهم الخاصة. وهم يرون أنفسهم أنهم هم المسئولون عن حياتهم الخاصة وانهم مسئولون مسئولية كاملة عن وضع وتحقيق الأهداف المهمة بالنسبة لهم.
يرفض الفائقون أو المتميزون في مجالاتهم ان يختلقوا أعذاراً. فعندما يقعون في أخطاء فأنهم يعترفون بها بسرعة ويعمون على تصحيحها ثم مواصلة التقدم. وهم لا يتوقعون أو ينتظرون من الغير أن يفعل أشياء لهم، وهم يرفضون أن يغضبوا من هؤلاء الذين يخيبون آمالهم. وهم يعتبرون أنفسهم الممثلين الأساسيين أو الرئيسيين في المسرحية التي تعرض على خشبة المسرح وتتناول حياتهم الخاصة.
الخطوة الكبرى نحو النضج
يعتبر تحمل لمسئولية الشخصية عن نفسك بالنسبة لأي شيء تريد إتقانه وتحقيقه في المستقبل هو الخطوة الكبيرة نحو النضج وارتفاع مستوى الأداء. هناك كثير من الناس ممن يعطلون حياتهم الخاصة من خلال استمرارهم في تذكير أنفسهم بالتجارب المريرة غير السعيدة التي حدثت في الماضي. فهم يظلون على خلافه مع والديهم، وأشقائهم وأزواجهم، وعلى خلاف مع رؤسائهم في العمل. هذا بالإضافة إلى أنهم يظلون غاضبين بسبب الاستثمارات السيئة وغير الواعية التي وقعوا فيها. وهم للأسف لا يتركون هذه الأحداث المريرة تغادر خيالهم وتفكيرهم وإنما يفسحون لها المجال لكي تظل تطاردهم طيلة حياتهم. ونتيجة لذلك فهم في حقيقة الأمر يضعون العراقيل ويكبلون أنفسهم بها ومن ثم يتسببون في تأخير أنفسهم.
إن من العلامات الشهيرة للناجحين أو البارزين أنهم لا يعبئون بالماضي ولا يفسحون له المجال لكي يدمر حياتهم، فهم يرفضون أن يغضبوا من شيء ليس تغييره أو عمل أي شيء بشأنه. إن أفضل طريقة للتعامل مع الماضي هي أن تتعلم وتستفيد منه طيلة حياتك.
فإذا كنت غاضباً من شخص ما قد سبب لك أذى أو ضررا ما، فحاول أن تدرب نفسك وتعودها على روح التسامح والعفو، وسامح من أخطأ في حقك. فمتى فكرت في شخص قد كانت بينك وبينه خصومة في الماضي ومازالت مبتسماً بسببها, فعليك أن تقول في الحال : ” أسامحه على كل بدر منه ” ثم بعد ذلك اشغل نفسك بتحقيق أهدافك حتى لا يكون لديك وقت للتفكير فيما فعله أو لم يفعله هذا الشخص أو فيما حدث في الماضي.