قال الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء السابق إن هناك مجالات واسعة ومهمة للتعاون بين مصر ودول الخليج، خاصة عقب ما شهدته العلاقة بين مصر والخليج، عقب 30 يونيو 2013، وإنه من المهم أن يتحول ذلك التعاون إلى تحالف اقتصادي واضح، من منطلق أهمية منطقة الخليج.
وأضاف الببلاوي خلال حوار لصحيفة البيان الإماراتية نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني أنه على الحكومة المصرية أن تقوم بتشجيع المستثمرين العرب خاصة الخليجيين للاستثمار في مصر، في شتى القطاعات المختلفة.
وأشار إلى أنه لابد من إدراك أن مصر تعتبر جزءًا لا يتجزأ من العالم، وكذلك الانتباه إلى أنها في موقع إقليمي هام وهو المنطقة العربية، حيث إن المنطقة العربية مليئة بالفرص والإمكانات والموارد، وهي غير مستغلة، وأنه انطلاقًا من هذا، لابد من تحقيق التكامل في الاقتصاد العربي، بما يجعل من المنطقة في مجموعها قاعدة اقتصادية تساعد في الاقتصاد العالمي بكفاءة وقدرة.
وأوضح الببلاوي أن تحقيق التكامل الاقتصادي العربي سيعود على الدول العربية اقتصاديًا وسياسيًا، حيث إن الدول ذات الاقتصاد القوي يكون لها ثقل سياسي، وهذا ما نحتاجه في المرحلة الراهنة.
ولفت إلى أن حكومة المهندس محلب تقوم بعمل جاد وشاق، وتنتبه للقضايا العاجلة دون إهمال القضايا الهامة، مثل محاولاتها لحل أزمة الكهرباء التي اجتاحت مصر، وإعادة الانضباط للشارع، وكذلك محاولات حل أزمة الدعم التي ساهمت في الاختلال الشديد في الاقتصاد لعقود طويلة، والذي لا يمكن أن تتحمله الميزانية في المستقبل.
ونوه الببلاوي إلى أن هناك نوعان من التحديات التي تواجه الاقتصاد المصري الأول القضايا الهامة، والثاني القضايا العاجلة، أما القضايا الهامة فلابد أن توليها الحكومة كل الاهتمام، ولكن المشكلة أن القضايا العاجلة لا تقبل التأجيل أيضًا مثل أزمة نقص الوقود وتلفيات محطات الكهرباء، وكذلك الأزمة الأمنية، فجميعها متطلبات لابد من حلها والتصدي لها.
ونبه إلى أنه لابد من ترسيخ الوقت والجهد بصورة فعلية لحل القضايا العاجلة، خاصة وأن البلاد لا تتقدم إلا من خلال رؤية بعيدة النظر تدرك ما تحتاجه للأجيال المقبلة، حيث إن هناك قضايا كبرى لابد أن يتم وضع حلول لها حتى لو على الأمد البعيد مثل قضية السكان.
وشدد الببلاوي على أنه لابد من التنسيق بالتحالف والمشاركات مع عدد من الدول التي لها باع في مجال الصناعة، بالإضافة إلى ضرورة التوجه إلى الصناعات التي لها مستقبل وفي صعود حتى تعود بفائدة جيدة اقتصاديًا.
وأوضح أنه حتى يتم تنفيذ هذه الخطوات، لابد من تكوين كوادر فنية في المجالات والقطاعات المتعددة إلى جانب التطوير التكنولوجي، وحتى تتم هذه المراحل لابد من الاهتمام بقضية التعليم، لافتًا إلى أن جميع القضايا متشابكة ومترابطة معا ولابد من السير في جميع الطرق بالتوازي، للوصول لنتائج مرضية تحقق التنمية المطلوبة.
وقال الببلاوي إن العولمة تزداد في العالم، وستزداد خلال السنوات المقبلة ولن تستطيع دولة الانزواء والانغلاق على نفسها، ولابد من الفصل بين الأيديولوجيات والمصالح، كما لابد من الانفتاح على العالم بأطيافه المختلفة.