ذات صلة

جمع

المالية تجيب عن أهم 20 سؤالًا حول قوانين حزمة «التسهيلات الضريبية»

أسئلة واستفسارات تدور فى أذهان الممولين حول قوانين حزمة...

وظائف محاسبين في شركه مقاولات بالمملكه العربيه السعوديه – نجران

تفاصيل الوظيفة مطلوب للعمل بشركة مقاولات بالمملكه العربيه السعوديه بنجران...

مطلوب محاسب تكاليف في مطعم كشري شهير – المنصوره

تفاصيل الوظيفة مطلوب محاسب تكاليف – بمطعم كشري شهير بالمنصورة –...

وظائف محاسب عام في كبري شركات الاستثمار العقاري – الرياض

تفاصيل الوظيفة مطلوب محاسب عام – للعمل بكبرى شركات الاستثمار...

مطلوب محاسب في شركه ادوات منزليه

تفاصيل الوظيفة مطلوب محاسب – شركة ادوات منزلية – السن من...

“أنا أريد، و أنت تريد، و الله يفعل ما يريد”

سأتكلم بشكل مفصل عن هذه المقولة

عندما تخطط لشيء ما، أو تريد فعل شيء ما ، و لا ينجح معك، و تفشل فيه،

هذا الأمر لا يتعلق بأن الله أراد الفشل لما اخترته أنت، أو أن الدنيا أو القدر يقفان في وجه أحلامك، و لا يتعلق الأمر بأن أحلامك ما هي إلا نصيب و لن يتحقق منها إلا مايريده الله، و للأسف تخبر نفسك بأنك مهما فعلت و تمنيت لن تحصل إلى نصيبك.
كل هذه أفكار و معتقدات خاطئة جدا عن الله سبحانه

فمثلا، عندما يقوم شخص بفعل جميع المتطلبات اللازمة للحصول على شيء ما ( كالنجاح في العمل أو الدراسة أو أي شيء أخر ) ثم بعد ذلك يقول بأنه خائف من الدنيا و غدرها و تقلبات القدر، فمن الطبيعي جدا ألا يحصل مراده، لسوء ظنه بالله سبحانه. فلا الدنيا و لا القدر لديهم القدرة على مخالفة مشيئة الله و سنته ( أي قوانينه )
قال الله في حديثه القدسي : ( ‏أنا عند حسن ظني عبدي بي فليظن بي ما يشاء، إن ظن بي خيراً أعطيته و إن ظن بي شراً أعطيته )

عندما لا تنجح في الحصول على ما تريد،
فالحقيقة هي أنك لم تتبع ” القدر ” الصحيح لفعل هذا الشيء..

و هنا السر في ” القدر ” : و هو أنه لا يوجد نهائيًا و مطلقًا تعارض بين اختيار الله و اختيار الإنسان، فقد اختار الله للإنسان ما اختاره الإنسان لنفسه.

و للتوضيح
اختيار الله هو عينه ما يختاره الإنسان لنفسه
و لهذا فالإنسان مسؤول تماماً عن اختيارته و إرادته للأشياء …
و يوجد فرقٌ بينها و بين مشيئة الله و قدره، فمشيئة الله و قدره هما لكل ما فيه صلاحٌ للإنسان و خيرٌ و سعادة له في الدنيا و الأخرة.
فإذا توافق اختيار الإنسان و إرادته لشيءٍ ما مع مشيئة و قدر الله، سيتحقق ما يريده العبد مهما كان.

” القدر ” يأتي بمعنى ” المعايير ” ، فإذا اتبعت المعايير -القدر الذي وضعه الله- بشكل صحيح لفعل الشيء، ستنجح و بكل تأكيد في فعله، و لكن إن لم تتبع القدر الذي وضعه الله، ستفشل.

الله سبحانه بعلمه الكامل الأزلي و حكمته وضع القدر الذي فيه كل الخير و السعادة و الفلاح للإنسان في الدنيا و الأخرة، و فيه جميع الأقدار اللازمة لعمارة الأرض و استمرارها و الاستخلاف فيها
قال الله تعالى : ( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّه )
تلك الحسنة هي الحصول على النتيجة التي يريدها الإنسان جزاءً من الله لمن تبع قدره.

و أما إذا لم يتبع الإنسان هذا القدر و ابتعد عنه، فلن يحصل النتيجة التي يريدها، و سيحصل عندها البلاء.
و البلاء هنا لم يأتي لأن الله نفسه أراد ابتلاء العبد، بل لأن العبد نفسه لم يتبع ما قدره الله له لفعل الشيء.
قال الله تعالى : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
و هنا علل الله ظهور الفساد بما فعل الناس من ذنوب و سيئات، و أيضا بابتعادهم عن فعل القدر الصحيح الذي وضعه الله لعمارة الأرض و سلامها.

و لكل شيء -مهما كان- قدر، فهناك قدر للصحة، و قدر للغنى و للثراء و للرزق، و قدر للعلاقات مع البشر، و قدر للنجاح ، و للسعادة و الطمأنينة…

و الله سبحانه و تعالى إذا ما توكل عليه العبد حق التوكل، فسيلهمه الله ( إما بالحدس و الإلهام، أو الرؤيا ) بالقدر الصحيح للأشياء.
و هناك طرق لمعرفة قدر الأشياء: كالقراءة و التأمل.

عندما يفشل الإنسان في فعل ما يريده، فلأنه لم يتبع ( أو لم يعلم بعد ) القدر الصحيح، و لا يعني ذلك أن الله أراد له الفشل و الوقوع في الخطأ.

قد شرع الله في ديننا صلاة الاستخارة، و ذلك لأن الإنسان سيبقى جاهلا مالم يعلمه الله. و قد يريد الإنسان اختيار شيء لا يتوافق مع حقيقته و شخصيته و تؤدي في النهاية إلى خسارته. و لذلك تعد صلاة الاستخارة من العبادات التي تعيد الإنسان إلى حقيقته، و لا يتحقق ذلك مالم يتوكل على الله حق توكله.

بعد توضيح جميع النقاط اللازمة
أعود إلى هذه المقولة ” أنا أريد، و أنت تريد، و الله يفعل ما يريد “.
هل ما زلت تظن أن الله سيخذلك ؟ و لن يحقق لك ما تريده ؟

الله سيحقق دائماً دائماً ما تريده أنت أيها الإنسان و سيعطيك كل ما ترغبه و تريده مهما كان.
سيرزقك، سيسعدك، و يمنحك جميع العلاقات الرائعة التي تحلم بها مع أهلك و زوجك و أصدقائك، و سيمنحك الصحة و الغنى و الطمأنينة.
و لكن بشرطٍ واحد : اتبع ما أمرك الله سبحانه به ( و للتأكيد، لأن ما أمرك الله به هو نفسه القدر و هو سنة الله في الأرض )

انطلق أخي، خطط لحاضرك و مستقبلك و تمنى و احلم بما تريده و توكل على الله دائما و ثق به
و تذكر دائما هذه الخاتمة،،
أنا أريد، و أنت تريد، و الله كريم رحيم يؤتنا دائما ما نريد..