برهنت دراسة مطولة أن المشاركة في الأعمال المنزلية اليومية منذ عمر 3 سنوات تساعد على تطوير المهارات الأساسية.
درست الباحثة مارتي روسمان أسلوب حياة 84 ولداًعندما كان عمرهم 3 سنوات، ثم 10 سنوات، ثم 16 سنة، ثم عندما أصبح عمرهم 25 سنة.
النتائج مدهشة :
الأولاد الذين شاركوا في الأعمال المنزلية منذ كان عمرهم 3 سنوات امتلكوا قدرة على ضبط النفس وحساً بالمسؤولية واستقلالية أكثر تطوراً بعمر البلوغ مقارنة بمن لم يقوموا بالأعمال المنزلية، أو الذين بدأوا في عمر المراهقة.
كان لديهم أيضاً علاقات أفضل مع عائلاتهم وأصدقائهم (نعرف أن تطوير المهارات التنفيذية يشجع على إقامة علاقات اجتماعية جيدة)، أداء أفضل في المدرسة والجامعة، وكانوا أكثر استقلالية مالياً. استنتجت من هذا أن المشاركة في الأعمال المنزلية منذ عمر 3 سنوات كان تأثيره أعلى من ال IQ من أجل النجاح في عمر البلوغ.
لنسمح إذن لأطفالنا في عمر 3 سنوات- وهذا ما يطلبونه على كل حال- أن يحملوا المكنسة
الولد بعمر 3 سنوات هو إذن كائن فاعل، يجب أن يقوم بأي عمل بنفسه لتدريب وظائفه التنفيذية. هذه الحاجة الملحة ليقوم بالعمل بنفسه، ليست نزوة ولا هوساً ولا صدفة : إنها مظهر من مظاهر الذكاء يريد تدريبه. وعندما يقوم بتدريب ذكائه، لا تحاولوا أن تقوموا بالعمل بدله، فأنتم تعرّضون بذلك أنفسكم لاحتجاجه وغضبه.
هكذا، عندما نرفض لولد في عمر 3 إلى 5 سنوات أن يقوم بتزرير سترته بسبب ضيق الوقت فيحتج بعنف، ليس هو من يقف بوجه تصرفنا الأخرق، إنه كل الذكاء البشري الذي يزمجر لأنه وجد أننا نعيق تطوره. إنه مؤشر سلبي على أن هذه الفترة من العمر حساسة. بالعكس، إذا لم نقم بإعاقة نشاطه، سنراه ينجز عمله بتركيز غير عادي ودقة مدهشة، وسيمتلئ رضىً وفرحاً.
هذا الرضا الكبير هو المؤشر الإيجابي على حاجة شعورية تمت تلبيتها.
بين 3 و5 سنوات، يطوّر الأولاد بسرعة كبيرة وظائفهم التنفيذية وذلك بمجهودهم الخاص. عندما تتطور بالشكل الكافي، فهي تساعده على العمل وعلى تنفيذ أي مهمة بنجاح. هكذا، مهما كان الوسط الذي ينمو فيه الولد، في المدرسة أو المنزل، قبل حتى أن نفكر بتعليمه الأحرف أو الأرقام أو أي شيء آخر، يجب أن نساعده على تطويرها. والباقي ينتظر.
لهذا، يجب أن نتبنى موقفاً بسيطاً تجاه أولادنا، منذ ولادتهم، وفي كل سلوكهم
في الحياة اليومية:”تستطيع أن تفعلها، ستفعلها بالتأكيد، حتى لو أخذت منك وقتاً، أعرف أنك ستتوصل إلى هذا”.
د أمينة عطالله