بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية تقليل التكلفة والتحكم فيها في الشركات الصناعية
المقدمة:-
تنبع أهمية تقليل التكلفة والتحكم فيها في أن الهدف الأساسي والأولي لأي شركة كانت هي الحصول على الأرباح وتعظيم تلك الأرباح وهذا كما قلت هو هدف أي شركة حتى الشركات الغير ربحية.فبدون تحقيق هامش ربحي فإنها لن تستطيع البقاء طويلاً .وتستطيع هذه الشركات تحقيق هدفها الأساسي ألا وهو تعظيم الأرباح عن طريق تحكمها في أنشطتها بحيث تعطي أفضل منتج وبأقل سعر أو عندما تقلل وتتحكم بتكلفة منتجها بحيث تستطيع المنافسة في السوق مع مثيلاتها من الشركات.
كما هو معروف فان المحاسبة المالية لا تعطي المعلومات المتعلقة بالتكاليف وإنما تعني بتسجيل وتبويب وتضيف العمليات المالية بغية معرفة وتبيان المركز المالي للشركة ومعرفة ما إذا كانت الشركة تحقق الأرباح أم لا . لهذا السبب تنبع أهمية إعداد قوائم التكلفة للشركات الصناعية لان مثل هذى القوائم هي التي تزود إدارة الشركة بمثل هذه المعلومات . كذلك تنبع أهمية إعداد مثل هذه القوائم أي قوائم التكلفة في إنها تبين ما اذا كانت التكلفة الحاصلة في مختلف الأقسام في الشركة أو المنشاة هي معقولة وعقلانية أم لا ومعرفة إلى أي مدى يمكن تقليل هذه التكاليف والتحكم فيها من خلال استعمال A.B.C تحليل ال الحجم الاقتصادي للطلبية‘E.O.Q ‘تقنيات التحكم بالتكلفة مثل
المطبق في كثير من الشركات اليابانية العملاقة.‘J.I.T ‘واستخدام نظام ال
ان دراسة نظام محاسبة التكاليف في بعض الشركات الصناعية الفلسطينية المحدودة يبين ما إذا كان نظام محاسبة التكاليف فعال ومتين في تلك الشركات قيد البحث وكذلك يساعد الإدارة على تقليل التكلفة والتحكم بها. وهذا بدوره يؤدي الى زيادة الربحية في تلك الشركات وذلك من خلال تقليل سعر البيع لمنتجاتها وتحقيق أرباح إضافية الذي هو هدف أساسي لاي شركة بشكل عام والشركات الصناعية الفلسطينية على وجه الخصوص.
نشأة ونمو وتطور محاسبة التكاليف :-
Origin , Growth & Development of Cost Accounting .
هناك مقولة مشهورة تقول ” ان الحاجة أم الاختراع ” أي أن الإنسان عندما يحتاج إلى شيء فانه يجده أو يبدعه أو يخترعه، وهذا هو الحال بالنسبة لحقول المحاسبة المختلفة. ان محاسبة التكاليف تعتبر علماً حديثاً إذا ما قورن بالمحاسبة المالية. فقد بدا الاهتمام بهذا الحقل من حقول المحاسبة في بداية القرن العشرين.وقبل ذلك التاريخ أي ما قبل الثورة الصناعية وقبل عصر الآلات كان الإنسان يقوم بأعماله الصناعية بشكل يدوي وكان يقوم بحساب التكلفة بطرق بسيطة وأولية وبدائية. لكن بعد الثورة الصناعية بدا الاهتمام الجدي بدراسة محاسبة التكاليف وبدا هذا الحقل الهام والحيوي من حقول المحاسبة بالتطور لذلك يعتبر حقل محاسبة التكاليف حقل حديث التطور نوعاً ما في عالم المحاسبة.
بعد الحرب العالمية الأولى ونتيجة لمتطلبات الحرب من معدات والآلات ونتيجة لكبر حجم الصناعات بعد ذلك التاريخ بدا الاهتمام أكثر من أي وقت مضى بالتكاليف وهذا ناتج عن زيادة وانتشار المنافسة الشديدة بين الشركات وكذلك نتيجة تحكم الحكومة بالأسعار.
كما تطرقنا سابقاً فان محاسبة التكاليف هو حقل حديث اذا ما قورن بالمحاسبة المالية وكما هو معروف فان المحاسبة المالية تهتم أو هي حلقة الوصل ما بين إدارة المشروع والإطراف الخارجية للمشروع مثل الباحثين، ودائرة الضريبة، الحكومة وغيرها من الجهات المستفيدة من البيانات المالية المعدة للشركة.
من الناحية الثانية اذا ما نظرنا إلى محاسبة التكاليف، فإننا نرى أن محاسبة التكاليف هي لإدارة المشروع وذلك لمساعدتها لاتخاذ القرارات الرشيدة والحكيمة والتي تهدف إلى تقليل تكلفة المنتج لهذه الشركة أو تلك وبالتالي تعظيم الأرباح التي كما ذكرنا سابقاً هو هدف أي منشاة أو شركة صناعية لكن ان لا يتعارض هذا مع جودة المنتج النهائي.
في الوقت الحالي فان محاسبة التكاليف هى جزء هام وحيوي من علم المحاسبة. الذي كان و لفترة ما قبل عدة قرون سبقت يعتبر جزءاً من حقل المحاسبة المالية. كما هو معروف ومهم ان محاسبة التكاليف قد تمثل قبولاً عاماً وذلك ما بعد الحرب العالمية الأولى وهذا راجع إلى تزايد المنافسة ما بين الشركات الصناعية وكذلك بسبب كبر حجم الصناعة وزيادة التحكم الحكومي في الأسعار.
ازدادت أهمية محاسبة التكاليف ودراسة التكاليف مع مرور الأيام ففي سنوات الأولى لهذا الحقل من حقول محاسبة كان الاهتمام ينصب التركيز ينصبنا على التكلفة الإنتاجية في المصنع فقط وذلك لتقييم البضاعة في المخازن وكذلك لتحديد السعر والربحية. لكن في الوقت الحاضر فقد ازداد الاهتمام في هذا الحقل ليتضمن التكاليف الإدارية وتكاليف البيع والتوزيع وكذلك غطى هذا الحقل المهم من حقول المحاسبة الموازنات والتكاليف المعيارية وكذلك تحديد التكلفة لخدمة الأغراض الإدارية المختلفة يفترض في هذه الأيام ان تكون أهمية دراسة والاهتمام بمحاسبة التكاليف أكثر من ذوي قبل. وانه اذا لم يكن لدى الشركات الصناعية نظام تكاليف فعال وحيوي فان بقائها يصبح صعباً للغاية.
What do we mean by Cost, Costing & Cost Accounting
*ماذا نعني بالتكلفة التكاليف ومحاسبة التكاليف ؟
“يعني مقدار خسارة أو التضحية بمبلغ معين وذلك في سبيل شراء أو في سبيل انتاج Cost ان مصطلح تكلفة
فيمكن تعريفها على إنها تقنيات ومراحل تحديد التكلفة Costing أي شيء “سلعة أو خدمة ” إما بالنسبة للتكاليف
وهناك تعريف اشمل للتكاليف وهي تشمل “التصنيف والتسجيل والتحديد المنطق للمصروفات من اجل تحديد التكلفة وعلاقة التكاليف مع قيمة المبيعات وتحديد الربحية “.
هو ذلك الحقل من حقول المحاسبة الذي يشدد على ويؤكد على تقرير Cost Accounting محاسبة التكاليف
ومراقبة التكاليف والاهتمام الأولى لمحاسبة التكاليف هو تكلفة البضائع المنتجة كما ان هذا الحقل من المحاسبة يهتم بمعلومات التكاليف الحقيقية والمتوقعة المستعملة في مراقبة عمليات الإنتاج وفي التخطيط للمستقبل كذلك.
أهداف محاسبة التكاليف:-
إن أهداف محاسبة التكاليف متعددة ومتنوعة وعلى عكس المحاسبة المالية فكما هو معروف فان المحاسبة المالية هي غالبية الأحيان تكون لخدمة الإطراف الخارجية مثل الدائنين، المستثمرون, الباحثين, المحللون الماليون وأقسام الضريبة في الدولة. إما بالنسبة لمحاسبة التكاليف فيتم عمل قوائمها وذلك لخدمة الأطراف الداخلية أي إدارة المشروع وذلك لتمكين الإدارة من اتخاذ القرارات الرشيدة والحكيمة وهو لصالح المنشاة ويمكن تبيان أهم الأهداف لهذا الحقل المهم من حقول المحاسبة كما يلي:-
1- التحقق من التكلفة.
2-تحديد سعر البيع للسلع المنتجة.
3- إعداد قوائم التكلفة المختلفة وكذلك المساعدة على إعداد القوائم المالية المختلفة .
4-تزويد المعلومات المهمة عن سياسة التشغيل بالنسبة للمنشاة ويكون ذلك بتحديد العلاقة ما بين التكلفة والأرباح، وكذلك ما إذا كان على المؤسسة أن تغلق أبوابها عند نقطة الإغلاق أم تنتج ولو أنها تكبدت بعض الخسائر وكذلك هل يجب على المنشاة أن تنتج بنفسها أم تشتري من الموردون من خارج المشروع ويمكن إضافة نقطة مهمة إلى هذا الموضوع ألا وهو هل يجب على المنشاة ان تستمر بنفس سياسة الإنتاج السابقة وبنفس الآلات والمعدات والمصانع أم عليها أن تستبدلها بالآلات جديدة واقتصادية في نفس الوقت .
عناصر التكلفة :-
تنبع أهمية تقسيم التكاليف إلى عناصرها المختلفة وذلك من اجل المساعدة في تقسيم التكلفة وهذا بدوره يساعد على عملية الحساب وعلى عملية التحكم في التكلفة في الأقسام المختلفة . وعناصر التكلفة تتعلق بمراحل الإنتاج المختلفة وهي تلك المتعلقة بتحويل المواد الخام إلى سلع جاهزة للبيع ، يمكن تقسيم التكاليف الى عدة عناصر وحسب عدة معطيات لكن هناك لا مجال للحديث عنها واهم عناصر التكاليف الأساسية هي :-
1) تكلفة المواد المباشرة.
2)تكلفة الاجور المباشرة.
3)الأعباء الصناعية الأخرى وهي التي تتكون من المواد الغير مباشرة والأجور العير مباشرة.
وألان سنأتي على نوع من التفصيل بالنسبة لكل عنصر من هذه العناصر.
: هي تلك المواد التي تدخل في العملية الانتاجية بشكل مباشر والتي يسهل Direct Material *المواد المباشرة
التعرف عليها وتحميلها الى تكلفة الوحدة الواحدة ومن الامثلة عليها مادة الخشب في صناعة المكتبات ومادة الحديد الخام في صناعة الابواب الحديدية . ويمكن ان تكون هذه المواد الاولية والتي تدخل في العملية الانتاجية اما مواد خام او شبة مصنعة او مواد تامة الصنع .
تولى الادارة في المنشاة عادة اهمية كبيرة لهذا العنصر الهام من عناصر التكلفة لان هذا العنصر يشكل الجانب الاكبر من التكلفة الأجمالية ، وفي غالب الاحيان تشكل تكلفة المواد الاولية ما نسبته 50 -60 % من التكلفة الاجمالية للمواد
وخاصة في شركات صناعة الادوية ويعود ذلك الى ان مواد كثيرة تدخل في هذة الصناعة يتم استيرادها من الخارج ، كما تم التنويه سابقاً يجب التحكم في المواد الخام لانها تشكل جزءاً مهماً من التكلفة الاجمالية للمنتج لذلك فان التحكم في المواد الخام مهم جداً من ناحية مرحلة إعداد أمر طلبية الشراء لحين استهلاك تلك المواد في المصنع .يوجد الكثير من التقنيات التي بواسطتها يمكن التحكم بالمواد من هذه التقنيات نذكر على وجهة الخصوص ما يلي :-
تحديد مستويات المخزون المختلفة (1
-تحديد الحد الأدنى للمخزون .
– تحديد الحد الأعلى للمخزون .
تحديد نقطة إعادة الطلب للمخزون . –
-تحديد حد الطوارئ للمخزون 100 أو ما تسمى بنفقة الخطر .
2)-تحديد المواد الخام في المخازن .
EOQ 3) تحديد الحجم الاقتصادي للشراء
4) تأسيس موازنات تخطيطية للمخزون .
ABC 5) استخدام تحليل
FSN 6) استخدام تحليل
المطبق في اليابان وكذلك في الكثير من دول العالم المتطورة.J.I.T7) استخدام نظام ال
)تقليل التالف قدر الامكان 8
9)تقليل تعطيل الاستثمار في المواد الخام إلى أدنى حدود ممكنة لكن في نفس الوقت الانتباه أن لا يؤدي ذلك الى توقف الإنتاج.
يجب على الشركات الصناعية أن تأخذ الكثير من النقاط في الاعتبار لكي تساعدها في التحكم في التكلفة ومن هذه النقاط على سبيل المثال لا على سبيل الحصر نذكر ما يلي:
تكلفة الاجور المباشرة.Direct Labor Cost (2
كما هو معروف تعتبر تكلفة الأجور العنصر الثاني من عناصر التكلفة المهمة وهذا العنصر من عناصر التكلفة مهم جداً لأنه يتعامل مـع الجنس البشري وتشكل تكلفــة الأجور المباشـــرة ما نسبته من 10إلى 15 % من التكلفة الإجمالية. وعلى سبيل المثال لا الحصر تشكل تكلفة الاجور المباشرة 7 % الى 9 % تقريباً في شركات الأسمدة في الهند ما بين السنوات 92-93 الى97-98.
تنبع اهمية الاجور كونها هى التي تشغل الالات و التي تحول المادة الخام الى مادة تامة الصنع . صحيح انه في هذه الايام قلت نسبة مساهمة الاجور في التكلفة الاجمالية مقارنة مع الفترات السابقة والسبب في ذلك يعود الى استخدام الالات في الوقت الحاضر بشكل كبير ، لكن من الذي صنع هذة الالات ومن الذي يشغلها بالطبع الانسان لذلك يجب الاهتمام به
نقطة مهمة جداً كذلك بالنسبة للأجور التي تدفع بالطبع للجهد البدني والعقلي المبذول من قبل الإنسان ، انه بعكس المواد الخام والتي يمكن تخزينها ، فان حهد الإنسان لا يمكن تخزينه .
ان التحكم بتكلفة الأجور المباشرة وتحديد الأجور مهم جداً لأنه يؤثر كثيراً على الإنتاجية وكما هو معروف عندما يتم تقليل الأجور إلى أدنى حد ممكنة هذا بدوره يساعد على تقليل التكلفة الإجمالية وبالتالي زيادة أرباح المؤسسة او المنشاة الصناعية والذي هو هدفها الأساسي والجوهري . ان تقليل تكلفة الأجور المباشرة هي من أهم أهداف مدير الإنتاج ومسؤول القوى البشرية في المنشاة ويمكن الحصول على ذلك من خلال نظام محاسبي منظم ومتين مطبق في المنشاة .
– طبيعة وأهمية ومجالات التحكم في الأجور المباشرة .
تنبع أهمية التحكم في الأجور كون الأجور عنصر مهم من عناصر الإنتاج ،وهي تمثل مساهمة الجانب البشري في العملية الإنتاجية . وكما هو معروف وبالرغم من التقدم التكنولوجي واستخدام الالات والتقدم في التقنيات المختلفة والحوسبة الا انه لا يمكن تجاهل العنصر البشري ولا يمكن التقليل من أهمية هذا العنصر الحيوي والفعال في العملية الإنتاجية لذلك فان الحساب الجيد والتحكم الجيد في الأجور المباشرة تعتبر خاصية مميزة من خصائص النظام المحاسبي السليم والفعال.وفي الختام يمكن القول أن هذا العنصر هو من أهم عناصر التكلفة ويجب إعطاءه العناية التامة والكافية ليس لانه يشكل جزء هام وحيوي من التكلفة الإجمالية لكن لانه يتعامل كذلك مع الجنس البشري ، والعمل كما هو معروف هو أي جهد مبذول سواء كان ذهني او بدني يقوم به الإنسان ويحصل مقابله على اجر .
كما تم التنويه سابقاً يجب إعطاء هذا العنصر من عناصر التكلفة أهمية كبيرة لأنه يتعامل مع البشر وعلى عكس المادة الخام فان العنصر البشري لا يمكن تخزينه .
تقع إلى إدارة شؤون الأفراد اختيار الشخص المناسب ووضعه في المكان المناسب وتدريبه من فترة الى فترة على أحدث التقنيات استخدمه في المنشاة .
فبامكان الإدارة العليا في المؤسسة أن تقلل من تكلفة الأجور المباشرة وذلك بإتباع عدة تقنيات منها على سبيل المثال لا الحصر نذكر ما يلي:-
1)التوظيف السليم للعمال ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب
2)تهيئة الجو المناسب للعامل لكي يعمل وهو مرتاح .
3)إعطاء الحوافز المختلفة للعمال سواء كانت نقدية او عينية وخاصة العمال النشيطين لحثهم على زيادة إنتاجهم وبالتالي هذا بدوره يؤدي الى تقليل التكلفة الإجمالية .
4)تقليل الوقت الضائع وخاصة الغير عادي الى أقصى حدود ممكنه .
5)اعطاء العمال بدل العمل الإضافي وبدل الايجازات والتامين الصحي وغيرها من الحوافز التي تحث العامل على ان يعمل أكثر وأكثر وان يشعر انه ينتمي الى الشركة التي يعمل فيها .
Overheads : Indirect Material & Indirect Labor
الأعباء الإضافية ” المواد الغير مباشرة والأجور الغير مباشرة
تعتبر الأعباء الإضافية العنصر الثالث والمهم من عناصر التكلفة أي انه عند إنتاج أية سلعة عناصر التكلفة ستكون ثلاثة وهي: مواد مباشرة ، أجور مباشرة ، وأعباء إضافية .والأعباء الإضافية ما هي الأجور الغير مباشرة والمواد الغير مباشرة.
وقد ازدادت في هذه الأيام اهمية هذا العنصر الهام من عناصر التكلفة وقد زادت نسبة الأعباء الإضافية من التكلفة الإجمالية وكانت هذه الزيادة على حساب تكلفة الأجور المباشرة والسبب في ذلك هو التحول الكبير في استخدام الآلات لان أقساط الاستهلاك لمثل هذه الآلات والمعدات تعتبر من الأعباء الإضافية. ان أهمية الاعباء الإضافية تعتبر مثلها مثل أهمية المواد المباشرة والأجور المباشرة والمصروفات الصناعية الأخرى.
ومن الخطأ ان نعتقد أنها لا تعتبر من عناصر التكلفة الغير منتجة. ويجب أن تعطى أهمية بالغة مثلها مثل عناصر التكلفة الأخرى.
– ماذا نعني بالأعباء الإضافية، طبيعتها ، وأهميتها في المنشات الصناعية ؟
الأعباء الإضافية: ما هي إلا مجموع المواد الغير مباشرة ، الأجور الغير مباشرة والمصاريف الغير مباشرة والتي لا يمكن تحميلها بشكل مباشرة على المنتج ومثال عليها راتب المشرف على العمال . وكما توهت سابقاً فان الأعباء الإضافية تقسم إلى مواد غير مباشرة وأجور غير مباشرة ومصاريف صناعية غير مباشرة أخرى .
لقد ازدادت أهمية الأعباء الإضافية هذه الأيام وهذا يعود إلى عدة أسباب أهميتها :-
1) زيادة الاعتماد على الآلات والمعدات الحديثة واستخدام الكمبيوتر والأجهزة المتطورة والتقنيات الحديثة .
2) استخدام التكنولوجيا المتقدمة في الإنتاج لذلك يعتبر أو تساهم الأعباء الإضافية بشكل كبير في التكلفة الإجمالية للمنتج . وعلى سبيل المثال فان الأعباء الإضافية في شركات الأسمدة في الهند كانت 58.2 % من التكلفة الإجمالية مقارنة مع تكلفة المواد الخام وكانت نسبتها 37.12 % من التكلفة الإجمالية . لهذا السبب ان التخطيط الدقيق والشامل مهم في عملية التحكم في تكلفة الأعباء الإضافية والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى توفير ملحوظ في التكلفة الإجمالية للمنتج والذي بدوره يؤدي إلى زيادة الإرباح للصناعة المعينة .
الجانب العملي /الخلاصة :-
بالنسبة للشركات الفلسطينية فقد تم اختيار ثلاثة أنواع امن الشركات هي :
شركات المواد الغذائية ، شركات الأعلاف والشركات الدوائية والسبب في هذا الاختيار لهذه الشركات انه كان من الصعب وخاصة في ظل الظروف الحالية اختيار نفس النوع من الشركات والمقارنة فيما بينها وسيتم الحديث عن كل نوع من هذه الأنواع من الشركات على حده .
1) شركات الأعلاف: بالنسبة لهذه الشركات أهم النتائج التي تم التوصل إليها:
*تكلفة المواد المباشرة 75 % 80 % من التكلفة الإجمالية وهي مرتفعة جداً وذلك لطبيعة هذه المادة وخاصة ان مصدر التوريد محدود وكذلك لعدم وجود بدائل لهذه المواد.
* تكلفة الأجور منخفضة حيث يتراوح ما بين 3 % إلى 5 % وهي معظمها تكاليف غير مباشرة وغير دائمة .
* الجز ء المتبقي وهي ما بين 15% الى 22% يعتبر أعباء إضافية .
2) شركات المواد الغذائية :
*كانت تكلفة المواد الخام مقارنة بالتكلفة الإجمالية 60% إلى 70% وهذه النسبة مرتفعة نوعاً ما .
*بالنسبة للأجور فهي تتراوح ما بين 10 % إلى 15 % من التكلفة الإجمالية ونظام الرقابة جيد على الأجور في هذه الشركات .
*بالنسبة للأعباء الإضافية فهي تشكل ما بين 15% إلى 30% من التكلفة الإجمالية وهي عالية نوعاً ما والسبب في ذلك هو الاعتماد الكبير على الآلات والمعدات والتقنيات الحديثة في الإنتاج .
3) شركات الأدوية :-
بالنسبة لشركات الأدوية ومن النتائج التي تم التوصل إليها هي :-
*تكلفة المواد الخام حوالي 70% من التكلفة الإجمالية والسبب في ذلك هو ارتفاع أسعار تلك المواد .
*تكلفة الأجور 20 % من التكلفة الإجمالية وذلك للاعتماد على العمالة المهرة في العمل
*اما التكاليف الصناعية الغير مباشرة فقد كانت نسبتها 10 % من التكلفة الإجمالية .
) شركات المواد الغذائية :
*كانت تكلفة المواد الخام مقارنة بالتكلفة الإجمالية 60% إلى 70% وهذه النسبة مرتفعة نوعاً ما .
*بالنسبة للأجور فهي تتراوح ما بين 10 % إلى 15 % من التكلفة الإجمالية ونظام الرقابة جيد على الأجور في هذه الشركات .
*بالنسبة للأعباء الإضافية فهي تشكل ما بين 15% إلى 30% من التكلفة الإجمالية وهي عالية نوعاً ما والسبب في ذلك هو الاعتماد الكبير على الآلات والمعدات والتقنيات الحديثة في الإنتاج .
3) شركات الأدوية :-
بالنسبة لشركات الأدوية ومن النتائج التي تم التوصل إليها هي :-
*تكلفة المواد الخام حوالي 70% من التكلفة الإجمالية والسبب في ذلك هو ارتفاع أسعار تلك المواد .
*تكلفة الأجور 20 % من التكلفة الإجمالية وذلك للاعتماد على العمالة المهرة في العمل
*اما التكاليف الصناعية الغير مباشرة فقد كانت نسبتها 10 % من التكلفة الإجمالية .
نظام ABC
تقديم عـــام
يتمثل الهدف الأول لأي نظام تكاليف في توفير المعلومات التي تمكن من قياس أو تحديد تكلفة ما وذلك الشئ قد يكون منتجا نهائيا أو منتجا وسيطا أو وحدة تنظيمية ( قسم أو إدارة ) أو مجموعة أنشطة . ويتم الربط بين الشئ موضوع التكلفة ـ ويقصد بذلك الشئ هو موضع التكلفة والذي من اجله أقيمت التكلفة ” عناصر التكلفة “ـ وبين التكاليف وعملية التكاليف هذه يطلق عليها اصطلاح ” تحميل التكاليف” وهى الهدف الأساسي من كافة تحليلات ودراسة التكلفة .وتختلف النظم التي تستخدم في تحليل التكاليف حسب عدد وطبيعة وعناصر التكاليف .
ومن الناحية العملية لا يمكن توفير نظام لتكاليف يوفر معلومات صحيحة بصفة دورية ودائمة وذلك لان التوسع في تجميع وتحليل البيانات وكذلك التوسع في دقة التحليل ، يؤدى إلى زيادة تكلفة إنشاء وتشغيل نظام التكاليف . وقد تزيد تكلفة الإمداد المستمر بالمعلومات عن العائد الاقتصادي المتوقع منها تبعا لنظم التكاليف المتبعة في كل منشأة على حده . ويتميز كل مدخل أو نظام من نظم التكاليف المختلفة بخصائصه التي تميزه ، ولكل مدخل أيضا عيوبه . ومن هذه المداخل المدخل التقليدي للتكاليف .
التكلفة على أساس النشاط :
يرتكز نظام التكاليف على أساس الأنشطة على فكرة أساسية تعتمد على الربط بين الموارد المستخدمة والأنشطة التي تستخدم هذه الموارد, ثم الربط بين تكاليف الأنشطة وبين المُنتج النهائي.
حيث أنه خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين خضع علم المحاسبة وخاصة محاسبة التكاليف لتغيرات جذرية نتيجة الدخول في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي استدعت تكوين نظرية محاسبية تناسب تلك الظروف المتغيرة.
فخلال الخمس عشرة سنة الأخيرة حدثت ثورة في تطبيقات وممارسات إدارة التكلفة, فلقد نشأت محاسبة تكاليف الأنشطة في الثمانينيات كبديل لأنشطة التكاليف المعيارية التقليدية التي استمرَّت منذ بداية القرن العشرين دون أية تغييرات جوهرية. وقد تكاملت محاسبة تكاليف الأنشطة مع التقنيات الأخرى لإدارة التكلفة, مثل:
1- تكلفة التحسين والتطوير المستمر Kaizen Costing
2- التكلفة المستهدفة Target Costing
3- تخفيض التكلفة من خلال سلسلة القيمة.
4- إستراتيجية الإنتاج بدون عيوب Zero Defect
5- نظام الشراء والإنتاج في الوقت المناسب Just In Time
6- تكاليف دورة حياة المُنتَج.
7- تكلفة الجودة الشاملة.
حيث يقصد بالنشاط أنه: عمل منجز ضمن المنظمة, أو مجموعة إجراءات منجزة ضمن المنظمة.
ويجب أولا التفرقة بين أنواع عدة من الأنشطة :
أولا : أنشطة تتعلق بعمليات ومرافق التصنيع والتجارة العامة :
ومن هذه الأنشطة الصيانة، وإضاءة المصنع والمحال التجارية والتدفئة والكهرباء والمياه والمصاريف الإدارية المختلفة، إن جميع هذه الأنشطة ضرورية لاستكمال عملية التصنيع والتجارة ومؤازرتها وهي عامة، وتشترك في الاستفادة منها جميع المنتجات على اختلاف أنواعها، وطبقا لمفهوم التكلفة على أساس الأنشطة ، فانه لا يتم ربط تكاليف هذه الأنشطة بالمنتجات باستخدام مفهوم مسببات التكلفة، وذلك لصعوبة ربط هذا النوع من الأنشطة بشكل مباشر بهدف التكلفة لا “الوحدة المنتجة، المجموعة” بل تتم معالجتها على اعتبار أنها تكاليف عامة لجميع المنتجات وبالتالي يتم حسمها كمبلغ إجمالي من قائمة الدخل لجميع خطوط الإنتاج كتكاليف فترة، أو يتم توزيعها بطريقة عشوائية.
ثانيا : أنشطة ترتبط بالإنتاج بشكل عام :
ومنها على سبيل المثال تحضير وتنفيذ إشعارات الأوامر الهندسية، ووضع مواصفات المنتج، وتحضير التصميم للمنتج، وتنفيذ أساليب الاختبار لكل منتج، وتزداد تكاليف هذه الأنشطة بزيادة عدد المنتجات المختلفة وتفرع الشركة، فكلما كان هناك توزيع في المنتجات كلما ازدادت أنشطة تحضير التصاميم أو أوامر التغيير الهندسية وهكذا، ويستخدم عادة عدة إشعارات “أوامر” التغيير الهندسية على سبيل المثال كأساس لربط هذه التكاليف بالمنتجات.
ثالثا : أنشطة تختص بمجموعة أو رزمة من الوحدات :
مثل نشاطات تجهيز وتحضير الآلات، وبرمجة الإنتاج، والمبيعات، وإعداد أوامر الشراء والفحص الأولي للمنتجات، وتعتبر تكلفة هذه النشاطات مشتركة “ثابتة” لجميع الوحدات ضمن المجموعة، فكلما زاد عدد المجموعات المنتجة زاد عدد مرات إعداد وتجهيز الآلات وحركة المواد، وعدد مرات الفحوصات .
رابعا : أنشطة مرتبطة بالوحدات المنتجة مباشرة :
وتحدث هذه الأنشطة عند تصنيع كل وحدة ويتناسب تناسبا طرديا مع حجم إنتاج هذه الوحدات وتشمل هذه المجموعة المواد المباشرة والأجور المباشرة، فإذا زاد الإنتاج مثلا بنسبة 5% فإن استخدام المواد المباشرة والعمالة المباشرة سوف يزداد بنفس النسبة ويتم ربط تكاليف هذه الأنشطة مع الوحدات المنتجة بشكل سهل ومباشر استنادا الى استخدام أو استهلاك الوحدة المنتجة من هذه الأنشطة.
كما أن أغراض التكلفة, أخذت تتوسع النظرة إليها على أنها تتضمن كلاً من المنتجات والخدمات والزبائن وقنوات التوزيع ومناطق التسويق وغيرها …..
وعلى هذا فإن نظام تكاليف الأنشطة يتعامل مع التكاليف غير المباشرة من خلال إعداد مجموعات لهذه التكاليف حسب الأنشطة المختلفة التي تحدث بها هذه التكاليف.
أي أنه يتم استخدام هذه التكاليف بالمنتجات كأساس لتحديد التكاليف الخاصة بكل مجموعة, ثم يتم ربط هذه التكاليف بالمُنتَجات من خلال مًُسبِّبَات التكلفة.
من هنا نخلص إلى أن الفكرة الأساسية في نظام محاسبة تكلفة الأنشطة تقوم على : التخلي عن مفهوم مراكز الإنتاج كمركز لتجميع عناصر التكاليف الغير متجانسة والتعامل المباشر مع السبب الحقيقي والفعلي لكل عنصر تكلفه وهو النشاط المعين. فمن البديهي أن التكلفة لا يمكن أن تنصب على الأقسام او المراكز الإنتاجية ولكن تنصب على السبب المباشر فى حدوث التكلفة وهو الحدث والنشاط والذي بدونه لا تنشأ التكلفة أصلا .
وهناك حقائق يقوم عليها مدخل التكلفة على أساس الأنشطة :
1ـ أن تأدية الأنشطة هو الذي يسبب استهلاك الموارد وان الخدمات والمنتجات تستهلك الأنشطة والنشاط هو كل إجراء عملية ما .
2ـ انه إذا كان نظام التكاليف التقليدي يتبنى مفهوم أن تكاليف الإنتاج تتغير طرديا مع حجم الإنتاج فهذا يسري فقط بالنسبة للأنشطة التي تجرى على وحدات الإنتاج بذاتها إي تستفيد منها كل وحدة إنتاج بشكل مباشر .
ولكن بالإضافة إلى ذلك فان هناك عناصر تكاليف ترتبط بأنشطة ليس لها علاقة بوحدات الإنتاج وان تلك الأعمال أو الأنشطة تؤدى إلى أحداث التكاليف وهي المسبب الرئيسي للتكلفة ومن هنا فلقد تبنى نظام محاسبة التكاليف نظاما مختلفا لتصنيف مسببات التكلفة وهو ما يطلق عليه هيكل أو مستويات أو مسببات التكلفة . حيث تصنف مسببات التكلفة من حيث سلوكها ( متغير وثابت ) إلى أربعة مستويات:
مستوى وحدة الإنتاج .
مستوى الدفعة أو المجموعة أو حزمة وحدات الإنتاج.
مستوى المنتج .
مستوى المؤسسة .
خطوات تطبيق نظام محاسبة تكاليف الأنشطة :
تحديد الأنشطة :
ويقصد بها تحليل العمليات التي تقوم بها المؤسسة إلى أنشطتها الرئيسية والفرعية مثل :
– شراء المواد
– وتخزين المواد
– والتجهيز الآلي
– رقابة الجودة
-والفحص والصيانة
-واستقبال أوامر العملاء
– وترويج المبيعات ….
حساب تكلفة الأنشطة كميا :
والخطوة التالية هي التعبير عن تلك الأنشطة بمقياس كمي يحقق علاقة الارتباط بين حجم ذلك النشاط ـ معبرا عنه بوحدات القياس ـ مقدار التكلفة ويطلق على ذلك المقياس مسبب التكلفة ومن الجدير بالذكر أن مدى نجاح وفعالية نظام محاسبة التكلفة النشاط يعتمد إلى حد كبير على مدى سلامة مسببات التكلفة ..
ومثال ذلك انه يمكن التعبير عن تكلفة أو نشاط الفحص بعدد مرات الفحص اى أن مسبب التكلفة هنا يكون هو مجمل عدد مرات الفحص ويكون ذلك مقبول عندما يكون هناك تجانس بين طبيعة هذا الفحص وتكلفة الفحص فإذا كان هناك فرق بينهاوتعذروجود عامل مشترك بينهم في هذه الحالة يتم الفصل بينهم ومعاملة كل نوع منهم على انه نشاط مستقل .
استخلاص مسببات التكلفة :
استنادا إلى دراسات ومشاركات القائمين على إنجاز الأنشطة المختلفة يتم تحديد مسبب واحد أو أكثر لكل نشاط من الأنشطة، وذلك انطلاقا من علاقة السبب والنتيجة بين تغير موجه أو مسبب التكلفة وبين إحداث التكلفة نتيجة ذلك التغير. وغالبا ما تكون موجهات التكلفة مقاييس كمية عددية مثل عدد ساعات عمل الآلات، عدد مرات إعداد الآلات، عدد مرات شحن المواد، عدد مرات طلب المواد، عدد ساعات الفحص واختبار الصلاحية أو تطابق المواصفات.
ويعتبر مسبب التكلفة وسيلة الربط بين تكلفة النشاط والمخرجات من المنتجات والخدمات ، وبالتالي فهو مقياس كمي يعكس مخرجات النشاط ومن أمثلة مسببات التكلفة :
النشاط مسبب التكلفة
جدولة الإنتاج عدد دورات الإنتاج
طلب المواد عدد أوامر الشراء
استلام المواد عدد مرات توريد المواد
مناولة المواد عدد مرات المناولة
إعداد الآلات عدد مرات الإعداد
تشغيل الآلات ساعات تشغيل الآلات
صيانة الآلات عدد مرات الصيانة
رقابة الجودة عدد مرات التفتيش
تعبئة المنتجات عدد الأوامر المسلمة للعملاء
ترويج المبيعات الوقت المستنفذ من رجال البيع
تحميل تكاليف الأنشطة للمنتجات :
وذلك طبقا لحاجة كل من هذه المنتجات للموارد المستنفذة في تنفيذ الأنشطة . ويتطلب ذلك تتبع الطلب على موارد كل نشاط على حده باستخدام مسبب تكلفة النشاط كمؤشر لهذا الطلب .
طبقا لهذه الخطوات فان مدخل الأنشطة يركز على فكرة أن الأنشطة تستهلك الموارد وبالتالي التكلفة المرتبطة بها . ومن ناحية أخرى ، فان المنتجات تستهلك الأنشطة مما يتطلب تحميلها بتكلفة هذا الاستهلاك .
أبعاد تطبيق نظام محاسبة التكاليف :
على الرغم من أن نظام محاسبة تكاليف الأنشطة يهدف إلى توفير قياس سليم للتكاليف فان تطبيق هذا النظام أدى إلى توفير قدر من المعلومات أدت إلى فتح أفاق واسعة لتطوير العملية الإدارية وزيادة فعاليتها وذلك من خلال تحليل الأنشطة وتحديد تكليفها ومن ثم وفر لأساس لإدارة المؤسسة بمستوياتها المختلفة لتقييم تلك الأنشطة .
حيث يقصد هنا بتقييم الأنشطة تحليل الأنشطة وتحديد تكلفتها ومقارنة تلك التكاليف بالعائد منها سواء كان ذلك في العائد في صورة نواتج مالية منظورة في الأجل القصير أو كان فى شكل تدعيم المركز التنافسي في الأجل الطويل وتتجسد فاعلية هذا التقييم فى :
استبعاد الأنشطة التي لا تضيف أي قيمة أو تخفيضها الى أدنى مستوى ممكن .
استكشاف فرص وأنشطة التحسين والتطوير المستمر فى العمليات والمجالات القائمة
تدعيم التحليل الاستراتيجي وتقييم مراحل الإنتاج التي تتعامل معها المؤسسة وإضافة أو إسقاط إحدى الحلقات أو المراحل التي تؤدى إلي تخفيض الربح فى الأجل القصير أو الطويل أو تحسين هذه المراحل ، وذلك ابتداء من المواد الخام وحتى المستهلك النهائي .
مؤشرات ومزايا ومبررات تطبيق نظام محاسبة تكلفة النشاط:
إن نظام محاسبة تكلفة النشاط من حيث المبدأ وكنظام للمحاسبة عن التكاليف لا يمكن القول بعدم ملائمته لأي نوع من المؤسسات أو فى أي ظروف لأنه يمثل ما يجب أن يكون عليه محاسبة وقياس التكاليف . ولذلك فان هناك الكثير من المبررات التي تؤكد أفضلية إتباع منهج ومدخل محاسبة تكاليف الأنشطة ، وكذلك هناك الكثير من المشكلات التي كانت تواجه المدخل التقليدي للتكاليف والتي تغلب عليها نظام محاسبة تكاليف الأنشطة
مزايا استخدام اساس التكلفة على الانشطة :
يعمل نظام التكاليف بالأنشطة على توفير معلومات تتصف بالدقة عن الكيفية التي تستخدم بها الموارد المرتبطة بالأنشطة المختلفة ومن خلال دقة هذه المعلومات تتحقق مجموعة من المزايا يمكن تلخيصها فى النقاط التالية :
– توفير المؤشرات التي تساعد على تحديد أهمية الأنشطة معبرا عنها فى شكل تكلفة وفى تحديد مجالات الوفر او الإسراف في هذه التكلفة ويمكن ذلك الإدارة من اتخاذ القرارات المرتبطة بتخصيص الموارد طبقا لأهداف كل نشاط .
– تحديد علاقة التكاليف بالأفراد وبالتالي تقييم مسؤولياتهم تجاه أساليب استخدام الموارد المتاحة لهم . ويساعد ذلك الإدارة على توجيه أسلوب الرقابة لتحقيق هدف الكفاية فى الأداء .
– وقد تستخدم مسببات او موجهات التكلفة كأدوات لتحفيز المسئولين لزيادة النشاط من خلال زيادة أعداد أو أحجام هذه الموجهات كعدد دورات الإنتاج او عدد الأوامر المسلمة للعملاء . مما قد ينتج عنه زيادة في الإيرادات تفوق الزيادة فى تكلفة استخدام الموارد المتاحة .
– يعتبر مدخل التكاليف على أساس الأنشطة مدخلا فعالا لتقييم الأداء على أساس القيمة المضافة او المساهمة التى تحقق الأنشطة للإدارة . وبالتالي التعرف على جدوى كل نشاط .
– تحديد الأنشطة الأكثر ارتباطا بالتكاليف ومن ثم إلغاء الأنشطة عديمة المنفعة مما يتيح للإدارة فرصة إعادة توزيع الموارد بصورة أفضل.
– تحديد المزيج الأمثل للمنتجات والعملاء، حيث يساعد هذا النظام الإدارة على فهم أفضل للطريقة التي يتم توليد الأرباح بها، وبالتالي يستطيع المديرون الاستفادة من هذا الفهم في زيادة الربحية من خلال التخلص من المنتجات والعملاء الأقل ربحية، أو إعادة النظر في المزيج الحالي إلى مزيج أكثر ربحية، حيث ان إتباع نظام ABC سوف يقلل من احتمالية إتباع استراتيجيات تشغيلية أو تسويقية ينجم عنها بيع المنتج بأقل من التكلفة المحسوبة على أساسه.
– يعمل على قياس الأداء بفاعلية وبصورة أدق، وتحديد مواطن الإسراف، وكذلك يمثل آلية للرقابة على التكاليف وإدارتها على المدى الطويل أيضا، ويتم ذلك من خلال تركيز الإدارة على مسببات التكلفة، وكذلك فان هذا النظام يساهم في إدارة التكلفة، إعداد الموازنات، الرقابة وتقييم الأداء، كما ذكرنا سابقاً.
– توفير بيانات تكلفة أكثر دقة وملائمة للوحدة المنتجة أو السلعة المقدمة.
– زيادة القدرة التنافسية للشركة، حيث أشارت بعض التجارب إلى أن السبب الرئيسي لتبني هذه الشركات نظام التكلفة على أساس الأنشطة هو عجز أنظمة التكاليف التقليدية عن توفير بيانات تكلفة دقيقة وملائمة تمكن الشركة من قياس نجاح البرامج التطويرية لديها، ولتوضيح وتأكيد الفوائد التي تنجم عن تطبيق هذا النظام من الناحية التطبيقية وكذلك يعتبر نظام التكلفة حسب الأنشطة نموذجا لقياس الطلب على استخدام الموارد وليس نموذجا لقياس الإنفاق، حيث أن هذا النظام يحاول قياس مقدار ما استخدم من موارد على مستوى المنشأة ككل، وتجزئة ذلك على مستوى كل نشاط فرعي ورئيسي داخل المنشأة، إلا أنه بالنسبة لبعض العناصر مثل الموارد المباشرة، فإن هناك ارتباطا كاملا وكليا فيما بين الطلب على المورد وبين الإنفاق عليه، بينما لا يتحقق مثل هذا في عناصر إنفاق أخرى مثل الأجور غير المباشرة وعناصر الإنفاق على التكلفة الثابتة، حيث يلاحظ أنه نتيجة زيادة حجم الإنتاج يزيد الطلب على المواد المباشرة يتبعه زيادة في الإنفاق على عنصر المواد المباشرة، إلا أن زيادة حجم الإنتاج تؤدي إلى زيادة الطلب على الموارد الثابتة، مما لا يترتب عليه في الأجل القصير زيادة في الإنفاق على تلك الموارد بل زيادة في درجة استغلالها غالبا.
وفي هذا الشأن يحاول نظام التكلفة حسب الأنشطة قياس الموارد الكلية اللازمة لإنتاج منتج معين، كما يقوم بالتنبؤ باستخدام الموارد المتوقعة للتنبؤ بالإنفاق المستقبلي، وهذا يوضح أنه في الأجل الطويل، غالبا ما يتجه عناصر الإنفاق إلى التغيير مع تغيير استخدام الموارد، الأمر الذي لا ينطبق في الأجل القصير، ولذلك فإن التغيير في حجم الإنتاج يعتبر أحد عناصر التغيير في استخدام بعض عناصر الموارد في الأجل القصير.
الانتقادات الموجهة إلى نظام محاسبة تكلفة الأنشطة
على الرغم من مزايا نظام محاسبة تكاليف الأنشطة والمتمثلة في توفير معلومات تتصف بالدقة والتي تساعد الإدارة في اتخاذ قراراتها وتخطيط ورقابة التكاليف إلا أن هناك بعض الانتقادات الموجهة إلى نظام التكلفة على أساس الأنشطة :-
– أن نظام محاسبة تكاليف الأنشطة ما هو إلا تطوير لنظام التكاليف المتعارف عليها والتي تعتمد في تحميل وتخصيص التكاليف الصناعية غير المباشرة على علاقة السبب – النتيجة مع إجراء تفاصيل أكثر في مراكز الأنشطة .
– إن كفاءة استخدام نظام تكاليف الأنشطة تعتمد بصفة رئيسية على الاختيار السليم لمسببات التكلفة، وذلك ليس بالأمر السهل ومن الضروري تحديد أفضل مسبب لتكلفة النشاط ودراسة الآثار السلوكية لها .
– إن تطبيق تكاليف الأنشطة يتطلب تكلفة مرتفعة وجهداً كثيراً وهذا ما يجعل العديد من المنشآت الصناعية تتردد في استخدامه .
– إن أهم انتقاد تعرض له هذا النظام هو صعوبة التطبيق واختيار مسببات التكلفة، الأمر الذي يتطلب الاستعانة بخبرات خارجية متخصصة وإعادة تدريب الكادر المحاسبي.
– إن تكلفة تطبيق نظام التكاليف على أساس الأنشطة مرتفعة عموما، لذلك يجب الموازنة بين التكلفة والمنافع. ولكن في الأجل الطويل فإن النظام يحقق منافع جمة خصوصا في مجال الرقابة التكاليفية وتحسين الأداء الإداري وفتح مجالات واسعة لتخفيض التكلفة.
– إن تطبيق النظام لا يتم إلا في سياق إجراء تغيير إداري شامل وضمن منظومة إدارة الجودة الشاملة مع التوجه نحو جعل مسألة إرضاء الزبائن مسألة محورية توجه الإنتاج وجميع أنشطة المنظمة. ولكن هذا الانتقاد نفسه ينقلب ليصبح تطبيق النظام ميزة، لا بل ضرورة، في ظل تنافس شديد محليا وعالمياً.
– كما أن التجارب العلمية في بعض الشركات أثبتت أن تطبيق هذا النظام ليس في جميع الأحوال ذا عائد يفوق تكلفة التطبيق فقد تبين انه كلما اتجه حجم المنشاة الى الصغر مثل منشات الإنتاج الفوري, حيث تتعدد الطلبيات مع صغر حجم الطلبيات فان تجميع البيانات اللازمة للحصول على معلومات التكلفة حسب الأنشطة يعتبر مكلفا للغاية بما يتعارض بنفس الوقت مع اعتبار وهدف تخفيض التكلفة الذي تنشده تلك المشروعات وهو ما يعطي مبررا مقنعا لعدم التطبيق الكامل لها النظام او قصور تطبيقه.
وهذا يفسر عدم الانتشار الواسع لنظام التكاليف على أساس النشاط في اليابان حيث يوجد تعارض بين تطبيقه الذي ينتج عنه ارتفاع تكلفة القياس ونظام الـ just in time الذي يقوم على أساس تخفيض التكلفة بشتى الطرق والوسائل وهو الأمر الذي شجع الشركات اليابانية على تطبيق نظم أخرى للتكاليف مثل نظام التكلفة بالتدفق العكسي وذلك بهدف الوصول الى تخفيض التكلفة.
الظروف الداعمة لتطبيق نظام التكاليف على أساس الأنشطة
إن تطبيق نظام التكلفة على أساس الأنشطة هو عملية معقدة وشاملة تتطلب الخبرات وتستنفد الكثير من موارد المنظمة، لذلك، على الإدارة التأكد مسبقا من ان المنافع المتوقعة اكبر من تكاليف تطبيق النظام.
ويمكن اعتبار الظروف والشروط التالية مشجعة لتطبيق النظام:
– تعدد المنتجات وتنوع نماذجها الكبير مع اختلاف في أحجام إنتاجها، مما يجعل العملية الإنتاجية معقدة.
– ازدياد الأنشطة المساندة كالتصميم الهندسي للمنتج وتصميم العمليات الإنتاجية وبرمجة الإنتاج والمعالجة الآلية للبيانات بالاستخدام المكثف للحاسوب وازدياد أهمية المحاسبة نتيجة نمو حاجات الإدارة إلى معلومات دقيقة وتحليلية.
– ارتفاع نسبة التكاليف المساندة مع تضاؤل نسبة التكاليف المباشرة لليد العاملة نتيجة لما سبق، مما يجعل مسألة التخصيص الدقيق للتكاليف المساندة مهمة وجوهرية في ترشيد قرارات الإدارة.
– تزايد استخدام نظم التصنيع المتقدمة باستخدام الإنسان الآلي، الأمر الذي يخلق طاقة إنتاجية كبيرة ويرفع نسبة التكاليف الثابتة في هيكل تكلفة المنظمة.
– ازدياد حدة المنافسة محليا وعالميا بحيث يصبح تخفيض التكاليف هو استراتيجية الاستمرارية والمحافظة على حصة المنظمة في السوق.
– قصر العمر الاقتصادي للمنتج، مما يتطلب استبعاد بعض المنتجات وتطوير وإدخال منتجات جديدة باستمرار وبما ينسجم وتوقعات الزبائن الحاليين والمحتملين.
نستنتج مما سبق :
اختصارا يعتمد مدخل المحاسبة عن التكلفة علي أساس الأنشطة علي تحميل تكاليف الأنشطة – والتي يطلق عليها في ظل النظم التقليدية مراكز التكلفة – مباشره علي المنتجات عن طريق ما يسمي بمسببات التكلفة بمعدلات التحميل – وعلي ذلك يمكن القول بأن مدخل المحاسبة عن التكلفة علي أساس النشاط ما هو إلا محاوله لتطوير أو تحسين نظام محاسبه التكاليف التقليدية بهدف الوصول أو محاوله الوصول إلي أرقام تكلفه أكثر دقه من التي يتم التوصل إليها والمعتمد من نظم محاسبه التكاليف التقليدية