البيئة التي يعيش فيها الإنسان هي مهد وجوده ، ومرتفق حياته ، فلا ضير إذاً أن يكون لهذه البيئة شأن عظيم في حياته من حيث العناية بها والاهتمام بالمحافظة عليها ، ولعل أول اهتمام بالبيئة كان اهتماماً عملياً في سعي الإنسان للمحافظة عليها بما يحفظ حياته غذاءً وكساءً
ومأى ، التقاطاً لما يجود الله به عليها واستزراعاً لنباتها ثم استخراجاً وتصنيعاً لمعادتها ، وظل ذلك الاهتمام متصاعداً مع تطور الحياة إلى أن وصل الذروة في عهد الثورة الصناعية التي يعيش الإنسان الطور الأكبر من أطوارها ، وما أحدثته وعلى وجه الخصوص على مدى القرن الماضي من أثر سلبي في البيئة الطبيعية استنزافاً لمواردها وتغييراً في بيئتها وتدخلاً في نظامها وقد نشأ جراء ذلك ظواهر أخلت بتوازنها ، وتلوث في كثير من مرافقها ، وقد ظلت تلك الظواهر تتكاثر في أنواعها ، وتتفاقم في أحجامها باطراد حتى بلغت حداً أصبحت نذير دمار للبيئة وإفساداً للحياة الإنسانية على ظهرها .