spot_img

ذات صلة

جمع

تراجع الطماطم والخيار.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم الخميس

تراجع سعر كيلو الطماطم، والبطاطس، والخيار البلدي والصوب، خلال...

التنمية المحلية: توريد 3 ملايين شجرة بتكلفة 98 مليون جنيه

آمنة: شراء 28 ألف شجرة جاري زراعتها في الوحدات...

سعر الدولار اليوم الخميس 13/6/2024 مقابل الجنيه المصرى

ننشر سعر الدولار اليوم الخميس 13-6-2024، مقابل الجنيه المصرى...

بورصة الدواجن اليوم.. سعر الفراخ البيضاء اليوم الخميس

ننشر سعر الدواجن اليوم الخميس في مصر عقب تغيرات...

تعرف على ضوابط الضريبة الجمركية وكيفية سدادها فى القانون

أجاز القانون رقم 207 لسنة 2020 بإصدار قانون الجمارك،...

تحمل المشاكل..ضريبة الدور الكبير

كلما يكبر المرء، ويعظم دوره، كلما تزداد همومه ومشاكله، تماما كما أنه بمقدار ما يكبر الطفل، تشتد عضلاته، وتزداد قدراته الجسمية والفكرية والروحية.

من هنا يختلف دور الإنسان في الحياة من شخص لآخر، تبعا للمركز الذي يشغله، والمكانة التي يتبوءها.
فلربما يتفوه شخص بسيط بكلمة، فلا تؤثر إلا على مستوى عائلته، ولكن ذات الكلمة عندما يتفوه بها رئيس دولة، فإنها تؤثر على مستوى تلك الدولة، ولربما غيرت معادلات وقلبت موازين.
فالشخص الذي يتبوأ مركزا مرموقا في المجتمع، تكون قدراته كبيرة، وتبعا لذلك تكون مسؤولياته عظيمة، وحسابه يوم الجزاء أعظم.
يذكر أن بهلول العاقل كان يسعى الناس بين الصفاء والمروة، وكانوا يبكون وينتحبون، فرأى هارون الرشيد وهو يبكي لوحده، فقال له بهلول: أتعلم يا هارون لم يبكي هؤلاء الناس؟
فقال هارون: لا.
فقال بهلول: “كل واحد منهم يبكي لنجاة نفسه، لأنه مسؤول عنها. أما أنت فمسؤول عن نفسك، وعن كل واحد من هؤلاء لأنك رئيسهم”.
ثم إنه بمقدار ما تزداد قدرات الإنسان، فإن مشاكله أيضا تكبر معه، وإذا سقط فإن سقطته تكون خطيرة كالذي يسقط من شاهق، فكلما كان المكان أرفع، كان السقوط منه أخطر، وعذاب الكبير إذا عصى الله يكون يوم القيامة عسيرا وكبيرا.
وبالعكس بالنسبة إلى الصالحين، فكلما يعظم دورهم يعظم ثوابهم، لأن “الأجر على قدر المشقة” وكبار الصالحين يتحملون عظائم الأمور.
فمثلا الرسول الأعظم (ص) حينما بعث بالرسالة، فهو من جهة قد كبر دوره وعظم، ومن جهة أخرى انهالت عليه المشاكل حتى قال “ما أوذي نبي بمثلما أوذيت”.
ذلك لأن رسالته هي أعظم الرسالات السماوية بل هي جامعة لكل الرسالات.
وعظمة الرسول (ص) تكمن في أنه تحمل كل تلك المشاكل والصعاب، دونما كلل أو ملل، وأنه حمل على أكتافه مشعل الهداية، التي يظل نورها متوهجا إلى قيام الساعة.
وكما يصدق ذلك بالنسبة إلى دور الفرد فإنه يصدق بالنسبة إلى دور التجمعات، فالفرد الواحد له دور بحجمه ومشاكل بحجمه أيضا، وإذا أصبح الفرد جزءا من جماعة فهو بمقدار ما يزداد دوره، تزداد مشاكله. لأن الانتماء إلى الجماعة له ضريبته وهي زيادة المشاكل والهموم. ولكن مع زيادة ذلك يزداد دور الفرد داخل المجموعة، ودور المجموعة داخل المجتمع.
وعلى كل حال بديل عن انخراط الفرد في المجموع، لأن “الاثنين خير من الواحد، والثلاثة خير من الاثنين” كما يقول الرسول (ص).
ولا ريب أن الفرد الذي يتحرر من إسار الفردانية وينتقل إلى واحد الجماعة، فإن النجاح سيكون حليفة هي شتى المجالات. لأن قوة الجماعة ستضاف إلى قوته، فيكون على مواجهة الأعداء أقدر، وعلى مواكبة تطورات العصر أكثر.

spot_imgspot_img