اعداد محاسب

أهداف و طبيعة الرقابة الإستراتيجية

تهدف الرقابة الإستراتيجية إلى معرفة مدى نجاح تنفيذ الإستراتيجية فى ضوء ما تم تصميمه مسبقا والتأكيد على أن الإستراتيجية المنفذة هى المقصودة وأن تنفيذ الإستراتيجية يؤدى إلى النتائج المطلوبة، فقد ينتج عن عملية الإدارة

الإستراتيجية قرارات قد يكون لها عواقب ملموسة على المدى الطويل، وقد تؤدى هذه القرارات الإستراتيجية الخاطئة إلى فرض عقوبات قاسية ويصبح من الصعب بل من المستحيل تغييرها، لذا يتفق معظم الإستراتيجيين على أن الرقابة الإستراتيجية ضرورية لصالح المنظمة، فالرقابة التى تتم فى الوقت الصحيح قد تنبه الإدارة إلى مشاكل فعلية أو محتملة قبل أن يصبح الموقف حرجا، وترتبط الرقابة الإستراتيجية بعملية تقييم الإستراتيجية الحالية .

فتقييم الإستراتيجية الحالية يتعلق بتقييم الأثر المستقبلى لها على أداء المنظمة ككل، وهذا يتطلب تحديد مدى فعاليتها حالا ومستقبلا من خلال تقييم الأداء الماضى والمستقبلى، فتقييم الأداء الماضى يتم من خلال مقارنة الأداء الفعلى للمنظمة تحت الإستراتيجية الحالية مع الأداء المتعلق بفترات تاريخية ماضية لنفس المنظمة أو للمنافسين، إن عملية تقييم الإستراتيجية عملية معقدة وحساسة خاصة وأن المنظمات تواجه حاليا بيئة ديناميكية تتغير فيها العناصر الرئيسية سواء الداخلية أو الخارجية بسرعة كبيرة ولا يعد النجاح الحالى ضمان للنجاح فى المستقبل ويرجع ذلك لعدة أسباب: الاقتصاد المحلى والعالمى كان أكثر استقرارا فى السنوات الماضية، دورة حياة السلع كانت أطول، دورة تطوير المنتج كانت أيضا أطول،التقدم التكنولوجى كان أبطء، التغيرات التكنولوجية كانت أقل، عدد المنافسين أقل، الشركات الأجنبية ضعيفة والصناعات كانت تخضع لقواعد منظمة بدرجة أكبر ومن ضمن الأسباب الأخرى التى تجعل تقييم الإستراتيجية أكثر صعوبة اليوم الاتجاهات التالية:

1- زيادة تعقد البيئة بصورة ملموسة.

2- زيادة صعوبة التنبؤ بالمستقبل بدقة.
3- زيادة عدد المتغيرات البيئية.
4- معدل التقادم السريع للخطط مهما كانت تتسم بالدقة.
5- زيادة عدد الأحداث المحلية والعالمية التى تؤثر على المنظمات.
6- انخفاض الإطار الزمنى الذى يمكن التخطيط داخله بدرجة معينة من الدقة.

 

ويلاحظ أنه فى الكثير من الشركات لا تتعدى عملية تقييم الإستراتيجية تقييم مستوى أداء المنشأة ( هل ازدادت الأصول، هل ارتفعت الربحية هل ازداد العائد على الاستثمار ومعدل إيراد السهم ) وترى بعض الشركات أن الإستراتيجية صحيحة طالما أن الإجابة على التساؤلات السابقة ايجابية ولكن هذا المنطق مضلل حيث أن تقييم الإستراتيجية لا بد أن يكون من منظورين: الطويل الأجل والقصير الأجل وكثيرا لا تؤثر الإستراتيجيات على النتائج قصيرة الأجل إلا بعد فوات الأوان الملائم لإجراء أى تعديلات أو تغيرات ضرورية .

إذن فإنه من المستحيل القول بأن إستراتيجية ما هى المثلى أو هى الأكثر ملاءمة أو أنها ستنجح ولكن فى الإمكان تقييم الإستراتيجية والرقابة عليها للكشف عن عيوبها الأساسية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى