تستهدف الحكومة زيادة معدلات النمو الاقتصادي على المدى المتوسط لمستوى يتراوح ما بين 6 إلى 7%، بما يسهم في زيادة فرص العمل الجديدة المتولدة وخفض معدلات البطالة لتصل إلى حدود 9 – 10% خلال العام المالي 2020/2019 .
وذكرت وزارة المالية، في البيان المالي لمشروع الموازنة للعام المالي 2016 – 2017، أن ذلك يتطلب رفع معدلات الإدخار القومي من 14 إلى 15% من الناتج المحلي الإجمالي لتقترب من معدلات الاستثمار المستهدفة عند 17 – 18% من الناتج المحلي الإجمالي التي تسمح بتوسيع الطاقة الإنتاجية ورفع معدلات التشغيل.
وأشارت إلى أن الحكومة تستهدف أيضا استقرار مستويات الأسعار، وذلك بخفض معدلات التضخم لتصل إلى نحو 7 – 8% على المدى المتوسط، وهو ما يتطلب العمل على جانبي العرض والطلب، والعمل على خفض الاختناقات على جانب العرض وزيادة عوامل المنافسة في السوق، وفي نفس الوقت السيطرة على معدلات نمو الطلب الكلي في الاقتصاد خاصة من خلال خفض عجز الموازنة حتى يتناسب مع النمو على مستوى العرض الكلي.
وأوضحت أن تحقيق الاستدامة المالية والاستقرار الاقتصادي يتطلب خفض العجز الكلي بالموازنة العامة للدولة إلى نحو 8 – 8.5% خلال 2019 – 2020 ، أخذا في الاعتبار تطبيق برنامج اقتصادي متوازن بين الإصلاحات المالية والاقتصادية الهيكلية وفي نفس الوقت زيادة الإنفاق على التنمية البشرية خاصة في التعليم والصحة وزيادة الإنفاق على استثمارات البنية الأساسية لتحقيق نقلة في مستوى الخدمات العامة الأساسية أمام المواطنين، فضلا عن الإنفاق على برامج الحماية الاجتماعية للفئات الأولى بالرعاية.
وأضافت أنه سوف يسمح خفض عجز الموازنة في تحسن مؤشرات الدين العام (محلي وخارجي) ليصل إلى نحو 85 – 90% خلال 2019 – 2020 ، وذلك ارتباطا باستمرار تطبيق إجراءات الضبط المالي، بما يسهم في توجيه موارد الدولة للإنفاق التنموي بدلا من خدمة أعباء الدين.
كما سيتطلب ذلك استمرار تنفيذ الإجراءات الإصلاحية في مجالات السيطرة على الأجور وترشيد الإنفاق غير الفعال والعمل على زيادة الإيرادات الضريبية وغير الضريبية وتحقيق أعلى عائد على أصول الدولة، حيث أنه في غيبة هذه الإصلاحات يمكن أن يرتفع العجز الكلي للموازنة خلال 2019 – 2020 إلى نحو 15.4% من الناتج، وارتفاع الدين العام الحكومي إلى نحو 110% من الناتج المحلي، وهي مؤشرات لا تحقق الاستدامة المالية للدولة والاستقرار اللازم للسيطرة على معدلات نمو الأسعار وإيجاد بيئة مناسبة لنمو النشاط الاقتصادي.
وأشارت المالية إلى أن أهم الإجراءات الإصلاحية المطلوبة على المدى المتوسط لتحقيق الضبط المالي تتمثل في تحسين كفاءة النظم الضريبية وانتظام المجتمع الضريبي وتوسيع القاعدة الضريبية والتركيز على سد منافذ التخطيط والتهرب الضريبي وتحسين أداء الحصيلة من بعض الأنشطة، بما يساهم في زيادة نسبة الإيرادات الضريبية من الناتج المحلي الإجمالي إلى النسب المتعارف عليها عالميا بالنسبة للدول النامية والناشئة.
ومن ضمن الإجراءات الإصلاحية التخارج من دعم الكهرباء مع استمرار توفير الحماية للفئات المستهدفة، وترشيد دعم المنتجات البترولية وقصر الدعم على بعض الاستخدامات التي تمس محدودي الدخل في أضيق الحدود واستبداله تدريجيا بالدعم النقدي للفئات المستهدفة، السيطرة على معدلات نمو السكان، إصلاح نظام المعاشات بما يضمن استدامة المالية وتحسين أحوال أصحاب المعاشات، ورفع كفاءة نظم إدارة المالية العامة لتحقيق أفضل عائد من الإنفاق الحكومي الذي ينعكس بشكل يشعر به المواطنون في مستوى الخدمات المقدمة لهم.
أوضح البيان المالي عن مشروع موازنة 2016_2017، الذي أصدرته وزارة المالية، أن تقديرات دعم الأدوية، وألبان الأطفال بلغت نحو 600 مليون جنيه بمشروع الموازنة الجديدة، حيث يمثل الدعم ما تتحمله الدولة من فروق التكلفة الناتجة عن استيراد الأدوية وألبان الأطفال وبيعها بأسعار تقل عن تكلفتها الاقتصادية، ويتم صرف هذا الدعم للجهة المنوطة بذلك وهي وزارة الصحة.
وأضاف البيان إنه تم إدراج 1.5مليار جنيه لدعم صندوق الإسكان الاجتماعي كتمويل من الخزانة العامة بخلاف مليار جنيه مدرجة لهذا الغرض بموازنة صندوق دعم نشاط التمويل العقاري ممول بقرض من البنك الدولي ليصبح إجمالي الدعم لصندوق الإسكان الاجتماعي بمشروع موازنة العام المالي الجديد 2.5مليار جنيه.
وأكد أن الحكومة تستهدف تحسين منظومة الإسكان، وتطويرها، وتوفير ظروف معيشية أفضل للمواطنين بتوفير السكن الملائم والمتطور من خلال مشروع الإسكان الاجتماعي والانتهاء من بناء نحو 200 ألف وحدة سكنية بتكلفة تصل إلى نحو 33 مليار جنيه مدرجة بمشروع موازنة 2016 / 2017.
وبلغت تقديرات دعم فائدة القروض الميسرة نحو 500 مليون جنيه بمشروع الموازنة الجديدة، حيث تتحمل الدولة فروق سعر الفائدة على القروض الميسرة للإسكان الشعبي، والإقراض الميسر للأسر الفقيرة، فضلا عن فروق سعر الفائدة على أرصدة هذه القروض.